بكلمات صادقة خرجت من القلب بعث يقول: أكتب إليكم في محاولة مستميتة للتغلب علي اليأس الذي يفرض نفسه علي من كل جانب ولا أجد منه مهرباً سوي الاستعانة بالله. بدأت رحلة كفاحي وأنا أقف علي أعتاب الشباب فسافرت للعمل في احدي دول الخليج وكونت ثروة كبيرة تقترب من نصف مليون جنيه بعدها قررت الاستقرار في بلدي خاصة بعد ان تزوجت ورزقني الله بأربعة أبناء أردت ان اربيهم في بلدهم. أجريت دراسة جدوي للعديد من المشروعات فوجدتها تحتاج رءوس مال كبيرة لتحقق لي ما أحلم به من مستوي ومستقبل لابنائي فقررت شراء سيارة نقل كبيرة. وضعت تحويشة العمر للمقدم والباقي كان علي أقساط شهرية بواقع 15 ألف جنيه لمدة ثلاث سنوات.. واصلت الليل بالنهار في العمل وانتظمت في السداد وبعد ستة شهور فوجئت بسحب رخصتي لأسباب غير منطقية وحاولت بكل الطرق استعادتها علي مدار سبعة شهور بلا فائدة. انقلبت الدنيا علي رأسي خلال هذه الفترة بتوقفي عن العمل فتوقفت عن سداد الأقساط وقام المعرض باسترداد السيارة وفق بنود العقد الذي وقعت عليه. لم تنته المأساة عند ضياع تحويشة العمر بهذه السهولة بل فوجئت بمقاضاتي من تاجر كاوتش كنت قد اشتريت منه طقماً كاملاً للسيارة بالتقسيط بعد شرائها مباشرة. حصل علي عدة أحكام ضدي ولم يكن هناك مفر من تنفيذها وفي أول يوم لي في السجن توفيت زوجتي أثر اصابتها بأزمة قلبية وانتقل أولادي الأربعة للإقامة عند أمي المسنة التي اصابها المرض من شدة حزنها عليّ. خرجت من السجن محطماً أحاول طي هذه الصفحة من حياتي والبدء من جديد ولكني فوجئت بأحكام جديدة تصل إلي 17 سنة لصالح نفس التاجر. دخلت السجن مرة ثانية وتركت أمي بين الحياة والموت وأبنائي معرضين للتشرد وأنا لا حيلة لي.. هداني تفكيري للكتابة إليكم من سجن وادي النطرون وكل أمل أن يساعدني أصحاب القلوب الرحيمة علي سداد ديني لاتحرر من سجني وأعود لأمي وابنائي. إبراهيم إبراهيم عبدالحليم