منذ أن اندلعت ثورة 25 يناير والأحداث تتوالي حدثا وراء الآخر مما جعلها تحقق حلما كان بعيد المنال علي كل المصريين. لم نكن نحلم بكل ما حدث من مجريات ولا في الأحلام ولم نكن نعلم ان الأحداث سوف تتوالي بهذه الصورة في أقل من ثلاثة أشهر. بدأت الثورة في ميدان التحرير واستمرت إلي ان كانت ساعة الرحيل يوم الحادي عشر من فبراير وأعلن عمر سليمان تنحي الرئيس مبارك عن رئاسة الجمهورية وتسليم السلطة إلي المجلس العسكري لإدارة شئون البلاد واحتفل الشعب بذلك التنحي في يوم مشهود لم يكن يتوقعه أحد. وتوالت الأحداث وتم الكشف عن فساد فاحش لا مثيل له في أي دول العالم ثم فوجئنا بالثورات المضادة المتعددة والمتلاحقة وراء الأخري ولكن الشعب كان صامدا وقويا تحمل كل الصدمات والشائعات والفتن وظل يدا واحدة ولم ييأس شبابنا ولم يهدأ لحظة واحدة في التفكير وأعلن قيام "مليونيات" كثيرة في ميدان التحرير وبعد ذلك تم القبض علي نخبة من الوزراء الفاسدين ممن كان يطلق عليهم "صفوة المجتمع" فمنهم من قام واشترك في قتل المتظاهرين في الميدان أو في ميادين أخري في معظم محافظات مصر ومنهم من حرص علي القتل ومنهم من قام بالكسب غير المشروع ومن "زوّر" في انتخابات مجلسي الشعب والشوري ومن خان الوطن وأفسد الحياة السياسية والاجتماعية إلي أن جاءت مليونية "جمعة الحكم والتطهير يوم الثامن من ابريل الجاري وما حدث فيها من حدث تاريخي وعالمي لم نره من قبل. فقد أصدر النائب العام قرارا بمحاكمة الرئيس مبارك".. وتم القبض علي نجليه جمال وعلاء وذلك بعد الفيلم الهندي الذي أذاعته قناة العربية الإخبارية بصوت الرئيس السابق يستعطف فيه الشعب ويؤكد انه لا يملك شيئا خارج البلاد هو ونجلاه.. يا حرام..!! ولكن الشعب هذه المرة فطن لهذه الألاعيب بعد ذلك تم ترحيل جمال وعلاء إلي "جمهورية طرة" مع حكومة الفساد وقام باستقباله كل الوزراء السابقين وأقاموا وليمة إفطار علي شرفه "سبحان المعز المذل". تحيا مصر.. وشعب مصر.. وشباب مصر.. وجيش مصر وكافة الأجهزة التي قامت بالقبض والتحقيق مع الفاسدين.