تناقلت مواقع إخبارية علي شبكة الانترنت تصريحات عن مراكز فلكية بالمملكة العربية السعودية تكشف أن ما شوهد ليلة عيد الفطر ليس هلال شوال وانما هو كوكب زحل وأن الرؤية لم تكن ثابتة وقد ثار كثير من الجدل والتشكيك حول مدي صحة اعتبار الثلاثاء أول أيام عيد الفطر.. وعلي من تقع مسئولية انهاء شهر رمضان قبل تمامه؟ وما هو الموقف الشرعي من عدم صيام يوم الشك؟ وقد أكد علماء الاسلام أن التشكيك في الأمور الشرعية المتعلقة بالعبادات مرفوض لمنع إحداث الفتنة والاختلاف.. وأن صوم ذلك اليوم قضاء أمر مقبول لمن يغلبه الشك دون الزام للآخرين وفي ضوء هذا يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية إن ما حدث من تشكيك في تحديد بداية أول شهر شوال وعيد الفطر وأن رؤية الهلال كانت خاطئة قد جاء من أناس غير مختصين ويعد خلطا بين أمور لايجوز ذلك فيها لما تحدثه من فتنة بين المسلمين وتؤدي الي الأضرار بالدين الاسلامي. وأكد وكيل الأزهر السابق أن أهل العلم يعرفون جيدا وعلي و جه اليقين الفرق بين زحل وهلال الشهر وأن ما تم في مصر وما صدر عن دار الافتاء فيها من رؤية للهلال واعتبار الثلاثاء أول أيام عيد الفطر أمر حقيقي وصحيح بنسبة مائة في المائة وذلك لأن اللجان العلمية التي قامت بالرؤية تتكون من شخصيات فلكية وعلمية ولم يحدث لديها لبس في هذه الرؤية وقد جاء قرار دار الأفتاء بناء علي ما رأته هذه اللجان المختصة ولايصح التشكيك فيها وأما الدول الأخري فعليها مراجعة الذين أفتوا فيها فيما يتعلق برؤية الهلال من عدمه في بلادهم واعتبر الشيخ عاشور أن المشككين في هذا الأمر هم أناس مأجورون لتفتيت وحدة الأمة الاسلامية ويذكر الدكتور أحمد شحاته أستاذ التفسير بجامعة الأزهر ان هذه الواقعة سبق حدوثها في المملكة العربية السعودية قبل سنوات عدة فقد أعلن في نهاية يوم التاسع والعشرين من شهر رمضان أن اليوم التالي هو أول شهر شوال وجري الاحتفال بعيد الفطر وبعد يومين أصدر المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية بالمملكة في ذلك الوقت الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز بيانا بأن شهود الرؤية لهلال شهر شوال اختلفوا فيما بينهم حول التأكد من رؤية هلال الشهر الجديد وبناء علي ذلك فإن الواجب الشرعي يقتضي صيام يوم متمم لشهر رمضان وقد استجاب جانب كبير من أهل المملكة والمقيمين بها لهذه الفتوي والتزموا بصيام يوم بديل ليوم الفطر بينما اعتبر الآخرون أن إثم هذا الفعل يقع علي عاتق المسئولين عن تحقيق الرؤية ويأتي هذا التصرف متوافقا مع قول الله تعالي فمن شهد منكم الشهر فليصمه وهو ما يعني بداية شهر شوال وبالتالي الفطر.. وتفسيرا لما تضمنته الآية الكريمة جاء قول رسول الله في حديثه صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وفي هذا تحديد للابتعاد عن اللبس ومنع الاختلاف والتشكيك. ويري محمد عبد العزيز عبد الدائم من علماء الأزهر أن الأصل في رؤية الهلال لأي شهر عربي هو الرؤية البصرية لأنها هي التي كانت متيسرة في عصور الاسلام الأولي اعمالا لقول رسول الله عليه السلام صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وهذا لايمنع استخدام الأجهزة العلمية الحديثة في رؤية الهلال.. وكان هناك رأيان فقهيان يقول الأول بأن رؤية الهلال في بلد يحدد بداية الصوم لأهله والثاني يحدد الصوم لأهل ذلك البلد والبلاد المشتركة معه في جزء من الليل وكانت الدول الاسلامية تأخذ بالرأي الأول لأن وسائل الاتصال لم تكن تتيح ايصال الخبر الي الدول الأخري وبعدما أصبح العالم قرية صغيرة تنقل الأحداث بين أنحائه في لحظات وقد أفادني الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق بأن العالم كله يشترك في جزء من الليل قد يكون كبيرا أو صغيرا.. وبالتالي فرؤية الهلال في أي بلد اسلامي تشفع لكل الدول أن تصوم علي رؤية ذلك البلد وأكد محمد عبد العزيز أنه في الحالة التي نحن بصددها في مصر تحديدا وهي الرؤية البصرية لشهر شوال لعام1432 هجرية التي حكم بها شهود عدول ولجان شرعية مؤهلة للحكم بالرؤية فإن الفطر علي اعتبار بداية الشهر هو حكم شرعي سليم ولا داعي للتشكيك فيه فضلا عن أن القاعدة في علم أصول الفقه تقول إن الشك لايلغي اليقين وأما المتشكك فعليه ألا يحمل غيره وزر تشكيكه واذا غلب الشك علي ظنه فليصم قضاء هذا اليوم وجده ولايطالب الآخرين بذلك