أثنى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالقاهرة أمس على الأزهر الذي يعد المؤسسة الإسلامية الأكبر بالعالم، ووصفه بأنه "رمز الوسطية لأهل السنة والجماعة في العالم ومرجعية لهم". وزار أردوغان في أولى زياراته إلى مصر الاثنين مقر مشيخة الأزهر ظهر الثلاثاء حيث التقى شيخ الأزهر، بحضور الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، والدكتورمحمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف، والدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر. وحظي لدى وصوله استقبالاً حاشدًا من أعداد كبيرة من الشباب المصري، الذين رفعوا الأعلام المصرية والتركية والفلسطينية ورايات تحمل شعار "الإخوان المسلمين"، ورددوا هتافات منها: "يا أردوغان يا حبيب.. بكره تسقط إسرائيل"، و"أهلاً أهلاً بالشجعان.. اشتقنالك من زمان"، و"أردوغان قالها خلاص.. إسرائيل لازم تنداس". ورد رئيس الوزراء التركي على الجموع المحتشدة لاستقباله أمام مشيخة الأزهر بالتلويح لهما بالتحية بكلتا يديه، مرددًا عبارات عربية بصوت غير مسموع. وأشاد خلال اللقاء بثورة الشعب المصري في 25 يناير، مطالبًا بالحفاظ عليها وعلى قدسيتها وضرورة التعاون بين الأزهر وتركيا في المحافل والمؤتمرات العالمية لإظهار الدين الإسلامي الحنيف الوسطي. وأثنى على "وثيقة الأزهر الشريف من أجل مصر" لتوحيدها القوى الوطنية والسياسية، ودعا الطيب إلى ترجمتها للغة التركية، واصفًت الأزهر بأنه "رمز الوسطية لأهل السنة والجماعة في العالم ومرجعية لهم". وأهدى الطيب، أردوغان مصحفًا كبيرًا، مؤكدًا له أن مصر وتركيا يستطيعان أن يفعلا شيئًا من أجل الإسلام؛ لأن تاريخهما لا يعرف التشدد أو التعصب. وأكد شبخ الأزهر خلال اللقاء اعترافه بالشهادات التركية للطلاب الراغبين في الالتحاق بمعاهد وكليات الأزهر، مشددًا على أهمية تعاون مصر وتركيا للتصدي للتعصب والتشدد. وأشاد بالمواقف "البطولية" و"الأخلاقية" لرئيس الوزراء التركي مع شعبه ومساندته للشعوب العربية والإسلامية ومواجهة الظلم والطغيان والإجرام في كل مكان، ووعده بترجمة وثيقة "الأزهر من أجل مصر" إلى اللغة التركية. وقال إن زيارة أردوغان إلى مصر تهدف إلى شحذ الهمم من أجل إظهار الوسطية الإسلامية. وقام أردوغان بزيارة مقابر الشهداء الأتراك بمدينة نصر، وألقى كلمة قصيرة حيا فيها أرواح الشهداء الأتراك، قائلا إنه "لولا أرواحهم التي ضحوا بها ما كانت الجمهورية التركية حرة الآن". ومقابر الأتراك في مصر تقع بمدينة نصر وهى محاطة بسور مرتفع يحجبها عن المارة ويرفع بها العلم التركى وفى مقدمتها يافطة صغيرة موضوعة على بوابة تطل على شارع جانبى كتب عليها باللغتين العربية والتركية "مقابر الشهداء الأتراك" وتتميز باستخدام الرخام فى السلالم والفسقيات مع أكثر من 30 شاهدا كتب عليها أسماء 4500 شهيد ماتوا فى حروب فلسطين التى كانت تخضع للسيطرة التركية فى الحرب العالمية الأولى وفقا لما جاء فى لوحة رخامية صغيرة كتب عليها: "يرقد هنا 4500 شهيد من الضباط والجنود الأتراك الذين أسروا فى الجبهة الفلسطينية وقد تم جلبهم من قبل الجانب الإنجليزى الى بعض المستشفيات والمعسكرات المصرية". كما قام أرودغان بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجندى المجهول في مدينة نصر بالقاهرة، وقام بوضع إكليل من الزهور كذلك على قبر الرئيس الراحل أنور السادات وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني التركي والمصري.