الخطاب الذي القاه الرئيس السابق محمد حسني مبارك لقناة "العربية" للدفاع عن نفسه جاء في غير وقته وأوانه وليس في صالح رئيس مصر السابق كما كان يعتقد ويخطط.. فقد انقلب عليه الشعب مجددا عندما وجد بلده محاطا بالفساد من كل جانب. إن أقل مايقال عن هذا الخطاب "المستفز" بأنه هراء لم يخل من "العنجهية" و"المنظرة" وكأن مبارك مازال يعتبر نفسه في سدة الحكم رئيسا خاصة عندما كرر جملة "أيها الأخوة والأخوات" في الوقت الذي أصر فيه الرئيس المخلوع علي استدرار عطف الشعب علي نهج الخطابين اللذين القاهما قبل تنحيه عن الحكم مثل "تألمت كثيرا ولا أزال" وقد أفنيت عمري في خدمة هذا البلد بشرف وأمانة مذكرا بتاريخه وأمجاده العسكرية وغير ذلك من هذه "الشعارات الكدابة" التي اصبحت لاتنطلي علي الشعب الذي بات يعرف الحقيقة ويعيش في آلام مستمرة بسبب نهب أمواله التي استولي عليها مبارك واسرته ووزراؤه ورجال الاعمال من حاشيته واصدقائه من المستثمرين الذين سهل لهم الحصول علي أراضي الدولة بأبخس الأثمان وبتراب الفلوس. الشيء الذي استفز الشعب في هذا الخطاب اكثر مما هو مستفز اسلوب التهديد والوعيد الذي توعد به الرئيس السابق كل من يلاحقه باتهامات مثل استخدام كلمات "لا املك أن التزم الصمت" و"سوف احتفظ بكافة حقوقي القانونية" وكأنه ضحية مفتري عليه وتكال له الاتهامات بالباطل.. من حق الرئيس السابق ان يدافع عن نفسه كيفما يشاء فالمتهم برئ حتي تثبت ادانته فباب النائب العام مفتوح أمامه ولن يغلق في وجهه شأنه شأن الفاسدين الذين ثبت تورطهم بعد محاكمتهم ولكن ليس من حق الرئيس المخلوع ان يضحك علي الشعب ويضلله وكأن هذا الشعب "أبله" سوف يصدقه ويصفق له لمجرد انه عزف علي الوتر الحساس ليستدر عطفه بكلمات مؤثرة. كنت أتمني أن يعتذر الرئيس اعتذار الشجعان ويعترف بثروته الحقيقية هو وأفراد اسرته.