الكتاب الذي نلقي الضوء عليه في هذه المساحة يستعرض فيه مؤلفه العالم القدير الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بيانا لمنهج الوسطية في الإسلام وهو منهج يتسم بالتوازن والاعتدال. دون غلو ولا تشدد. ودون تهاون ولا تقصير. وبحيث لا يطغي جانب علي آخر. يقول د. أحمد عمر هاشم إن كتاب "وسطية الإسلام" يسلط فيه الضوء أيضا علي منهج يدعو إلي الرفق والتيسير والرحمة والعدل وعدم الحرج والتعسير والظلم والطغيان.. فالرحمة هي جوهر رسالة الإسلام. والوسطية عنوان دعوته وهي تعني الاعتدال في الأمور كلها دون إفراط ولا تفريط. يوضح المؤلف أنه لم يرد بالوسطية ما يتبادر إلي بعض الأذهان من أن يكون الإنسان في درجة متوسطة فلا يصل في عبادته أو عمله إلي الدرجة العالية. بل يقصد بالوسطية الطريقة المعتدلة التي تدل علي الاعتدال والخيرية كما في قول الله تعالي "قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون". استعرض د. هاشم مفهوم الوسطية من حيث معناها اللغوي والزمان والعقيدة وفي العبادة والأخلاق والاعتدال بين المادية والروحانية ثم انتقل إلي استقلال الشخصية بحيث لا تذوب شخصية المسلم في الجماعة ولا يكون انعزاليا. ثم ألقي الضوء علي الوسطية في المعاملات المالية بحيث يكون الإنفاق في غير إسراف أو تقتير ويكون للمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه واستخلفه عليه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة سائرا علي المنهج القرآني الذي رسمه الله سبحانه وتعالي في قوله "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما". وفي باب "بين الخوف والرجاء" يقول إن من تحلي المسلم في صلته بربه أن يعيش وسطا بين الخوف والرجاء ويتشكل الوجدان الإسلامي المعتدل حيث يتوازن بناء الشخصية فلا يؤدي به الرجاء إلي الإهمال ولا يؤدي به الخوف إلي اليأس. وفي باب "بين العسر واليسر" يوضح أن من أهم الملامح لشخصية المسلم الثبات في العسر واليسر. فالمسلم شاكر في السراء. صابر في الضراء يبرهن علي صدق عقيدته بالإنفاق في الحالين. يقول تعالي في وصف المتقين "الذين ينفقون في السراء والضراء".. ثم أشار للجانبين الحسي والمعنوي. والوسطية من أبرز سمات المجتمع الإسلامي الفاضل والجوانب المثالية وسماحة التشريع الإسلامي التي هي من أبرز سمات الوسطية. الكتاب يقع في 151 صفحة من القطع المتوسط وصادر عن "دار الرشاد".