* أنهيت دراستي منذ 30 عاماً واستلمت وظيفتي معلماً في مدرسة بإحدي القري وبعدها انتقلت للمدينة التي نعيش فيها أنا وأسرتي وعندها فكرت في الزواج بحثت في كل المحيطين بي واكتشفت فجأة أنني لم أحب في حياتي ولا مرة واحدة ولم أمر بفترة مراهقة كزملائي ولم أنظر لزميلات الجامعة إلا كأخوات فقط.. وجدت صعوبة حتي وجدت فتاة محترمة تليق بنا كأسرة متوسطة متدينة خطبتها وتزوجنا بشكل تقليدي جداً وقد كانت كما توقعت ملتزمة وصادقة وهادئة.. عشت معها سنوات طويلة وصلت 20 عاماً.. ابنتنا الآن في الجامعة وابني الآخر في الثانوية العامة.. وعمري الآن 51 عاماً وفجأة ودون مقدمات وجدتها أمامي لم أبحث عنها ولم تبحث عني فتاة عمرها 32 عاماً لم تتزوج بعد عينت مدرسة في مدرسة أعمل وكيلاً بها.. عندما رأيتها للمرة الأولي خفق قلبي خفقة لا أعرف معناها ثم وجدتني أبحث عنها في كل مكان عندما أصل للمدرسة وأجلس إليها لنشرب الشاي معاً أتأمل وجهها الجميل وهي تبتسم لي أصبح طيفها لا يفارقني.. أعود بها إلي البيت في خيالي حتي أن زوجتي لاحظت انشغالي عنها وسألتني أكثر من مرة عن السبب فلم استطع البوح لها. أنا رجل محترم جداً ولست من هذا النوع الذي يركض خلف النساء وأغض بصري في وجه أي امرأة.. فما الذي يحدث لي ولماذا هي.. إنها تصغرني علي الأقل بعشرين عاماً.. لكنها تميل إليَّ فهي الأخري قالت لي إنها منذ رأتني وهي ترتاح لي وأنها لم تكن مصادفة أنها تأتي لتقف أمام مكتبي إذا لم يكن لديها حصة حتي أراها وأدعوها لشرب الشاي قالت هذا بعد أن صرحت لها بمشاعري ولأنني إنسان غير هوائي فقد طلبت منها مهلة لأقول لزوجتي برغبتي في الزواج مرة أخري ووقتها سأذهب لأسرتها وقد وافقت حتي إنها عرضت عليَّ ألا تخبر زوجتي وأولادي ولكنني لا أحب السرقة. كل ما أسألك عنه كيف أخطر تلك المرأة الرقيقة التي اعطتني حياتها ولم تأخذ إلا القليل مني.. كيف أخطرها بأنني أحب وأنها كانت تعيش معي بالمودة فقط وأنني اشتاق لنبضة القلب تلك.. كيف أقول لها أنني أعشق النظرة الشقية في عين محبوبتي ولا أتمني إلا أن تطير حولي كالفراشة طوال النهار والليل. كيف أخطرها بأنني أريد أن أعيش أياماً لم أعشها كيف أقول لها إن هناك حكاية ناقصة في حياتي أود أن يتذوقها قلبي قبل أن أترك تلك الدنيا أرجوك ساعديني.. ولك مني كل التقدير. بدون توقيع ** مؤكد أن الحياة التي تتكلم عنها هي حياتك ولك مطلق الحرية في أن تحياها كما تحب ولكن عليك أثناء ذلك ألا تجرح من أحبوك ووهبوك من الحب ما لم تشعر به وفي ظني أن المودة والرحمة هما أساس الحياة القويمة لأن المودة لا تفتر كالحب والرحمة إن ضاعت المودة جعلتك تتقي الله فيها وترحمها فلا تقسو عليها ولا تعذبها. ولكي تمارس حقك يجب أن تتأكد أنه أولاً حق لك وليس وهماً تركض خلفه.. أنت يا صديقي إنسان مثقف عاش حياته الأولي يتقي الله في تصرفاته.. يتعامل مع البنات كأخوات ولم يحدث بينك وبين إحداهن ما يغضب الله والحب لا يغضب الله إلا إذا تجاوز حدود الله التي وضعها لنا.. وتزوجت بفتاة تم القبول بينكما وقد أحببتها ولكن لم تشعر بذلك.. لأن حب العشرة هو الذي ضمن لك السعادة والهناء.. هو الذي جعلك تصفها بالرقيقة العذبة وتخشي علي جرح خاطرها حبك لها هو الذي يجعلك تتردد في الزواج دون إخطارها.. ليس فقط لأنك لا تريد ممارسة حقك في الخفاء إنما لخوفك أن تحزن وتصر علي تركك وهذا حقها بالشرع والقانون. إذا أنت تخاف من فقدها.. فلماذا لا تفكر ماذا لو أنها تركتك هل تحزن وهل تعوضك الأخري تلك المرأة التي تجلها وتحترمها وتتحدث عن مميزاتها.. أم أولادك التي أسعدتك. أنت يا صديقي تمر بنزوة عاطفية لا أكثر.. مناخ هذه النزوة متوافر.. أولاً دخولك سن الخمسين وما يسمي بأزمة منتصف العمر.. وفيها يشعر الرجل أن الشباب يغادره.. فيرغب في استبقائه وهذا لن يحدث إلا إذا دق قلبه لفتاة ولاسيما لو كانت صغيرة عذراء.. فهذه قمة الشباب بالنسبة للرجل.. فما بالنا لو كان هذا الرجل حرم من المراهقة وحرم من التجربة التي لم يعشها إلا في الإطار الشرعي ثم ما بالنا لو كانت الفتاة في عمر 32 عاماً وترغب في زوج يضمن لها كل ظروف العيش حتي وإن كان متزوجاً ويملك منصباً ينفعها في عملها!! لقد اعترفت لك في لحظة خانها فيها الذكاء بتعمدها لفت نظرك ومطاردتك المقصودة ثم استجابتها السريعة لرجل يكبرها بعشرين عاماً دون تفكير في فارق السن.. هذه الفتاة التي تقدم لك عرض الزواج دون علم زوجتك وأولادك مما يستتبع ألا تعيش معها حياة زوجية كاملة فتاة تحير.. فالحب أناني بطبعه فكيف تفرط في حق سيكون لها بقليل من الصبر كما طلبت لتخطر زوجتك وأولادك. لك هذا يا صديقي أنت لم تفكر به لأنك انشغلت بفكرة واحدة أنك تريد أن تحب وأن تمر بتلك التجربة الآن وقبل أن ينتهي العمر كما تقول العمر لا ينتهي يا صديقي إلا إذا أردنا له أن ينتهي فالحياة السعيدة تمتد لما بعد الموت مع زوجة صالحة ليس ذنبها أنك تمر بأزمة منتصف العمر لا تخسر زوجتك التي تحبك والتي تحبها وإن لم تكتشف ذلك.. لماذا لا تغير زجاج نظارتك وتنظر إلي زوجتك من خلف عدسة أخري وبشكل آخر. فكر وستجد أنك تحبها خاصة إذا تخيلت حياتك بدونها.. وتأكد أنك ستصل للحقيقة وحدك خاصة وأنت في مرحلة الحصاد.. عام علي الأكثر وتخطب ابنتك وتري أحفادك وتستعيد بهم حياتك التي تمتد مع كل حفيد خذ زوجتك في رحلة واستعيد معها أيامك الجميلة.. بل وعش معها قصة حبك وستجد أنني محقة.. ابتعد فترة عن تلك الفتاة التي كل همها عريس مستعد مالياً ينقذها من العنوسة والشباب الذي لا يملك قوت يومه.