* يسأل جمال سليم من الإسكندرية: ما معني الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم في قوله تعالي "إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" وهل صلاة المسلمين تصل إليه؟ وما فائدتها؟ ** يجيب الشيخ عبدالعزيز عبدالرحيم حسن مدير إدارة الهرم بأوقاف الجيزة: قال البخاري قال أبو العالقة معني الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء له وقال أبو عبس الترمذي وسفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم: "صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار" قال ابن كثير: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالي أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلي بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر الله تعالي أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً. علي الرسول في هذا الباب الأحاديث كثيرة التي ان دلت علي شيء فإنما تدل علي أن الصلاة والسلام علي رسول الله وأن غرتها النهائية إزالة الهم وغفران الذنب وهذا بعد أداء الفرائض والنوافل بالطبع روي الإمام الترمذي عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه" قال أبي: قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم اجعل لك من صلاتي؟ قال "ما شئت" قلت الربع قال: "ما شئت" فإن زدت فهو خير لك قلت فالنصف قال "ما شئت" إن زدت فهو خير لك قلت فالثلثين قال "ما شئت فإن زدت فهو خير ذلك" قلت اجعل لك صلاتي كلها قال: "إذن تكفي همك ويغفر لك ذنبك". نعم إن صلاة المسلمين تصل إلي رسول الله. روي أبو داود والنسائي عن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن من أفضل أيامكم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم تعرض علي. فقالوا يارسول الله وكيف تعرض صلاتنا وقد أرمت أي بليت قال صلي الله عليه وسلم: "إن الله حرم علي الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". وقد علمنا من حديث الترمذي عن أبي بن كعب إن فائدة الصلاة علي النبي بعد أداء الفرائض من صلاة وصيام وزكاة وحج للمستطيع تزيل الهم وتغفر الذنب. * يسأل عبدالرحيم زين الدين من المعادي بالقاهرة ولدت أنا وزميلي في حي شعبي ولما كبر زميلي انحرف عن طريق الجادة. ووالدي دائماً يزجرني عن معرفته. ومصاحبته لأنه شر ولا يأتي من ورائه أي خير فهل والدي علي حق في هذا التوجيه؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف: نعم يا بني إن والدك علي حق في توجيهك والبعد عن صاحبك الذي يجلب الشر وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول "والرجل راع وهو مسئول عن رعيته" الحديث ولتعلم يا بني أن والدك حريص علي مصلحتك. وهو أدري بمن تصاحب. وعليك أن تطيعه فيما فيه خيرك ونفعك. وقد حذر الشارع الحكيم من مصاحبة الأشرار. لما فيها من الضرر الدنيوي والأخروي لأن مشاهدتهم تهون الشر علي القلب. وتبطل نفوره عنه. والطبع مجبول علي التشبه والاقتداء بالمجالس والمصاحب. بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري ومن الشر: الحرص البالغ علي الدنيا وجمعها وكيف لا وحبها رأس كل خطيئة. فمجالسه الحريص علي الدنيا. وصحبته أخطر من السم القاتل. وقد قال الله تعالي "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً" "28" سورة الكهف. وقال أيضاً " واتبع سبيل من أناب إلي" "15" سورة لقمان. وعن النبي صلي الله عليه وسلم إذ يقول "تحببوا إلي ببغض أهل المعاصي. وتقربوا إلي الله بالبعد عنهم. واطلبوا رضا الله بسخطهم". وقال بعضهم "صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار أو كما قال" وقال بعض العلماء "لا تصحب إلا أحد رجلين: رجل تتعلم منه شيئاً من دينك فينفعك. أو رجل تعلمه شيئاً من أمر دينه فيقبل منك. والثالث فأهرب منه". وقال الإمام جعفر الصادق رحمه الله تعالي "لا تطلب خمسة: الكذاب فإنك منه علي غرور. وهو مثل السراب يقرب منك البعيد. ويبعد منك القريب. والأحمق فإنك لست منه علي شيء يريد أن ينفعك فيضرك والبخيل فإنه يقطع به أحوج ما تكون إليه والجبان فإنه يسلمك ويفر عند الشدائد والفاسق فإنه يبيعك بأكلة وأقل منها. قيل: فما أقل منها؟ قال الطمع فيها.