شهدت جلسة محاكمة 26 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً ب "خلية مدينة نصر" بتهمة التخطيط لارتكاب عمليات إرهابية ضد منشآت الدولة الحيوية. وتأسيس وإدارة جماعة تنظيمية علي خلاف أحكام القانون والدعوة إلي تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي عدداً من المفاجآت كان أولها عندما جاءت شهادة الشاهد الأول وهو من الأمن الوطني مخالفة لما هو مثبت في تحقيقات النيابة العامة حيث قال: إنه بناء علي إذن من نيابة أمن الدولة لضبط المتهم الذي لقي مصرعه أثناء القبض عليه ويدعي كريم البدوي تحركت قوة من الأمن الوطني تجاه الشقة التي يسكنها المتهم وحدثت وفاته نتيجة انفجار داخل الشقة وعندما سأله القاضي عما إن كان هو من قام بتفتيش الشقة أم لا أجاب: بالنفي فقام رئيس المحكمة بمواجهته بأقواله في تحقيقات النيابة العامة بأنه هو من قام بتفتيش الشقة وعثر بغرفته علي مواد متفجرة ومفرقعات فارتبك الشاهد وقال للقاضي: "أنا متمسك بأقوالي في تحقيقات النيابة العامة" وهنا تدخل المحامي كامل مندور من دفاع المتهمين وطلب إثبات ارتباك الشاهد أمام المحكمة وتغيير أقواله عما ورد علي لسانه في التحقيقات وعلق قائلاً "يبدو أننا نصطدم بحائط النسيان". كانت ثاني المفاجآت عندما تبين من مناقشة الشهود ومعظمهم من ضباط الأمن الوطني والمباحث ان المتهم الخامس ويدعي إسلام رضا كان مجنداً بالقوات المسلحة وقت القبض عليه وكان في إجازة لمدة 48 ساعة وبنهاية الجلسة قررت المحكمة إخلاء سبيله بضمان محل إقامته. شهدت الجلسة أيضاً دفع النيابة العامة أمام المحكمة بأنه لا وجه لإقامة الدعويپالجنائية ضد المتهم كريم البدوي الذي لقي مصرعه أثناء ضبطه.. وتدخل المتهم "عادل شحتو" وقال أنا عايز أسأل المحكمة هو انتم هتحكموا إزاي علي كريم البدوي من غير ما تعرفوا هو مات إزاي؟ فرد القاضيپأنا مش هحكم عليه لأنه مات. شهدت الجلسة أيضاً مفارقة كانت مثار تساؤل كبير لكل من حضر الجلسة حيث قام المتهمون طوال الجلسة بالتدخل أثناء سماع شهود الإثبات بالأسئلة للمحكمة وللشهود رغم انهم متواجدون فيپنفس القفص الزجاجي الذي يتواجد فيه الرئيس السابق محمد مرسي وقيادات الإخوان المسلمين أثناء محاكمتهم بما يؤكد ان المتهمين فيپقضية خلية مدينة نصر يستمعون للمحاكمة بشكل كامل وهو ما دفع القاضي لسؤال المحامي كامل مندور محامي المتهمين وهو في الوقت ذاته محاميپبعض المتهمين من الإخوان والذي انسحب هو وفريق الدفاع بسبب القفص الزجاجي في محاكمة مرسيپوسأله القاضي قائلاً: "المتهمين سامعينا وإحنا سامعينهم كويس أهو" فرد المحامي صح يا ريس وعلشان كده إحنا حضرنا الجلسة بشكل عادي وما اعترضناش لان المتهين حصلوا عليپحقهم بسماع الجلسة بالكامل لكن في محاكمة مرسي وقيادات الإخوان كان القفص معزول والمتهمين مبيسمعوش الجلسة وإحنا مفيش بيننا وبين المحكمة أي خصومة إحنا عايزين القانون يتطبق وبس" وبعد رفع الجلسة تم قطع الصوت عن القفص فتواصل المتهمون مع المحامين بالإشارة. صورة بن لادن وكعادتهم دائماً قام المتهمون برفع صورة أسامة بن لادن القائد السابق لتنظيم القاعدة كما رفعوا لافتة مكتوب عليها القاعدة علي قلوب المرتدين قاعدة. استمعت المحكمة أيضاً لشهادة نقيب الأمن الوطني الذي قام بالقبض علي المتهم رامي الملاح والذي قال: إنه قبض عليه بناء علي إذن من النيابة العامة بجوار محطة ألماظة. فرد عليه المتهم من داخل القفص لا محصلش اللي حصل إني اتخطفت من أمام محطة ألماظة فهل تم ضبطي بناء علي تحريات سابقة؟ فأجاب الشاهد أنا قبضت عليه بناء علي إذن من النيابة العامة. في حين قال الشاهد الثالث وهو من الأمن الوطني أيضاً إنه متمسك بأقواله في تحقيقات النيابة فسألته المحكمة ما قولك فيما قررته بالتحقيقات انك قمت بضبط وتفتيش مسكن المتهم الخامس إسلام طارق محمد رضا في 13 سبتمبر 2012 داخل منزله فأجاب الضابط: نعم أنا من قمت بالقبض عليه فسأله المتهم "إسلام" من داخل القفص إنت كنت تعرف جاي تقبض علي مين؟ فرد الشاهد لا فأنا لا أعرفه شخصياً فقال المتهم "يا سيادة القاضي أنا اتقبض علي وأنا مجند في القوات المسلحة وكنت في إجازة يوم ما اتقبض علي والضابط مكنش يعرف كده فتوجه القاضي بالسؤال للشاهد هل أثبتت التحريات التي صدر بناء عليها إذن من النيابة ان المتهم كان وقتها مجنداً بالقوات المسلحة؟ فأجاب الضابط: أنا مكلف فقط بتنفيذ إذن النيابة فسأل رئيس المحكمة عندما قمت بتفتيش منزله هل وجدت أية أحراز فأجاب الشاهد ارجع إلي أقوالي بتحقيقات النيابة. في حين قال الشاهد الرابع وهو ضابط بمباحث قسم السيدة زينب انه يتمسك بأقواله فيپتحقيقات النيابة العامة فسألته المحكمة ما قولك فيما قررته بالتحقيقات انه وردت إليك تحريات عن ان المتهم الرابع وائل مصطفي يحوز سلاحاً نارياً فقمت باستصدار إذن من النيابة لضبطه بمسكنه وتمكنت من القبض عليه وبحوزته فوارغ قنابل مسيلة للدموع وألعاب نارية؟ فأجاب الشاهد نعم هي دي أقوالي وأنا متمسك بها فوجه المتهم "وائل" سؤالاً للشاهد هل قمت بضبط سلاح ناري في مسكني؟ فأجاب الشاهد: ما تم ضبطه من أحراز مذكور بمحضر الضبط فعلق المتهم قائلاً: كنت وثلاثة من أشقائي بالمنزل والحرز المضبوط عبارة عن 4 صواريخ صوت للاحتفال في رمضان فلماذا تم القبض عليّ أنا من بين أشقائي المقيمين معي بالمنزل رغم ان شقيقي الأصغر قرر أن الصواريخ تخصه فأجاب؟ الضابط ان التحريات والمعلومات تمت بشأنه هو وليس أشقاءه فسألته المحكمة التحريات قالت إنه يملك سلاحاً نارياً ولم تجد هذا السلام فلماذا قبضت عليه؟ فأجاب الشاهد إجراءات القبض مثبتة في تحقيقات النيابة فسألت المحكمة هل تم ضبط المتهم قبل اصدار إذن النيابة؟ فأجاب تم ضبط المتهم بإجراء قانونيپبناء علي إذن النيابة العامة. فسأل: هل تم اطلاع المتهم علي إذن النيابة العامة؟ فأجاب الشاهد الإجراءات مثبتة فيپالتحقيقات. قام رئيس المحكمة بتوجيه الشكر للمتهمين وتحيتهم علي حسن سلوكهم داخل القفص الزجاجي ومناقشتهم للشهود في هدوء قائلاً: "أنا بحيكوا علي الهدوء اللي إحنا فيه وانتوا في رقبة المحكمة وإحنا مكلفين بتحقيق العدالة" وعقب ذلك قام أحد المتهمين برفع أذان الظهر من داخل القفص وظل القاضي يردد الأذان وراء المتهم وقال القاضي سننتهي من سماع الشهود ونرفع الجلسة للصلاة. تحقيقات النيابة استمعت المحكمة لأقوال نقيب شرطة بمباحث قسم السيدة زينب والذي تمسك أيضاً بأقواله في تحقيقات النيابة العامة وقال إن دوري كان تأمين مأمورية القبض علي المتهم وائل مصطفي ونظراً لطول المدة أنا لا أتذكر. قال الشاهد الخامس: وهو ضابط بقطاع الأمن الوطني إن جميع معلوماته ذكرها في تحقيقات النيابة العامة فسألته المحكمة: ما قولك فيما قررته بالتحقيقات انه نفاذاً للإذن الصادر من النيابة العامة لضبط وتفتيش مسكن المتهم عادل عوض شحتوا انك توجهت لمنزله ولم تجد وتمكنت من ضبط عدد من الكتب المتضمنة للأفكار الجهادية فرد الضابط أنا لا أذكر ما حدث بالضبط وأتمسك بأقوالي في التحقيقات فسألت المحكمة من الذي أجري التحريات علي المتهم حتي يستصدر إذناً بضبطه؟ فأجاب الضابط لست مجري التحريات. هنا تدخل المتهم من داخل القفص قائلاً: سيادة القاضي كان يوجد 50 ألف جنيه في منزلي سرقت أثناء قيام الضابط بتفتيشه والفلوس دي كنت أخذتها كتعويض في قضية تعرضي للتعديب من 20 سنة والكتب المضبوطة موجودة علي الانترنت فسألت المحكمة عما ذكره المتهم فرد الشاهد جميع الضبوطات ذكرتها في محضر التفتيش.. فسأل المتهم ما سبب القبض علي في حين اني في المعتقل منذ 20 سنة؟ فأجاب الشاهد المتهم لم يكن موجوداً بالمسكن لكن أنا ذهبت لمسكنه بناء علي إذن النيابة والشقة كانت خالية فسألت المحكمة كيف تمكنت من دخول مسكن المتهم؟ فأجاب الضابط طرقنا الباب عدة مرات دون رد وسمعنا تحركات داخل المسكن ورفض من بداخله فتح المسكن فقمنا بكسره فسألت المحكمة هل وجدت أحد بداخل الشقة بعد الدخول؟ فأجاب الشاهد: لا.. وواجهت المحكمة الشاهد السادس وهو معاون مباحث الشيخ زايد بأقواله التي وردت في تحقيقات النيابة انه بتاريخ 28 أكتوبر 2012 حال تواجده بكمين محطة تحصيل الرسوم بطريق إسكندرية الصحراوي أبصر المتهمين محمد جبر وسعد سلام ومحمد سمير سلام مستقلين سيارة نقل وعندما قام باستيقاف السيارة لفحص تراخيصهم ألقي السائق منها لفافة اتضح ان بها مخدر الحشيش وبمواجهته اعترف بحيازتها بقصد التعاطي وبتفتيش السيارة عثر بداخلها علي جوال به بندقية آلية و7 أجولة أخريپبها مفرقعات وبمواجهة المتهمين أقروا بحيازة السلاح الناري والمواد المفرقعة وبالاستعلام عن السلاح تبين انه مبلغ بسرقته من وحدة سمالوط وأضاف ان المضبوطات أحضروها من إحدي المزارع في طريق إسكندرية الصحراوي لنقلها إلي مدينة العريش فأجاب الضابط هذا ما قلته في التحقيقات وانا من قمت بتفتيش السيارة عندما قام السائق بإلقاء لفافة الحشيش علي الأرض وكانت المسافة بيني وبينه 5 أمتار وعندما اقترب طلبت منه الرخصة فلاحظت ارتباك وتوتر من معه فقمت بتفتيش السيارة وعثرت علي المضبوطات. فسألته المحكمة ما نوع السيارة فأجاب لا أتذكر فصاح المتهم سيارة جامبو وسألت المحكمة الشاهد كيف نما إلي علملك ان المتهمين يحملون مادة نترات صوديوم فأجاب أننا سألنا المتهمين فقالوا عنها إنها نترات كسماد للأرض وبعدها انتدبنا خبيراً من الحماية المدنية فأكد انها نترت صوديوم وتدخل المتهم وقال: أنا باعدي علي الكمين ده من 12 سنة ولو كان معايا حاجة كنت رميتها قبل ما أوصل الكمين وكمان عدينا علي أكتر من كمين طوال الطريق ولو كان معنا سلاح كان اتقبض علينا وطلب دفاع المتهم سؤال الشاهد فسمح له القاضي وسأله عن انه قال في التحقيقات انه شاهد المتهم يلقي اللفافة عندما استوقفه بينما قال في شهادته انه ألقاها قبل وصوله للكمين بخمسة أمتار فقال أنا مش فاكر وسأله أيضاً انه بالتحقيقات انها شاهد علي الأجولة مكتوباً عليها انها نترت صوديوم في حين ما عرض علي النيابة العامة كانت أجولة عليها دقيق فاخر فقال لا أتذكر لطول المدة فطلب القاضي من المحامي عدم توجيه أسئلة كهذه والاحتفاظ بها لحين مناقشة موضوع الاتهام لأنه بتلك الطريقة يوضح للشاهد أخطاءه فربما يتلافاها وقال له "استفيد بالمعلومات دي بعدين". الشاهد الأخير استمعت المحكمة للشاهد الأخير ويدعي رمضان المهدي ويعمل عاملاً زراعياً وقال في شهادته إنه كان يعمل بقطعة أرض زراعية يملكها شخص يدعي أسامة يوسف وفي أحد الأيام جاءه شخصان طلبا منه استلام قطعة الأرض لأنهما استأجراها من مالكها فاتصل بمالكها والذيطلب منه تسليمهما الأرض والانصراف وسأله القاضي عن اسم الشخصين فقال محمد وحسن ولا أعلم باقيپاسميهما فطلب منه القاضي ان يستخرجهما من بين المتهمين فتعرف علي اثنين اتضح ان كليهما يدعي محمد فقال الشاهد لا أنا اللي شوفتهم اسمهم محمد وحسن بس هما الاتنين دول وبمراجعة أسماء المتهمين اللذين تعرف عليهما الشاهد تبين انهما يختلفان عن الاسمين المدرجين بتحقيقات النيابة فأمرت المحكمة بصرف الشاهد. وفي نهاية الجلسة استمعت المحكمة إلي دفاع المتهمين بعد ان أوضحت لهم ان جميع الشهود فيپالقضية حضروا إليپالمحكمة عدا 7 من الشهود وسألتهم عما إن كانوا يرغبون في سماع أقوالهم من عدمه فتمسك الدفاع بالاستماع لأقوال جميع الشهود وطلب محامي المتهم الخامس بإخلاء سبيل موكله إسلام طارق موضحاً ان موكله أحيل إلي المحاكمة مخلي سبيله وقد حضر منذ الجلسة الأولي لكن الأمن منعه من الدخول لأنه لا يحمل تصريحاً بالدخول في إحدي الجلسات وفي الجلسة التالية حضر بإرادته فقامت المحكمة بالتحفظ عليه وقال المحامي كامل مندور انه كان شاهداً علي واقعة منع الأمن للمتهم من الدخول وهو ما استجابت له المحكمة وقررت إخلاء سبيل المتهم.. وطلب دفاع المتهمين بإعادة سماع شهادة الشاهدين الأول والثاني وهما ضابط الأمن الوطني مجري التحريات وآخر.