5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. علي جمعة مفتي الجمهورية في حوار خاص:
الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ولا العلمانية الدولة الحديثة التي تتوافق مع مبادئ الشريعة النموذج الأمثل لمصر
نشر في الأخبار يوم 19 - 07 - 2012

د. على جمعة أثناء حواره مع محرر » الأخبار « "أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية ضرورة أن نعيد بناء مجتمعنا من جديد وأن تعود بلادنا لسابق عهدها، كما كانت علي مدار التاريخ رائدة، وهذا لن يتحقق الا بالبحث العلمي والجد والاجتهاد.. واكد المفتي ان الاسلام لا يعرف الدولة الدينية ولا العلمانية، وان الدولة الحديثة التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، هي النموذج المثالي للدولة المصرية، وشدد فضيلة المفتي في حواره مع "الأخبار" علي أن الحفاظ علي الوحدة الوطنية في مصر من أوجب الواجبات ،،ودعا لأن نربي أنفسنا علي ثقافة الأخذ بالأسباب، وعلي العمل والتنمية والا نذل انفسنا للخارج وأن نعتمد علي قدراتنا".
ما هي خطة فضيلة المفتي هذا العام في شهر رمضان ؟
شهر رمضان هو شهر القرآن، وشهر العبادة والذكر والصدقة، هو شهر الرحمة والمغفرة، وهو سيد الشهور كلها، اختصه الله تعالي بالخير العظيم فأكثر فيه من الغفران، ومحو السيئات، وإقالة العثرات، ورفع الدرجات ومضاعفة الحسنات، واستجابة الدعوات، ونجي فيه من النار كثيرًا، وعم فيه الخير واليمن والبركات، وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين، لذا علينا أن نستغل هذا الشهر الكريم في العبادة والطاعة وألا نهدر أوقاتنا في أشياء غير ذي جدوي فشهر رمضان هو فرصة عظيمة علينا ألا نفوتها بل نغتنمها ونستفيد منها، بالنسبة للعلم والعبادة والطاعة لله تعالي في كل شئون حياتنا وهذه هي الخطة التي أرجو أن اوفق فيها خلال الشهر الفضيل.
مصر ترسم حاليًا مستقبلها ومن وجهة نظر فضيلتكم، ما هي نقطة البداية في الفترة القادمة؟
البحث العلمي هو روح المجتمع وأي دولة بدون البحث العلمي تكون جسدًا ميتًا، فهو قضية حياة أو موت، نجاح أو فشل، بداية صحيحة أو بداية خطأ، ونحن نريد أن نصل إلي هدفنا من أقرب طريق وبأقل جهد وتكلفة؛ وذلك لن يكون إلا بالبحث العلمي، وبما أننا اليوم نبني مجتمعًا جديدًا ونبدأ عهدًا جديدًا، علينا أن نُرجع مصر إلي سابق عهدها، فلا بد أن نعود روادًا كما كنا علي مدار التاريخ، هذه الريادة لا بد أن تتمثل فيما نعمله اليوم من أهمية إدخال البحث العلمي والتأكيد عليه وتشجيعه وحمايته في الدستور الجديد كجزء لا يتجزأ من رؤية المجتمع لحاضره ومستقبله، فدون هذه الرؤية نكون مقلدين لدساتير العالم ولا بد من إضافة؛ إننا سنكون روادًا فيه، لأن الدساتير أشارت إلي البحث العلمي علي استحياء، ولكننا نريد أن يكون للبحث العلمي لمصر مكان مكين في دستورنا الجديد؛ لأنه روح باقي المجالات، وهو قاطرة التنمية والطريق نحو مستقبل أفضل.
كيف يمكن نشر مبدأ الوسطية في المجتمعات الإسلامية؟
يحدث ذلك عندما يستمع الجميع إلي المنهج الوسطي والمعتدل الذي يتصف به الإسلام؛ لأن الغلو والتطرف والتشدد ليسوا من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، ولا من خواص أمة الإسلام بحال من الأحوال، ومنهج الدعوة إلي الله يقوم علي الرفق واللين، ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير والتوازن والاعتدال والتوسط والتيسير، ومن خطورة التطرف والتشدد أنه تسبب في تدمير بني شامخة في حضارات كبري، وهو بكل أشكاله غريب عن الإسلام الذي يقوم علي الاعتدال والتسامح، ولا يمكن لإنسان أنار الله قلبه أن يكون مغاليًا متطرفًا ولا متشددًا، ولكي نبتعد عن الخلافات والانشقاق ،لابد من جلوس كل التيارات والقوي للحوار وبحث وتدارس القضايا التي تنهض بالأمة؛ حتي نستطيع توحيد الكلمة وتحقيق صالح البلاد والعباد، والوصول إلي مشترك فكري يمكن في إطاره إدارة الحوار البناء الذي ينهض بالبلاد والعباد حتي نتجاوز ما هو مختلف فيه، وضمان وجود السلام الاجتماعي الذي في ظله ينعم الجميع بحياة آمنة.
ولماذا اختفي دور الأزهر في مواجهة الآراء المتطرفة لبعض المتشددين؟
المؤسسة الدينية في مصر وعلي رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية لها تاريخ ناصع في الدفاع عن الدين ونشر الوسطية والتسامح بين الجميع، علاوة علي احتضان الفكر المنفتح، وعلماء الأزهر عبر تاريخهم الطويل وميراثهم العظيم كانوا ومازالوا لهم دور فاعل في نشر ثقافة الإسلام السمح ووسطيته وفي حماية هوية مصر الدينية، فالأزهر وعلماؤه جزء لا يتجزأ من حركة المجتمع وغير منفصل عن مشاكل الأمة وواقعها.
هل تري أن هناك محاولات للنيل من الأزهر ومن رموزه لإقصائه عن دوره في التفاعل مع قضايا الأمة؟
ما نشاهده اليوم خير دليل علي تفاعل الأزهر مع هموم الوطن من خلال وثيقة الأزهر وأيضًا سعيه لتوحيد صف الوطن والقضاء علي سياسة التهميش والتخوين، لكي تعبر الأمة إلي بر الأمان، فالأزهر باعتباره مرجعية كبيرة أصبح قادرًا علي تقديم النصيحة العلمية والاجتماعية وغيرها التي تصل بنا إلي صحيح الإسلام، وحل مشكلات المسلمين، كما تجعل مرجعيته قادرًا علي تقديم اقتراحات للدول والحكومات، ولتصحيح مناهج التعليم، أو الاشتراك في وضعها عندما تتعلق بالمسلمين، ونحو ذلك من الخدمات التي لها أثر في استقرار أوضاع المسلمين، وفي شيوع السلام الاجتماعي، وفي اندماج المسلم في مجتمعه، وفي مساعدته لأن يكون مواطنًا صالحًا نافعًا لأهله ووطنه، مشاركًا في بناء الحضارة الإنسانية. والأزهر لا يلتفت إلي الأصوات التي ترتفع من أجل الشعارات وتنتهج ثقافة الهدم لا البناء وهو ماض في طريقه لا يثنيه عنه تلك الأصوات التي تريد أن تنال منه ومن أبنائه.
مع انتشار الفضائيات وفوضي الفتاوي في وسائل الإعلام المختلفة كيف تستطيع أن تميز بين ما إذا كانت الفتوي صائبة أم لا ومن المسئول عنها؟
المسئول عن فوضي الفتاوي هؤلاء الذين أحدثوا فوضي في الخطاب الديني وليست في الفتاوي الحقيقية فأنت تشاهد برنامجاً يتحدث عن الدين وإذا بك أمام متشدد وتحول المحطة لتجد متسيباً وتحولها لتجد وسطاً وتحولها لتجد من يحصر الدين في الروحانيات وتحولها لتجد من يحصر الدين في السياسة وهكذا، فالناس تحيرت وتبلبلت من اختلاف الأداء في الخطاب الديني فسمينا هذه الحالة في أدبياتنا فوضي للفتاوي لكنها ليست فوضي للفتاوي بالذات، إن فوضي الفتاوي تحدث عندما نسمي الإجابة عن أي سؤال بأنها فتوي، مثلاً عندما يسألني أحد عمن كان مع الرسول صلي الله عليه وسلم في الغار فهذه ليست فتوي، وقس الأمر علي ذلك والناس تسميها فتوي ونحن وراءهم نسميها كذلك، ومن هنا نؤكد أن الفتوي أمر يتعلق بالعمل، والتفريق بين المسائل والقضايا وبين الرأي والفتوي وإجابة السؤال أمر مهم جدًّا.
بعض التيارات تقول أن الشريعة غائبة عن المجتمع،ما مدي صحة ذلك؟
إن الشريعة الإسلامية واضحة المعالم ولا تخالف أسس الدولة الحديثة التي تأسست في مصر منذ اكثر من 150 عاما، ومن يحصر الشريعة الإسلامية في أشياء محددة فهو لم يفهم الدين علي حقيقته، وهذا هو مرض العصر، الذي يتمثل في عدم تفهم الدين علي حقيقته، وأنه في 95٪ من نصوصه يتكلم عن الأخلاق المرتبطة بالعقيدة، مرض العصر ألا نفهم حقائق الأشياء وأن نقف عند ظواهرها، يعني { يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}، الشريعة الإسلامية أرحب وأوسع من أن نحصرها في أحد فروعها.
مفهوم الدولة
يثار جدل حول مفهوم الدولة (الدينية- المدنية) ما منظور الدولة وحدود الفصل أو الدمج فيها ما بين الدين والسياسة في الإسلام؟ وكيف تصل مصر إلي نموذج الدولة المدنية التي يقرها الإسلام؟
تنقسم الدول إلي ثلاثة أنواع، أولاها الدولة الدينية، وهي التي تعني أن يكون الحاكم نائبًا عن الله، كأنه موحي إليه من الله، والإسلام لا يعرف الدولة الدينية، والدولة الثانية هي الدولة العلمانية، وهي التي تشترط في دساتيرها إبعاد الدين عن كل شيء، والإسلام يرفض هاتين الدولتين، أما الدولة الثالثة هي الدولة الحديثة التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وهي النموذج المثالي للدولة المصرية، ولم يكن هذا أمرًا حديثًا بل كان منذ قرن ونصف القرن في عهد الخديو إسماعيل، وفي هذا النموذج تكون الدولة دولة دستور ودولة مؤسسات، وبها مجلس شعب وقوانين، وتحتوي علي هيكل قضائي وإداري وتتحقق بها المشاركة وتداول السلطة والمسئولية، إذًا نحن نتبني نموذج الدولة الحديثة التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
هل ينبغي أن يختلف دور عالم الدين في هذه المرحلة التي تمر بها مصر عن المراحل السابقة وكيف؟
في هذه المرحلة يجب علي العلماء والمفكرين السعي جاهدين في تحقيق وحدة الصف التي تعتبر فرضًا من فروض الدين، وأساسًا من أساساته خاصة في هذه الظروف التي تمر بها الأمة حاليًا؛ حيث يتربص أعداؤها بها ويحاولون فرض روح الشحناء والتفرقة والنعرات الطائفية بين أبناء الدين الواحد، وذلك من خلال الحض علي تعاليم الإسلام السمح واتباع أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة إلي الله وكيفية العيش مع الآخر وتقبله واحترام عقائده.
كيف تستجمع مصر قواها مرة أخري؟
بالإيمان بالله سبحانه وتعالي، والعلم والتنمية، والقيم الأخلاقية، والسعي من أجل أن نعمر مصر بسواعد أبنائها بعيدًا عن أي شكل من أشكال التدمير، وتوصيل رسالة الأمل الفسيح إلي الناس، حيث إن كثيراً من الناس محبط وقلق وخائف من المستقبل، لكن قضية الأمل هي التي ستجعل الناس تعود مرة أخري إلي العمل وإلي السعي والاجتهاد.
دور المرأة
هل تري فضيلتكم أن دور المرأة تراجع حاليًا وهل من الممكن أن تعتلي منصب الإفتاء امرأة؟
المرأة لم يتراجع دورها علي الإطلاق ولم تهمش وهذا كلام مرفوض، فقضيتها ركن مهم في بناء المجتمع والنهضة الحضارية؛ لأن لها النصيب الأكبر في بناء تلك النهضة، والإسلام قضي علي كل أشكال التمييز ضدها، ونحن كذلك ضد كل الدعوات التي تريد إقصاءها بأي حال من الأحوال، وتحت أي مسمي من المسميات، وأنا لا أرفض تعيين المرأة أمينة فتوي بدار الإفتاء المصرية، لأن لا القانون ولا الشرع ولا العرف يمنعون هذا، بالعكس نحن نرحب بها في دار الإفتاء، لكن هذا لا بد أن يكون وفق شروط ومؤهلات تؤهلها لأن تكون أمينة فتوي، هذه الشروط تتمثل في حفظ القرآن والمتون الفقهية واللغوية، وأنا حتي وقتنا هذا لم أقابل امرأة تتفق عليها الشروط اللازمة للتعيين في أمانة الفتوي، ولو وجدت فإنني سوف أعينها كبيرة أمناء الفتوي بالدار، نحن لا نريد مجرد إثبات حالة بتعيين امرأة مثلما حدث في العصور الماضية مما أسهم في انهيار مؤسسات المجتمع، بل نريد أن نضعها في مكانها الصحيح وفق الإمكانات والخبرات والكفاءات وهذا سيصب في مصلحة المرأة وقضيتها قبل أن يصب في مصلحة المؤسسة التي ستكون فيها، وبالتالي يجب علي المرأة أن تعي جيدًا أن لها دورًا عظيمًا في النهضة الحضارية مما يحتم عليها أن تؤهل نفسها جيدًا من أجل أن تقوم بدورها في بناء الأمة والحضارة والنهضة.
قلت من قبل أن مصر لم ولن تفقد وحدتها الوطنية ما هو مبعث هذا الشعور المتفائل؟
"الوحدة الوطنية" تمثل تجربة فريدة في تاريخ مصر، لا يستطيع أحد أن ينال منها؛ لأنها ممتزجة بدماء المصريين التي اختلطت في السراء والضراء، ولم يفرق ترابها في الحروب المختلفة بين دم مسلم أو مسيحي، فالكل قدَّم دمه فداء لوطنه الذي يحمله في قلبه، وحروب مصر وصد العدوان عنها كانت خير شاهد علي ذلك، وبالتالي فإنه من الواجب بل من أوجب الواجبات الحفاظ علي هذه الوحدة في الوقت الراهن؛ حتي تستطيع مصر عبور هذه المرحلة الصعبة، وأن مبدأ المواطنة ينبغي أن يكون الميزان الذي توزن به الأمور داخل هذا الوطن، فالجميع شركاء في خيره، وشركاء كذلك في اقتسام التكلفة التي سندفعها جميعًا مسلمين ومسيحيين إن تركنا مصر للفرقة والتمزق، وبالتالي علينا تفويت الفرصة علي من يريد أن يوقع بين الأمة المصرية.
هناك بعض الدول الإسلامية تشترك بجزء من الليل وتظهر الرؤية في إحداها ولا تظهر في الأخري ووسائل الإعلام الحديثة تقوم بالتبليغ عن هذا الظهور فما حكم الشرع في صيام الدولة التي لم يظهر بها الرؤية؟
المنصوص عليه فقها الذي عليه أكثر المشايخ أنه لا عبرة باختلاف المطالع في إثبات رؤية هلال رمضان، وأنه إذا رأي الهلال أهل بلد لم يره أهل بلد آخر يجب علي أهل البلد الآخر الذين لم يروا الهلال أن يصوموا برؤية أولئك الذين رأوه قال الكمال بن الهمام الحنفي صاحب فتح القدير رحمه الله : وإذا ثبت في مصر لزم سائر الناس فيلزم أهل المشرق برؤية أهل المغرب في ظاهر المذهب لعموم الخطاب في قوله عليه الصلاة والسلام (صوموا) معلقا بمطلق الرؤية في قوله (لرؤيته) وبرؤية قوم يصدق اسم الرؤية فيثبت ما تعلق به من عموم الحكم فيعم الوجوب.
وقيل يختلف باختلاف المطالع لأن السبب الشهر، وانعقاده في حق قوم للرؤية لا يستلزم انعقاده في حق آخرين مع اختلاف المطالع وممن قال باعتبار اختلاف المطالع الشافعية جاء في المجموع شرح المهذب ما ملخصه :وإن رأوا هلال رمضان في بلد ولم يروه في آخر، فإن تقارب البلدان فحكمهما حكم بلد واحد ويلزم أهل البلد الآخر الصوم بلا خلاف، وإن تباعدا فالصحيح أنه لا يجب الصوم علي أهل البلد الأخري، والتباعد يكون باختلاف المطالع، والتقارب ألا تختلف .ونحن وإن كنا نميل إلي ترجيح الرأي القائل بأنه لا عبرة باختلاف المطالع لقوة دليله ولأنه يتفق مع ما يقصد إليه الشارع من وحدة المسلمين وجمع كلمتهم .وأنه متي تحققت رؤية الهلال في بلد من البلاد الإسلامية يمكن القول بوجوب الصوم علي جميع المسلمين الذين تشترك بلادهم مع بلد الرؤية في جزء من الليل ذ إلا أننا نؤكد أن المسألة من الفروع الخلافية التي يجوز الأخذ بأي من القولين فيها.
صيام المهن الشاقة
رمضان سيأتي هذا العام في الحر الشديد ،فهل يجوز لأصحاب المهن الشاقة الإفطار ؟
يجوز للمزارعين الذين يزرعون في الحر الشديد الذي قد يتسبب في هلاك الشخص، بحيث لا يستطيع الصيامَ إلا بمشقة شديدة، ولا يمكنه تأجيلُ عملهم لليل أو لما بعد رمضان أن يُفطِرُوا.
وقد أصدرت دار الافتاء فتوي بذلك قالت فيها إنه يجب علي هؤلاء أن ينووا الصيام من الليل، ثم إن شاءوا أفطروا في اليوم الذي يغلب علي ظنهم فيه أنهم سيزاولون العمل الذي يصعب معه الصيامُ، وعليهم القضاءُ بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالي إن أمكنهم ذلك.
وأوضحت الفتوي في تأصيلها أن المَظنَّة مَنزِلةَ المَئنَّة، فالسفر مانع من وجوب الصيام وإن لم تكن هناك مشقة بالفعل، وهذا من رحمة الله تعالي بالمكلفين، ومن يُسر هذه الشريعة الغراء، ومن القدرة الحسية أيضًا ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقًّا لا يستطيع التخليَ عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة مَن يَعُول؛ فإن كان المكلفُ لا يَتَسَنَّي له تأجيلُ عملِه الشاقِّ المهلك لِما بعدَ رمضان، أو جعلُه في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلي أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره؛ من حيث كونُه محتاجًا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة مَن عليه نفقتهم، كعمل البنَّائين والحمَّالين وأمثالهم، خاصة من يعملون في الحر الشديد، أو لساعات طويلة.
ولكن هؤلاء يجب عليهم تبييت النية، أي إيقاع النية من الليل، ولا يفطرون إلا في اليوم الذي يغلب علي ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذي يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام؛ تنزيلا للمظِنَّةِ منزلةَ المَئِنَّة.
وأشارت الفتوي إلي أن هذا الحكم تحدث عنه عدد من العلماء من بينهم العلامة الحطَّاب المالكي في"مواهب الجليل شرح مختصر خليل"، والشيخ البيجوري في حاشيته علي فتح القريب لابن قاسم شرح متن أبي شجاع، وغيرهما.
ما حكم من أفطر في رمضان لعذر ومات قبل زواله ؟
من أفطر في شهر رمضان لعذر من الأعذار ثم مات قبل زوال هذا العذر سقط عنه القضاء، مشيرا إلي أنه إن زال العذر قبل موت الشخص بمقدار يسع قضاء ما فاته من الصيام لزمه القضاء، ولا يسقط عنه بالموت.
ولا يلزم من أفطر في شهر رمضان لعذر أن يوصي ورثته بإخراج فدية، ولو أوصاهم بإخراج فدية فهو من قبيل التصدق.
ورأي الجمهور أنه لا يصام عن الميت مطلقا، ولكن يطعم عنه وليه عن كل يوم مسكينًا؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: امن مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكينًا أخرجه الترمذي وابن ماجه.
نريد من فضيلتكم أن ترسل رسالة قصيرة لكل المصريين؟
نريد أن نربي أنفسنا علي ثقافة الأخذ بالأسباب، وعلي العمل والتنمية، وأننا لن نذل أنفسنا أمام العالم الخارجي، لأن مصر مليئة بالخيرات، وخير دليل هم أبناء مصر في الخارج، لذا أنا أدعو إلي الاستفادة بالخبرات المصرية الموجودة بالخارج وتهيئة الأجواء لعودتهم فهم ثروة حقيقية لمصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.