واقع الأمر أن انتخابات رئاسة الجمهورية لعام 2014 تختلف عن أي مرة سابقة .. فقد كان أول رئيس لجمهورية مصر هو اللواء محمد نجيب - ولم يكن تنصيبه لهذا المنصب بالانتخاب بل كان بالتعيين بقرار من مجلس قيادة الثورة أي انه رئيس بالتعيين وليس بالانتخاب. أما ثاني رئيس فهو جمال عبدالناصر وتم اختيارة بالاستفتاء !! هو المرشح الوحيد مكان اقبال المواطنين علي الادلاء بالصوت شبه منعدم. ورغم ذلك سجلت الوثائق ان عدد الناخبين المقيدين في جداول الانتخاب زاد عن خمسة ملايين مواطن حضر منهم 99% طبعا علي الورق فقط. أما الثالث فكان أنور السادات وتم اختياره بالاستفتاء المزيف .. والرابع حسني مبارك واتبع نفس أسلوب الاستفتاء الذي أرست قواعده ثورة 23 يوليو وفي عام 2005 قرر تعديل الدستور ليكون اختيار الرئيس بالإنتخاب من بين عدد من المرشحين ورشح نفسه واكتسح الانتخابات .. فقد كانت الانتخابات وهمية والحقيقة ان انتخاب الرئيس بصورة تفكاد تكون صحيحة كانت انتخابات 2012 .. ولكن الحلو دائما لا يكتمل فقد حدثت تزويرات غريبة وتم طبع بطاقات ترشيح جانبينة مزورة وغيرها من أساليب التزوير للإضافة الي اعلان النتيجة بعد اغلاق الصناديق بساعتين .. وقررت جماعة الاخوان ان مرشحهم الدكتور محمد مرسي فاز .. رغم ان عمليات الفرز لم تكن قد بدأت بعد !! في انها نتخابات أي كلام المهم مضت سنه علي اختيار هذا الرئيس الاخواني وكانت اسوأ السنوات التي مرت بمصر .. هذه حكاية اختيار رئيس للجمهورية منذ بداية تحويل مصر من الملكية إلي الجمهورية. أما هذه المرة فإن الوضع يختلف .. ويجب ان يختلف .. فالشعب يريد رئيسا قويا وبالتالي نحن علي ثقة بأن الذي سوف يفوز بالرئاسة هو من يريده الناس - وهو الذي يثقون به وبقدرتة علي تحقيق الآمال التي افتقدها الشعب علي مدي سنوات طويلة. وفي راييي ان هناك أسسا يحلم الشعب بها عند اختيار حاكم للبلاد ومع رأسها ان يكون لديه طاقم سياسي اقتصادي استشاري عموما الشعب يريد رئيسا يدرك متاعبه ويعلم المشاكل التي تحيط بالبلاد .. ويكون قد درسها دراسة واقعية مبدائية بحيث يضع برنامجها محددا بمواعيد معقولة لتنفيذها .. لا كما وعد بعض المرشحين في الانتخابات الماضية عندما قال أحد المرشحين بأنه سيعمل علي حل هذه مشاكل المرور في 24 ساعة فقط !! ولم يشرح كيف سيتم حلها في هذا الوقت الوهمي !! أو كما قال الدكتور مرسي الذي أكد علي حل مشاكل الأمن والمرور والنظافة في مائة يوم .. ثم خرج بعد المائة يوم ليؤكد انه تم حل المشاكل في الموعد الذي حدده .. وطبعا الناس ضحكت وسخرت مما قال فقد زادت نصف المشاكل تعقيدا. ولهذا فإن الوعود التي سيعد بها المرشح لابد وأن تكون واقعية وأن تكون الزامية لها مواعيد ثابتة لتحقيقها كذلك يلزم ان يستعرض المرشح آليات التنفيذ ويعلن كل عام ما تم تنفيذة . وفي هذا أقول انني قرأت في بعض الصحف القديمة والمذكرات لبعض كبار الساسة القدماء أنه اثناء الاحتلال .. كان المعتمد البريطاني يعد تقريرا سنويا يرفعه الخديو الذي أصبح الملك فيما بعد فيه كل ما تم تحقيقة خلال عام بما في ذلك الموارد المالية وأوجة الانفاق وعدد المرضي .. وعدد من عالجتهم الدور الطبية وعدد التلاميذ وعدد المدارس إلي آخر ما يجب أن يحتوية أي تقرير عن حالة البلاد. والشعب يجب أن يعرف مقدار ثروة المرشح عند اختيارة وعند انتهاء مدة رئاسته . حتي لاتنتشر حوله الشائعات .. والقيل والقال. ويريد أن يعرف الواجبات التي تلقي علي الشعب والحقوق المطلوبة من الرئيس المتوقع فاليد الواحدة لا تصفق بصراحة يجب أن يكون هناك مشاركة جماعية بين الرئيس والأجهزة التنفيذية وبين الشعب .. حتي تتحقق الآمال. الانتخابات الرئاسية القادمة . هي باذن الله تعويض عن الغلب والمعاناة التي عاناها الناس علي مدي سنوات طويلة ربما منذ عهد الفراعنة.