ما يحدث في المظاهرات الآن من تخريب وإحراق لممتلكات عامة وخاصة هل هو تظاهر سلمي أم فوضي تهدف إلي إسقاط الدولة؟! وكيف نواجه الخروج علي القانون!! سؤال وجهناه إلي عدد من الخبراء ورجال حقوق الإنسان فماذا قالوا؟! شاهندة مقلد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان تري أن السبب في غياب ثقافة التظاهر الكبت الذي عاش فيه الناس لفترات طويلة ولكن هذا لا يزكي الفوضي فإن ما نتعرض له خلال هذه الأيام ما هو إلا تحريض واضح ومبرمج لإرباك الوضع وإحراج البلد ومحاولة إفشال خارطة الطريق فكلما اقتربنا من الوصول للمسار الصحيح أصاب الآخرون حالة سُعار وزيادة استدراج الشباب والضحية الطلبة المغرر بهم والوطن بأكمله. وتؤكد الدكتورة مها سلامة بكلية الآداب عين شمس أن ثقافة التظاهر مفقودة نتيجة لعدم الوعي والمسئول عنها الجميع في البيت والجامعة والدولة بأكملها لعدم القدرة علي تنوير عقول الشباب. من الناحية التربوية أكد الدكتور محمد المفتي أستاذ المناهج والتربية بجامعة عين شمس أن التربية السياسية غائبة في مناهجنا منذ الصغر مشيرة إلي أن فترة الجامعة هي أخطر المراحل حيث تقوم بعض الجماعات أو الأحزاب بتلقف الطلاب المتحمسين بغرس أفكارهم وما يخططون له وهذه التصرفات تحتاج للردع وشرح قانون التظاهر جيداً وتطبيقه بحزم خاصة في عمليات قطع الطريق وتعطيل المرور والتعدي علي المحلات والسيارات وعلي حرمة أماكن التعليم وعلي الأساتذة. أما عن السبب النفسي في انحراف التظاهر فيقول الدكتور أحمد البحيري استشاري الطب النفسي بوزارة الصحة أنه في الدول المتقدمة تتم مظاهرة مؤيدة في نفس الوقت مع أخري معارضة دون حدوث أي أشكال العنف ولكن في مصر أصبح العنف والتخريب هو وسيلة التعبير ورفض سماع أي وجهة نظر أخري. د. مصطفي عبدالرحمن أستاذ القانون الدستوري بجامعة الممنوفية يري أن ما يحدث من انفلات التظاهر هو رد فعل طبيعي للحرمان التاريخي من التظاهر وذلك منذ أيام الاحتلال الانجليزي بالإضافة لفقدان الثقة المتبادلة بين الشباب والسلطة الحاكمة. أما الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة فيؤكد أن المسئولية الأولي تقع علي عاتق الأحزاب السياسية التي فشلت في جذب الشباب أو العمل لغرس التربية السياسية السليمة مؤكداً أن ثقافة التظاهر منطق جديد علي المجتمع المصري ليس لديه من الخبرات والرؤي التي ترسخ ايجابيات التظاهر ولكنه يمارس في إطارمن الفوضي والعنجهية وتلبية المصالح غير الأخلاقية والانتقام وتصفية الحسابات تحت شعار التظاهر. أضاف أن الإعلام لم يقدم آداب التظاهر والقواعد السليمة بل ساهم في تأجيج ظاهرة التظاهر وشجب الخروج علي القانون.