الرئيس القادم يحتاج إلي حكومة قوية من الآن وليس الغد حتي تفرش له الطريق بالورود وتبعث الأمل في نفوس المواطنين وتغير له صورة الماضي الكئيب. لكن ما خلقته الحكومة الحالية والسابقة يدعونا لليأس وعدم التفاؤل بتحسن ظروف المواطن المعيشية لأن هذه الحكومة فشلت بكل المعاني والمقاييس في التواصل مع الرأي العام المصري وأصبح كل وزير يعمل في معزل عن الشعب لا يحقق إلا رغباته الشخصية والتمسك بالكرسي حتي لو كان ذلك علي حساب المواطن الغلبان الذي لم يشعر حتي الآن بطعم التغيير أو الثورات المتتالية التي فجرها في وجه الظلم والطغيان والاستبداد. نعم المواطن المصري يعيش اليوم أصعب الظروف ويتألم أكثر مما كان عليه في الماضي بسبب الصورة السيئة التي تشاهدها في الشارع من مظاهرات وإرهاب يهدد استقرار الأمن بالإضافة إلي عدم دراية المسئولين والوزراء بمشاكل المواطنين لكن هذا الشعب لديه بصيص من الأمل في أن تتغير الأحوال ويحدث تغيير شامل في حياة كل مواطن. المواطن المصري ينام ويستيقظ علي كابوس الماضي الأليم وكل أحلامه أن يري شعاع الضوء وبريق الأمل في عينه لكن سرعان ما يتبدد هذا الأمل ويتحطم علي أرض الواقع. وزراء يتحكمون في حياته ومعيشته وصمته دون خبرة أو دراية منهم بجراح هذا الشعب الذي فاض به الكيل وأصبح لا يري إلا الظلام نهاره مثل ليله حاضره مثل ماضيه الحياة تسير علي وتيرة واحدة لا مجيب لطلباته الإعلام بوسائله المختلفة يتحدث عن الفساد وإخفاقات كثيرة لهذه الحكومة والكل يغمض عينيه عن مشاكل المواطنين. معظم الوزراء لا يعنيهم إلا مصالحهم الشخصية والاستمرار فترة طويلة علي كرسي الوزارة حتي يشبعوا غرائزهم بالوجاهة والأبهة ويملأون جيوبهم بالأموال التي تجعلهم يعيشون في رغداً من العيش هم وأولاده بينما المواطن الغلبان يموت جوعاً. في الحقيقة إذا كنا نريد تغيير صورة الماضي الكئيب في نفوس المواطنين فعلينا أن نكون جادياً في رسم ملامح المستقبل وبأقصي سرعة حتي نشعر المواطن المصري أننا نسير علي الطريق الصحيح وأن كابوس الماضي يتبدد رويداً رويداً. أعتقد أن أحلام المواطن المصري في الحاضر والمستقبل بسيطة جداً لا تتعدي أنه يريد أن يعيش حياة كريمة تليق بآدميته ويأمن علي مستقبله ومستقبل أولاده الصغار وأن يجد له مسكناً كريماً ورعاية صحية مثله مثل بقية الشعوب وتعليماً يرقي بمستواهم الأدبي والمعنوي ويشعر بالمساواة بين أبناء هذا الوطن وأنه لا فرق فيه بين ابن الوزير والخفير أو الغفير والغني ويجد معاملة كريمة وشريفة في أقسام الشرطة دون تميز بين ابن فلان وفلان ووظيفة أو عمل شريف يعينه علي الحياة وعدم الانحراف والمساواة في الفرص والحقوق والواجبات. هذه الأحلام المشروعة تراود الكبير والصغير وأصبحت من أولويات أماني هذا الشعب البسيط الذي عاني الكثير من الظلم والمحسوبية ويشعر بالفوارق الإنسانية والأدبية والمعنوية والمادية ولم يجد من ينصفه أو يستمع لشكواه من الحكومات السابقة والحالية لأن اختيار معظم الوزراء كان يتم بنظام المجاملة والمحسوبية. مما لاشك فيه أن الحكومة الناجحة هي سر نجاح أي حاكم وتستطيع أن تجعله معشوق الشعب وتزيد من شعبيته لأنها قادرة علي التواصل مع الجماهير ومن أجل هذا ينطبق عليه المثل القاتل أن وراء كل حاكم عظيم حكومة ناجحة. لكن إذا تركنا شئون الوزارات تدار علي نفس وتيرة الماضي والحاضر فسوف يظل المواطن في كبوته إلي أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.