هناك مبادرات كثيرة طرحت للصلح بين الإخوان والدولة أو العفو عن محمد مرسي.. وكلها للأسف الشديد مجرد بالونات اختبار مضروبة لقياس مدي قبول الفكرة من الأساس.. إضافة إلي أنها فاشلة شكلاً وموضوعًا لأنها أخطأت الطريق وأطلقت في وقت نسف فيه الإخوان كل جسور الثقة التي يمكن أن يسير فوقها المتفاوضون. إذا استعرضنا هذه المبادرات فسنجد أن أشهرها خمس.. ثلاث منها لما يسمي التفاوض والصلح بين الإخوان والدولة واثنتان تخصان مرسي علي وجه التحديد. مبادرات الصلح وللأسف بدأها زياد بهاء الدين وزير التعاون الدولي واستهدف منها عدم إقصاء الإخوان من المشهد.. وهي نفس وجهة نظر أمريكا وتابعيها..!!! تلتها مبادرة الجماعة الإسلامية وهي مبادرة إخوانية خالصة تتلخص في عودة مرسي وكذلك الدستور المعطل ومجلس الشوري المنحل ثم تجري انتخابات رئاسية مبكرة..!!! ثم جاءت مبادرة د. أحمد كمال أبوالمجد وهي تستبعد عودة مرسي تحت أي ظرف أو الإفراج عن أي أحد من الإخوان تلوثت يداه بالدم وذمته بالمال الحرام. المبادرات الثلاث ربطت بين تنفيذها ووقف العنف والتظاهر.. لكننا وجدنا العجب العجاب: * أولاً.. ان الإخوان لم يعترفوا أصلاً بهذه المبادرات ولم يطلبوا التفاوض وزاد صلفهم بأن اشترطوا عودة مرسي والدستور والشوري قبل أي كلام..!!! * ثانيًا.. ان الإخوان صعّدوا من عنفهم ولم يقدموا ومازالوا أمارة واحدة يؤكدون بها انهم حريصون علي مصر وشعبها. * ثالثًا.. حاولوا بشتي الوسائل خلق بؤر إرهابية وإجرامية مثل رابعة والنهضة ودلجا والصف وكرداسة وأخيرًا الجامعات.. مارسوا فيها كل أنواع الجرائم من قتل وسحل وتعذيب وتمثيل بالجثث وحرق وتدمير للمؤسسات المدنية والشرطية والتعليمية وكذلك الكنائس.. واستخدموا في ذلك كافة الأسلحة من الجرينوف و"آر.بي.جيه" والقنابل إلي الآلي والطبنجات والمولوتوف والسنج والسيوف والشماريخ..!!! بالتالي.. تصالح مع من؟؟.. مع إرهابيين وخونة وعملاء؟؟.. تصالح بين دولة وجماعة..؟؟ انكم للأسف تهينون مصر وشعبها. ثم جاءت التصريحات الأخيرة الخاصة بمرسي.. حيث أعلن تنظيم الجهاد عن مبادرة يقوم من خلالها بالتفاوض مع عدد من الدول الصديقة ليس بينها أمريكا وقطر وتركيا رغم أن الدول الثلاث ليست صديقة بالمرة وذلك بهدف التوسط لوقف محاكمة مرسي والإفراج عنه.. كما أعلن محمد الدماطي المتحدث لما تسمي هيئة الدفاع عن مرسي ان سليم العوا سوف يطرح مبادرة تتضمن تنازل مرسي عن عودته لمنصبه مقابل الاعتراف بشرعيته الدستورية..!!!!! لنا علي المبادرتين رد محدد: * إذا كان الجهاد يقصد بهذه الدول الصديقة السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين والأردن فإنني أقول له: ما تتعبش نفسك.. لأن هذه الدول سوف ترفض ذلك من تلقاء نفسها وستؤكد لمن يتوسط أن الأمر في يد القضاء.. وهو نفس الرد الذي قاله الإخوان لمن توسطوا من قبل للإفراج عن الرئيس الأسبق حسني مبارك. * أما مبادرة العوا فإنها مضحكة فعلا ولا يمكن طرحها إلا علي أطفال سذج.. لأن الرضا بموافقة مرسي علي التنازل عن عودته لمنصبه هو اعتراف ضمني بأنه مازال "الرئيس الشرعي".. كما أن الاعتراف بشرعية مرسي الدستورية تعطيه الحق فورًا في العودة لمنصبه ومقاضاة كل من هو في الحكم الآن دوليًا بتهمة الانقلاب العسكري عليه.. العبوا غيرها.. ثم ان هذه المبادرة الملغومة تنسف استقلالية القضاء.. وهذا هو مراد الإخوان. المشكلة الأساسية لدي كل هؤلاء البشر الذين يطرحون مبادرات مشبوهة انهم يتجاهلون شعب مصر ويحصرون الموضوع في "الإخوان والدولة".. وهو تجاهل مقصود طبعًا حتي لا يعترفوا بثورة 30 يونيه ولتفجير مصر من الداخل لأنهم يعلمون جيدًا أن أحدًا في النظام لا يجرؤ مطلقًا علي التفاوض مع الإخوان وأن الوحيد الذي له هذا الحق هو "الشعب".. ولذا يتجاهله الإخوان وكل من يدور في فلكهم وفي فلك أمريكا..!!! بالتالي.. نقول للجميع: كفي تصديعًا لرءوسنا.. لا مفاوضات ستتم. ولا إخوان سيعودون للحكم أو الاندماج. ولا مرسي ولا أحد من المتهمين سيفرج عنه إلا بحكم قضائي أو قرار من النيابة. استريحوا.. وأريحونا.. كل بالونات اختباركم مضروبة وفاشلة.. مثلكم تمامًا. ہہ الرد خاص.. * المستشار أحمد مكي قال إن النظام الحالي سيقبل المصالحة لأن الإخوان أكبر فصيل سياسي في الدولة.. وأرد عليه: لا كانوا ولا هايكونوا أكبر فصيل.. ثم من أين أتيت بهذه الثقة العمياء بأن النظام الحالي سيقبل المصالحة؟؟.. تجاهل الشعب خصم ومازال يخصم من رصيدك يا سيادة المستشار. * محمد الدماطي قال إن قادة الإخوان يرون أن حكومة الببلاوي فاشلة.. وأرد عليه وعليهم: هي يعني حكومة قنديل هي اللي كانت ناجحة؟؟.. دي كانت "الفشل" بعينه. * حازم الببلاوي قال إن تصريحات اردوغان الأخيرة تدخل سافر في شئون مصر.. وأرد عليه قائلاً: وانت تصريحاتك عن عودة مبارك للحبس الاحتياطي منتصف الشهر الحالي عقب انتهاء الإقامة الجبرية تدخل سافر أيضًا في شئون القضاء.