لفت نظري أحد ركاب مترو الأنفاق "أمس" حيث كان يتحدث مع باقي الركاب بصوت عال معلقا علي التغيير الوزاري الجديد قائلا إذا أردت أن تكون وزيرا فعليك أن تقف في ميدان التحرير بصحبة أي ائتلاف وأن تجلس أمام مجلس الوزراء حتي تلبي مطالبك أو تفرض أسماء تتولي حقائب قيادية في أي موقع. بالفعل هذا ما يحدث الآن فإذا أردت أن تطرد أي قيادة من موقعها أو ترغب في تعيين أي شخص وزيرا فعليك أن تستأجر مجموعة تنادي بما تريد وترفع اللافتات في الشواع وهذا ما حدث بالفعل في التغييرالوزاري الجديد لأنك لو استعرضت أسماء الوزراء الجدد فلم تجد وزيرا يُجمع عليه الرأي العام معظمهم مغمورون لا يستطيعون إدارة وزاراتهم لأنهم جاءوا في توقيت صعب للغاية وكان اختيارهم إرضاء لبعض المعتصمين بالتحرير "أو الضحك علي الدقون" وليس من أجل تحقيق طموحات الجماهير وحل مشاكل المواطنين. الكل يعتقد أن د. شرف حاول في اختياره للوزراء الجدد البعد عن أي أسماء مشهورة ولها بصماتها في الدولة حتي لا يقولوا إنهم تابعون للنظام السابق في الواقع أن معظم أسماء الوزراء الجدد لا يعرفهم المثقف قبل الرجل العامي. اعتقد أن هؤلاء الوزراء لم يستطيعوا أن يقدموا شيئاً في ظل الظروف الحالية والمدة الزمنية التي سوف يقضونها في وزاراتهم أقل من مدة الوزراء السابقين ونتساءل هل لديهم العصا السحرية لتثبيت العمالة المؤقتة أم لديهم امكانيات تساعدهم علي حل مشاكل المواطنين؟ هل لديهم قدرة علي الخروج من الأزمة الاقتصادية وتوفير الموارد المالية لزيادة مرتبات الموظفين انهم لا يملكون من الأمر شيئا وتقبلوا المناصب الجديدة حتي يحصلوا علي لقب الباشا الوزير فقط. في الحقيقة أن معظم الشخصيات المشهورة المشهود لها بالكفاءة رفضوا قبول أي حقيبة وزارية في الوقت الحالي لأن قبول أي حقيبة وزارية حاليا يعتبر وبالا علي صاحبه لأن المطالب الجماهيرية تفوق قدرات أي وزير أو رئيس وزراء لأن المشاكل ظلت متراكمة طوال 30 عاما في حكم الرئيس المخلوع. الأغرب أن د. عصام شرف رئيس الوزراء مازال متمسكا بالمنصب رغم أن جموع الشعب تطالبه بالاستقالة والرحيل قبل الوزراء الذين اختارهم ومع ذلك ان د. شرف مازال مصرا علي البقاء في موقعه هل د. شرف يتحمل هذه الإهانات من أجل خدمة الوطن فإذا كان أبناء الوطن يرفضونه علانية في الفضائيات وميدان التحرير فلماذا يتمسك بمنصبه حتي الآن؟ من الأفضل أن يترك هذا الرجل مكانه مثل الوزراء السابقين فهو الذي اختارهم من قبل وإذا لم يكن عليهم اجماع من المواطنين فلماذا اختارهم علي العموم إذا كان د. شرف قد انصاع لمطالب الجماهير في التغيير الوزاري الجديد فعليه أن يكمل جميله وينصاع لمطالب المواطنين بتقديم استقالته وترك موقعه لأنه لم يقدم أي جديد منذ توليه المنصب حتي الآن سوي الانصياع للمطالب المغرضه.