المواطن المصري كان يحلم بتحقيق أحلامه البسيطة بعد ثورة 25 يناير وكان يأمل الكثير في الوزراء الجدد الذين جاءوا محملين بهموم المواطنين حيث إن بعض هؤلاء الوزراء يؤكد للرأي العام أنهم من الثوار الذين شاركوا في الثورة ويشعرون بآلام المواطن المصري وأنهم قادرون علي حل الطلاسم وإزالة الغمة التي ألمت بالمواطنين علي مدار الثلاثين عاماً الماضية. لكن بعد أن تم اختيار هؤلاء الوزراء لتولي حقائب وزارية خدمية وجلسوا علي مقاعد الوزراء تبخرت الأحلامن وتاهت الأفكار وتشتت الأذهان بين ما جاءوا به وبين الواقع المرير فلم يستطع هؤلاء الوزراء تقديم أي جديد بل أصبحوا عاجزين عن تسيير الوزارات الخدمية علي ما كانت عليه في الماضي ووجدنا المواطن المصري البسيط يعاني أشد المعاناة وتفاقمت مشاكله ولم يجد من يسمع له خاصة المريض الذي تحطمت آماله وزادت آلامه وأصبح يئن من الروتين المعمول به في هذه الوزارات أكثر من ألم المرض الذي يعاني منه فقد يكون المرض ابتلاء من الله لكن ما يحدث في وزارة الصحة يعتبر تعنتاً من المسئولين وعدم دراية الوزير بالام المريض وهناك أمثلة كثيرة لهذه المشاكل التي يعاني منها هؤلاء البؤساء وما يدور في فلك وزارة الصحة التي أصبحت في الحضيض. المواطن محمود إبراهيم علي كان يعاني من مرض السكر والضغط وكان يعالج علي نفقة الدولة بالانسولين وأدوية أخري وفوجئ أثناء تجديد قرار علاجه أن المجالس الطبية غيرت علاجه من الانسولين إلي العقاقير وتوقف علاجه لأن الطب يؤكد أن مريض الانسولين لا يمكن أن يغير علاجه للأقراص خاصة أن المريض يعالج بالانسولين منذ 5 سنوات وعندما توجه المريض للمجالس الطبية لم يجد مسئولاً يرد علي استفساره كما أن الموظفين بالمجالس أكدوا له أن هذه تعليمات الوزير الجديد لأن العلاج علي نفقة الدولة في طريقه إلي الزوال ومنذ أكثر من 8 شهور والمريض مازال يبحث عن حل لمشكلته. أما المواطن الخضر أحمد عبدالله الذي يعاني من تآكل في مفاصل الساقين وتقدم بتقرير طبي من مستشفي حكومي يؤكد أنه يحتاج إلي تغيير مفصل الساق اليمني ولكن المجالس الطبية قامت بالرد علي المريض الغلبان بأن هذا المرض ليس من أولويات وزارة الصحة وأن المجالس مازالت تعمل بقرارات د. حاتم الجبلي ولم يحدث فيها أي تغيير حتي الآن. حاول المريض مقابلة الدكتور عمرو حلمي وزير الصحة لشرح مشكلته المرضية خاصة بعد أن شاهد الوزير في لقاء تليفزيوني يؤكد أن الوزارة تعالج المريض الفقير أياً كان مرضه وأن مكتبه مفتوح للجميع وليس للثوار فقط فالمريض المصري مثله مثل المصاب في الثورة لكن المريض وجد سياجاً من الأمن منعوه من الدخول. في الحقيقة المريض المصري وبهدلة المستشفي أصبحت عيني عينك والوزير لا يعلم شيئاً أو أنه يعلم ولا يستطيع أن يفعل شيئاً مما يؤكد أن وعود الثورة تبخرت مع الريح.