في رمضان الكريم قبل الماضي كنت في زيارة عمل لتركيا لتغطية فاعليات بطولة دولية للكرة الطائرة.. فتعايشت مع الشعب التركي لما يقرب من أسبوعين في الشهر الفضيل بما له من روحانيات وضوابط دينية خاصة جدا. ذكري هذه الرحلة.. عادت إلي ذهني هذه الأيام مع التطورات المتلاحقة التي تمر علينا في مصر واقتحام تركيا لخصوصيات الشعب المصري هذه الأيام.. ليس بالمسلسلات التركية المملة ولا بالسلع المضروبة. ولكن بهذيان رئيس الوزراء التركي أردوغان. الذي أصبح فجأة مهموما بالشأن المصري إلي درجة البكاء عندما راح ينعي ابنة أحد قيادات الإخوان المسلمين أو يحشد بضع مئات من الأتراك ومن جنسيات أخري تعيش علي الهامش. للتظاهر ضد مصر وتأييدا للجماعة المحظورة المحلولة المرفوضة. أردوغان فقد عقله. عندما وصل إلي أقصي درجات الهذيان وهاجم فضيلة الأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر.. ووصفه أنه من المشايخ الملعونين لتأييده ارادة الشعب المصري في الأطاحة بحكم الإخوان. هذه الحرقة من رئيس الوزراء التركي علي "اخوانه" في مصر تؤكد أن هناك مؤامرة كانت تحاك بالفعل في الخفاء للقضاء علي الهوية المصرية. وتحقيق حلم أردوغان في الخلافة الاسلامية.. لأنه لا يستطيع تحقيق هذا الحلم بتركيا رغم أنها بلد كبير.. فهو يدرك ان الحلم لا يمكن ان يكون حقيقة الا مع مصر.دولة الأزهر والتي خاض شعبها العديد من الحروب. وقام بالعديد من الثورات. بينماهو نفسه وحزبه في تركيا لا قيمة لأي منهما.. واليكم بعض الملامح من حياة الشعب التركي في عهد الثائر الهائج أردوغان. نسبة المفطرين في شهر رمضان من الأتراك كانت تتجاوز 90% من الشعب. جهارا نهارا. وعندما سألت عن هذه الظاهرة. كان الرد من كل الذين سألتهم. أنهم لا يصومون رمضان اذا جاء في الصيف. لأن الصوم في الحر لا يطاق. لذلك فهم يفطرون باستثناء مدينة أسطنبول. لا تري مساجد بسهولة. وكل 10كم متر علي الأقل.. وبالتالي لا تسمع أذانا لإقامة الصلوات. بما فيها المغرب الذي يعد أذانا بالأفطار للصائم.. وبعض أماكن الصلاة في المدن التركية بما فيها أنقرة العاصمة عبارة عن شقة في عمارة. الصورة في الشارع في نهار رمضان لا تختلف كثيرا عن الصورة في شوارع وشواطئ مدينة شرم الشيخ .. فالاحتشام آخر شئ يمكن ان ترصده للسيدة التركية فهي تعيش علي طبيعتها تماما.. لذلك استغرب ظهور تلك التظاهرات الداعمة للإخوان والتي تضم اعدادا كبيرة من المحجبات فهن عملة نادرة في تركيا. يبقي أن أؤكد ان الشعب التركي طيب للغاية ومحب للغريب وعاشق لمصر وملتزم اخلاقيا رغم المآخذ السابقة.. وهو غير مهتم علي الأطلاق بالشئون السياسية. ويعيش حياته بالطول والعرض وأظن ان موقفه من أرودغان في الانتخابات القادمة. سيكون موقفا تأديبيا بعد ان دفع ببلاده إلي الخط الأحمر. بالهجوم علي فضيلة الأمام الأكبر. شيخ الأزهر.