د.على عبد الباقي: لم نصدر أىّ فتوى تبيح الإفطار تحقيق- أيمن عدلي أثيرت تساؤلات بشأن مدى جواز إفطار اللاعبين في رمضان في أيام المباريات بعد هزيمة الزمالك أمام باور ديناموز الزيمبابوي وخروجه من البطولة الافريقية وتصريح البعض أن من أسباب الهزيمة هو أن اللاعبين أدوا المبارة وهم صائمون. ولم تكن حالة الزمالك هي الأولى من نوعها فقد حدث خلاف حاد بين حارس المرمى المصري شريف إكرامي ومدربه في نادي "أنقرة جودجو"، التركي بسبب إصرار اللاعب على الصيام. وتأتي هذه التساؤلات باعتبار أن أداء المباريات هي العمل الذي يتكسب منه اللاعبون رزقهم، لكن ما هو رأي العلماء في هذه القضية خاصة بعد أن ذكرت صحيفة عربية أن علماء بالأزهر أباحوا للاعبين الإفطار؟ د.على عبد الباقي: لم نصدر أىّ فتوى تبيح الإفطار قال الدكتور على عبد الباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لموقع "أخبار مصر" www.egynews.net إنه لم تصدر أي فتوى من الأزهر بالسماح للاعبي الكرة بالإفطار في شهر رمضان. وقال: الأصل في الصيام الفرض على الجميع. وأبيح الإفطار للمسافر أو المريض لأن الله –تعالى - ذكر العلة في هذا بقوله "إن الله يريد بكم اليسر ولايريد بكم العسر" وهناك حالات أخرى منها من كان مريضا مرضا خطيرا وخاف على حياته أو لم يكن مريضا وخاف على حياته الهلاك لو أتم صيامه بشرط أن يمسك بصوم يومه وعلى أن يقضى يوما بدلا منه وأما الذين يؤدون أعمالاً شاقة فهو جهد يبذله الصائم فإذا تعرض حياته للهلاك لو أتم الصيام يجوز له الإفطار أما إذا لم تتعرض حياته لذلك فلا يجوز له أن يفطر. أما بالنسبة للاعب الكرة فهو مرتبط بعقد مع النادي الذي يلعب له فالعقد لا ينص بند فيه ألا يؤدى اللاعب فروض دينيه ولو كان هناك نص في العقد اشترط هذا فهو شرط فاسد لايجوز العمل به وعليه فلا يجوز للاعب الكرة الإفطار في شهر رمضان سواء كان متعاقداً أوغير متعاقداً وما نراه من لاعبي المنتخب القومي المصري وتمسكهم بصيامهم في حر أيام رمضان في غرب إفريقيا والدول الأخرى التي يلعبون ضدها وهذه الدول تعرف أنهم صائمون ولذلك يلاعبونهم في وقت الظهيرةً ظنا منهم أنهم سيستفيدون من ضعف قوتهم في هذه الفترة ولكن لاعبينا يتفوقون على الفريق الآخر وهم صائمون. فالعزيمة هنا هي المطلوبة في تمام العمل وليس الإفطار في رمضان. أما الدكتور أحمد يوسف سليمان أستاذ الشريعة الإسلامية بدار العلوم وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فقال إن الأصل في لعب الكرة "هواية" وإنه يمكن التدريب واللعب مساء بعد الإفطار ولا أرى داعيا لإباحة الإفطار للاعب الكرة لأنه يختلف عن الأجير لأن الأجير يعمل في وقت محدد ويكون في الغالب بالنهار وقد يكون في أعمال شاقة جدا مثل الوقوف أمام مصانع الحديد والصلب أو المخابز أو الحراسة أو ما إلى ذلك من الإعمال التي يحكم عليها بأنها شاقة وغير محتملة. الشيء الأخر أن اللاعبين مدربون على ذلك ولأنه يمكن اللعب بعد الإفطار على الأضواء الكاشفة فليست لهم ضرورة أن يفطروا من أجل اللعب وهناك الكثير من اللاعبين يحرص على الصلاة في أوقاتها وقراءة القرآن الكريم والصيام في غير أوقات رمضان ويتدربون وهم "صائمون" والصيام نفسه رياضة عظيمة جدا لاتقل أهمية عن لعب الكرة بل هي رياضة تفوق رياضة لعب الكرة لأنها تدريب للنفس وتقوية للإرادة وتعود على الصبر والاحتمال وهذا في الواقع يساعد على لعب الكرة ويساعد على التفوق والتميز وهذا ما نريده للاعبينا لاان ندللهم فهم رجال يتحملون أداء اللعبة التي يحبونها في كل الأجواء والحقيقة أن تخريج الفتوى على أنهم "أجراء" أرى أن فيه إهانة لهم واستهتارا بما يبذلون من جهد مادي وروحي لأن الكرة بها تحمل ومشقة والذي يقوى على ذلك هو عبادة الصيام فلا يجوز لهم الترخيص بالفطر إنهم يضطرون أو يلعبون في أوقات الصيام لكن المريض أو المسافر منهم له أن يفطر "وان تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون". وقال الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إنه لا يوافق على هذه الفتوى لأن لاعب الكرة إذا كان المقصود منه تحسين البنية والرياضة البدنية وهو مطلوب وهو أمر شرعا أما إذا كان بقصد عمل مسابقات بين الأشخاص أو الأندية فهو وإن كان يجوز شرعا لكن لايجوز أن يرتبط عليه بطلان حكم شرعي متفق عليه بين العلماء بل هو ركن من أركان الإسلام والصيام. وأضاف أنه لا يجوز للاعبين أن يتركوا صيام هذا الشهر إلا في حالة واحدة وهذه الحالة تنطبق عليهم إذا كان العمل شاقا كمن يعمل أمام "أفران الحديد والصلب" فهؤلاء هم الذين إذا شق عليهم الصيام أن يفطروا لكن بعد أن يدخلوا إلى أعمالهم بنية الصيام فإذا شق عليهم افطروا أما الشخص الذي يعمل في الرياضة لمدة ساعة ونصف كيف يباح له الفطر. ومن جهتها، قالت الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إنه من المقرر شرعا أن جميع العبادات يترتب عليها مشقة وعبادة الصوم بصفة خاصة بها مشقة من حيث الامتناع عن الطعام والشراب في وقت معين من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. ومن هنا فإنه لا يجوز شرعا الإفطار في نهار رمضان إلا في حالة الأعذار التي رخص الله لها الفطر وهى المرض والسفر لقولة تعالى "فمن كان منكم مريضا أوعلي سفر فعدة من أيام آخر" وأيضا الشخص الكبير في السن الذي يصوم بمشقة بالغة فرخص الله له الفطر على أن يدفع الفدية وهى إطعام مسكين عن كل يوم. أما الدكتور محمد الدسوقي الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فقال إن كل مسلم قادر على الصيام علية أن يصوم ولا يجوز له الفطر إلا لضرورة قاهرة كسفر أومرض.