بعد انتشار حالات التسمم بالمدن الجامعية والتي تسبب في إصابة آلاف الطلاب نظراً لعدم توافر النظافة داخل المدن الجامعية أو الاهتمام بجودة التغذية قامت "المساء" بعمل جولة علي المدن الجامعية التابعة لمدينة الاسكندرية لرصد أهم المشكلات التي تواجه الطلاب المغتربين بها. يقول محمد يوسف عضو لجنة التغذية باتحاد طلاب المدن الجامعية بجامعة الاسكندرية إن أزمة التغذية وراءها أكثر من سبب منها تقييد الموردين للسلع الغذائية بأسعار محددة برغم أنها سلع متغيرة الثمن. مما يدفع المورد إلي جلب أسوأ ما في الأسواق من سلع لزيادة هامش ربحه أو تلاعبه في الكميات التي يقوم بتوريدها في ظل غياب الرقابة عليه بالإضافة إلي انعدام النظافة داخل مطاعم المدن الجامعية بالاسكندرية مما يتسبب في ظهور الحشرات داخل الأكل والصراصير والذباب وغيرها من الحشرات لعدم الاهتمام بنظافة المطاعم أولاً بأول أو تعقيمها ضد هذه الحشرات. فضلاً عن أن رغيف الخبز الذي يقدم لطلاب المدينة يحتوي علي قطع من الزجاج أو الخشب أو بعض الحشرات والسوس برغم صنعه داخل مخبز تابع للجامعة. يضيف فتحي حشيش أمين لجنة الإسكان باتحاد طلاب المدن الجامعية بأن معظم المدن الجامعية بالاسكندرية تم بناؤها في بداية الخمسينيات وبالرغم من ذلك إلا أنها لم تلتق الصيانة اللازمة سوي الناحية الظاهرية فقط مشيراً إلي أن من أكبر المشكلات التي تواجه طلاب المدينة هي مواسير الصرف المتهالكة ودورات المياه التي تعاني من الاهمال ودوام انسداد الأحواض بها بالإضافة إلي تهالك الكثير من الأبنية التي تهدد حياة الطلاب الذين يقيمون بها وبرغم الكثير من الشكاوي التي تقدم بها الاتحاد للإدارة إلا أنها لم تحرك ساكنا. يضيف محمود عبدالقوي أحد الطلاب المغتربين بمدينة سموحة الجامعية بأن المدينة تعاني مشكلات عديدة منها إضرابات عمال المطاعم عن العمل مما يدفع الإدارة إلي توفير علب التونة كبديل للوجبات والتي تكون في أغلب الأحيان منتهية الصلاحية بالإضافة إلي سوء أبواب الغرف أو الطرقات مما يجعلها تسبب أصواتاً مزعجة للطلاب خاصة أثناء وجود الرياح فضلا عن انعدام طفايات الحريق بجميع مباني المدينة بالإضافة إلي تراكم القمامة لأكثر من ثلاثة أيام مما ادي إلي كثرة الحشرات والذباب والناموس داخل المدينة. تشكو صابرين يوسف إحدي المغتربات من محافظة كفر الشيخ من تهالك الاثاث من الأسرة أو المكاتب بالإضافة إلي ضيق مساحات الغرف بالمدينة التي تسكن بها الطالبات برغم من أن مساحتها لا تتعدي الستة أمتار بالإضافة إلي تهالك الأبنية وعدم توفير الصيانة اللازمة لها. مشيرة إلي أن مشكلة التغذية تتلخص في عدم الاهتمام بالنظافة مما يتسبب في وجود الحشرات بكميات كبيرة داخل مطاعم المدن الجامعية. تضيف شيماء محمد الشيخ طالبة مغتربة بكلية العلوم بأن الخدمات بالمدينة تكاد تكون منعدمة فأكثر المشكلات التي تواجه الطالبات هي أزمة تكرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر خاصة خلال أيام الامتحانات التي نحتاج فيها إلي السهر للمذاكرة مشيراً إلي كثرة انقطاع التيار الكهربي بالمدينة لأكثر من ساعة يومياً بالإضافة إلي عدم وصول المياه إلي حمامات الدور الثالث بالمدينة. يقول رفعت خطاب مدير عام المدن الجامعية التابعة لجامعة الإسكندرية إن اختيار الجامعة لموردي السلع الغذائية تتم عن طريق مناقصة عامة بعد تحديد الجامعة المواصفات المطلوبة لهذه الأغذية مؤكداً علي أنها تكون مواصفات عالية الجودة تساوي السلع التي يتم تصديرها مشيراً بأن الموازنة الأخيرة التي تم اعتمادها بالجامعة تجاوزت ال 25 مليون جنيه مقابل الأغذية المخصصة للمدن الجامعية بالإسكندرية. أضاف خطاب أنه توجد لجنة استلام من الموردين من حقها عدم قبول السلع وتغريم المورد في حالة عدم يقينها من سلامة الأغذية أو أنها تكون غير مطابقة للمواصفات المطلوبة. وبالنسبة للخبز أكد بأن الجامعة قامت بمخاطبة وزارة التموين والتجارة الداخلية والتي خصصت لمخبز الجامعة 30 جوالاً يومياً لصناعة مايقرب من 34 ألف رغيف يومياً لسد حاجة طلاب وطالبات المدن الجامعية بالاسكندرية مشيراً بأن وزارة التموين هي المتحكم في جودة رغيف الخبز وأكبر دليل علي ذلك هو تحسن مستوي الرغيف بمجرد تفعيل المنظومة الجديدة للدقيق وتحسين جودته. يشكو يوسف عبدالعال رئيس قطاع التغذية بمدينة الطالبات من النقص الواضح في عدد العمال وكثرة عدد المشرفين والذي يؤثر بالسلب علي جودة الأطعمة والنظافة بشكل عام في المدن الجامعية وذلك بعد أن قام معظم عمال المدينة بحصولهم علي شهادات الثانوية وتسوية درجاتهم الوظيفية من عمال إلي موظفين. وعن تهالك مباني المدينة أكد بأن ميزانية الجامعية التي كانت مخصصة لصيانة الأبنية ضاعت في زيادة مرتبات العاملين بعد الاحتجاجات والإضرابات التي حدثت بعد الثورة.