سيدتي: تمت خطوبة صديقتك في جو عائلي وبالتالي مادعتك لحضور الحفل.. وكل ما عرفته عن العريس هو اسمه ووظيفته ولم يداخلك أي شك نحوه.. الي ان كنت في زيارتها بعد الخطوبة.. وصادف وجودك حضور عريسها للزيارة. وهناك كانت المفاجأة التي أذهلتك أنه جارك الذي تحبينه ويبادلك نظرات الحب منذ عام والذي أخفيت أمره عن صديقتك لأنها فتاة ملتزمة وترفض أي شكل للعلاقة بين شاب وفتاة إلا بالزواج. فوجيء العريس بك ولكنه لم يرتبك مثلك.. سلم عليك وجلس يمطر صديقتك خطيبته بوابل من نظرات الحب والإعجاب.. اشعرتك بالغيرة بل والحسد عليها فقد فازت بمن تحبين ولولا يقينك من انها لا تعرف لكان شعورك نحوها هو الكراهية والغيظ الشديد. المشكلة ان جارك الذي ادعي عدم معرفتك بل وادعي أيضا المفاجأة بأنكما جيران رغم وقوفه بالساعات أمامك في البلكونة... ما زالت عيونه تطاردك ذهابا وإيابا.. وما زال قلبك يدق له وقد تتعمدين زيارتها في نفس أوقات زيارته حتي.. ان والدة صديقتك تدعوك للجلوس معهما أحيانا في وجوده حتي تنتهي الأم من إعداد بعض الأعمال حرصا منها علي عدم انفرادهما لانهم من أسرة ملتزمة محافظة ورغم تعمدك عدم إظهار حبك له إلا ان نظراتك فضحتك أمام صديقتك التي بدأت تشعر بالضيق من وجودك بل تعمدت ان تخفي عنك مواعيد زياراته لها حتي لا تأتي بعد انكشاف أمرك. الأسوأ هو ان الأم الملتزمة فضلت أن تجلس ابنتها مع خطيبها بمفردهما علي ان تشاركيهما الجلسة متعللة برغبتها في الحديث معك. تكرر هذا التصرف مرتين ورغم خجلك من انكشاف أمرك إلا ان هناك شيئا غامضا يدفعك لذلك.. لقد أصبحت معذبة ممزقة بين نظرات حبه لك ونظرات حبه لخطيبته التي هي صديقتك الغالية فماذا تفعلين؟ هكذا تسألين.. حائرة.. دامعة كما تقولين. عزيرتي: اعرف كيف يحب الإنسان وهما يعيش فيه وبه؟ لو كان هذا الجار يملك ناحيتك أي حب.. لتقدم اليك بدلا من الزواج بصديقتك التي من الواضح انه يحبها جدا ويرغب في اتمام الزواج بتلك العروس التي تعد "لقطة" في هذا الزمن.. فمن النادر العثور علي فتاة تحتفظ بقلبها نقيا من أجل زوجها وليتك تفعلين مثلها بدلا من ان تضعي نفسك في خانة الصديقة الخاطفة لخطيب أعز صديقاتها.. أما مسألة النظرات والعيون فالإنسان يفسر نظرات الغير حسب رغبته وشعوره هو. لعلك أضفيت مشاعرك علي نظرات ودودة من جارك.. أو حتي نظرات للهو.. فلماذا تكونين أقل من صديقتك في احترام الآخرين لها؟ لماذا تسعين لتغير صورتك في عيون من أحبوك؟! أفيقي من تلك الغيبوبة وتجاهلي نظرته مهما كانت بريئة أو ذات مغزي فلا يليق بك ان تكوني فتاة للهو.. ولا يحق لك ان تفسدي ما بين صديقتك وخطيبها بالجري خلفه.. لقد كنت أمامه وذهب.. لم يرغب في الارتباط بك.. أعيدي حساباتك مع نفسك.. وحاولي استعادة حب صديقتك واحترامها قبل ان تمنعك من دخول بيتها وقلبها وحياتها فلن تظل صامته للأبد خاصة عندما تتزوج. صديقتي أرجو ان تجدي بين سطوري ما يعيدك إلي رشدك ولا تجعلي من نفسك فتاة للهو. همسات الصديق/ عبدالكريم عباس مشكلتك يا صديق تبدأ بك ولن تنتهي إلا لو رغبت أنت في ذلك لأنك من يشعل فتيل غضب زوجتك بتصرفاتك.. أنت تزرع الشك داخل قلبها وترويه بالعناد وتأكد أنك لن تحصد إلا النكد.. لماذا يكون عليها دائما ان تغفر لك ولا تحاول أنت أن ترحم مشاعرها.. اتق الله فيها ستسأل عنها يوم القيامة هل كنت لها نعم الزوج وهل كنت رحيما بها وهل راعيت الله واتقيته فيها؟ وتذكر دائما ولك ابنة منها هل تحب ان يعامل زوج ابنتك في المستقبل بالطريقة التي تعامل بها أمها؟ اعتقد أنك لن تقبل هذا علي ابنتك أو اختك فاتق الله لعله يجعل لك مخرجا.