أحداث ثورة 25 يناير التي قام بها الشباب غيرت الكثير من المفاهيم.. خاصة مبدأ المواطنة.. وتبادل الآراء.. وقبول الآخر.. خبراء التعليم وأساتذة المناهج وطرق التدريس بالجامعات طالبوا بضرورة استغلال المفاهيم التي طالب الشباب بها من الحرية في التعبير والرأي والمسئولية والديمقراطية.. وطالب د.حسن شحاتة الخبير التربوي وأستاذ المناهج بتربية عين شمس بأن تخصص المدارس والجامعات جداول وحصصا لتعليم تبادل الأفكار والحوار من خلال تخصيص غرف للحوار مهمتها الإجابة علي أسئلة الشباب عن هذه المفاهيم مع الاهتمام بالقيم الأخلاقية.. ❊ ❊ علي أي أساس طالبت بإدراج مفاهيم 25يناير في المناهج الدراسية؟ مفاهيم 25يناير »الحرية والديمقراطية والمسئولية« يجب أن يتم وضعها ضمن المقررات الدراسية الجديدة ولابد أن يكون هناك وعي لدي الطلاب والأساتذة بأهميتها وغرسها في الأجيال القادمة ولابد أن تتحول إلي الممارسة والمعايشة الميدانية مع تحول ثقافة الإبداع إلي الإبداع وثقافة التحصيل إلي التفكير. مشيرا إلي أن هذه المفاهيم يمكن أن توضع في المناهج الدراسية عن طريق اللقاءات بين الطلاب والأساتذة يتم من خلالها التوصل إلي المفاهيم المطلوب غرسها في النشء مثل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وأن الحاكم والمحكوم سواء أمام القانون وعدم التمييز علي أساس الجنس والنوع والديانة. ❊ ❊ هل المناهج المطلوب تطويرها يجب أن تشمل رموز الأمة الوطنيين؟ نحن في حاجة ماسة وملحة لإبراز دور هؤلاء العظماء في الأمة العربية التي تدعو إلي التعايش السلمي وقبول الآخر واحترام ثقافة الشعوب لأن هؤلاء سوف يتركون طابعا لدي الشباب من هؤلاء الذين ضحوا.. وأن الأمم شهدت أن هؤلاء الشباب أقاموا ثورة 25يناير مسالمة وأخلاقية بدون عنف. ❊ ❊ ما هي الآليات اللازمة لتحقيق هذه المفاهيم في المناهج الدراسية؟ نحتاج إلي قناعة تامة من قيادات التعليم بأهمية التواصل مع الأجيال القادمة وهذا يتم من خلال القاعدة الأساسية حتي نصل إلي القمة.. مع شعور القيادات بأنهم ليسوا متميزين عن الشباب مع وضع وثيقة لهذه القيم والمفاهيم ويتم توزيعها علي المؤسسات التعليمية مع عقد مؤتمرات وندوات مع الطلاب حتي تصبح جزءا من المنهج الدراسي مع تفعيل الإذاعة المدرسية والأنشطة الطلابية من خلال اللقاءات والالتفاف حول قيادات المجتمع بكافة نوعيتها من أجل التعرف علي الإنجازات والمعوقات وكيفية علاجها.. ❊ ❊ هل هذه الآليات ترتبط بالتواصل مع الأسرة؟ نتفق أن الأسرة هي اللبنة الأولي في تكوين فكر التلميذ في مراحل التعليم المتنوعة بداية من التعليم الابتدائي حتي الجامعي ولابد من التواصل الناجح مع الأسرة مع تفعيل التربية الوليدة من جانب الوالدين وتفعيل دور مجالس أولياء الأمور بالمدارس. ❊ ❊ كيف يتم تدريس هذه المفاهيم بالمدارس والجامعات؟ يتم تخصيص جداول وحصص للتعليم لتبادل الأفكار والحوار من خلال غرف الحوار مهمتها الأساسية الإجابة علي الأسئلة التي تدور في عقول وذهن الشباب من خلال إقامة الحوار معهم بأسلوب ديمقراطي منظم مع الاهتمام بالقيم الأخلاقية وكيفية طرق غرسها لدي هؤلاء الشباب. وهذا يحتاج إلي دور مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بالتعاون مع رجال الأعمال لأن قضية تعليم المفاهيم قضية مجتمعية لتفريغ طاقات الشباب واستيعابها لخدمة البلد. ❊ ❊ هل تقع مسئولية تطبيق هذه المفاهيم علي المدارس والجامعات؟ لابد أن تكون المؤسسات التعليمية الجامعات والمدارس مكانا للحوار والنقاش من أجل توضيح هذه المفاهيم مع ممارسة حق الاختلاف في الآراء والسعي نحو بناء إنسان مصري قادر علي التواصل مع الآخرين يحترم ثقافة الشعوب ويتعامل مع التقنيات الحديثة باعتبارها عالما افتراضيا هو البداية الحقيقية لصناعة واضحة في تعليم جيد. ❊ ❊ هل نحن في حاجة إلي قيادات تعليمية لتدريس هذه المفاهيم؟ نحتاج إلي قيادات تعليمية تمتاز بالتسامح واحترام الرأي الآخر والعمل من أجل الجميع مع إعلاء قيمة المصلحة العامة علي الشخصية مع التوعية بضرورة احترام الكبير واعتبار أن الحوار هو الوسيلة الحقيقية للوصول إلي حلولا مفيدة وإيجابية تضع مستقبلا جديدا لمجتمع ديمقراطي ذي حرية ومتسامح شعاره كلنا مصريون ونعمل من أجلها ونبني معا بعقولنا وإيدينا.. ولابد أن تكون المؤسسات التعليمية مركزا للإشعاع التربوي والفكري ونبذ العنف بين الفئات. ❊ ❊ هل تري أن منظومة التعليم سوف تتغير بعد ثورة 25يناير؟ ثورة الشباب المصري شكلت دعوة للقائمين علي التعليم والمهتمين بتربية الأجيال القادمة في المجالات المتنوعة بضرورة تبني فكر ومفاهيم هؤلاء الشباب ولابد أن تتغير منظومة التعليم وإضافة مفاهيم الحرية والديمقراطية لهذه المناهج الدراسية لصناعة مجتمع مصري عربي يعيد إلي مصر مكانتها العالمية في الشرق الأوسط والعالم الأوربي. ❊ ❊ هل تري أن المناهج ينقصها مفهوم المواطنة؟ لا تفتقد المناهج الدراسية وخاصة الابتدائية لمفهوم المواطنة ولكن لابد أن تتحول إلي سلوك تتحقق فيه المساواة في الحقوق والواجبات بين الجميع بصرف النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو الإيدولوجية ونشرها يجعل التعليم يتم بطريقة سهلة وميسرة ويسوده التسامح بين الأجيال القادمة حتي ننبذ العنف والتطرف ويعرف التلاميذ أن الدين لله والوطن للجميع كما تعودنا من ثورة 1919 عندما خرج الشعب الهلال معانقا الصليب وخطب الشيخ بالكنيسة والقس بالمسجد.