تعتبر المدن الجامعية من أهم قطاعات الرعاية لطلاب الجامعة اجتماعيًا و صحيًا وعلميًا وثقافيًا و رياضيا فهى توفر حياة جامعية متكاملة لأبنائها الطلاب ولا سيما المغتربين عن أسرهم فالمدن الجامعية هى الوسط الاجتماعى الملائم والمناسب للطالب الجامعى الذى من المفترض أن تكون عليه المدن الجامعية ولكن الواقع غير ذلك ومخالف تماما لما يقوله المسئولون. تتكون المدن الجامعية بالمنوفية من مدينتين للطلاب بمدينة شبين الكوم الأولى تسمى بمدينة التربية والأخرى مدينة الزراعة وتحتوى كل مدينة على عدة مبان إضافة إلى المدينة الجامعية بمدينة السادات والتى تعتبر أول مدينة تفجر قضية تدنى مستوى المدن الجامعية وسوء التغذية والنظافة بها عندما قامت أكثر من ألف طالبة بالاعتصام أمام المدينة اعتراضا على سوء المعاملة والخدمة وعدم توافر أى خدمات داخل المدينة مؤكدين أن الطعام الفاسد والمياه الملوثة والغياب التام للنظافة والأمن هما شعار المدينة الجامعية بالمنوفية. ومن قبلهم نظم نحو 200 طالب بالمدينة الجامعية من كلية الهندسة جامعة المنوفية أواخر العام الماضى إضراب مفتوح عن الطعام اعتراضا على سوء إدارة المدينة الجامعية وتهديد عدد من الطلاب بالفصل لرفعهم عددا من المطالب لإدارة المدينة الجامعية والتى كانت تتمثل فى زيادة كمية الطعام وجودته، بالإضافة لحل مشكلة المياه فى الأدوار العليا بمبانى المدينة وتشغيل وسوء معاملة عدد من المشرفات لبعض الطالبات والتجاوز عن مخالفاتهن نظير مبالغ مالية. وتسببت قلة أفراد الأمن فى حالة عدم الاطمئنان بالنسبة للطالبات من ساكنات المدن الجامعية وزيادة تعرضهن للمعاكسات والتحرش يوميا، خاصة أن مدينة السادات مجتمع جديد وتعداد سكانها قليل وانتشار حالات الانفلات الأمنى فيما بعد ثورة 25 يناير. ومن ناحية أخرى قامت إدارة المدن الجامعية باتخاذ قرار بتخفيض كثافة الطلاب بغرف المدن من 6 طلاب بالغرفة الواحدة إلى 4 طلاب فى إطار توفير المزيد من الرعاية المناسبة للطلاب حيث تقوم لجنة الإسكان بكل مدينة تباشر أعمال الصيانة اللازمة للمرافق من كهرباء وأعمال صحية والاهتمام بالنظافة العامة للمدن على مدار اليوم . واتخذت قرارا آخر بتشكيل لجنة عليا لفحص جميع الأغذية الواردة لإدارة المدن الجامعية بالمنوفية قبل طهيها وتقديمها للطلاب بمطاعم الجامعة لضمان اتباع إجراءات السلامة الغذائية بإشراف لجنة من الأطباء البيطريين وأخصائى التغذية فى حضور لجنة من الطلاب تشارك فى عضوية اللجنة العامة المشرفة على المدن الجامعية وكل هذا من أجل تفادى حدوث كارثة أخرى مثل حادث المدينة الجامعية بالأزهر . وأكد الطلاب عدم رضاهم عن أحوال المدينة الجامعية بشبين الكوم وقال أحد الطلبة أن هناك حالة من الإهمال الجسيم داخل المدينة ولا يوجد احترام لآدمية الطلاب وأن قرارات الإصلاح المزعومة ما هى إلا حبر على ورق لافتا إلى أن المياه لا تصلح للشرب ولا يوجد بالمدينة غلا حنفية واحدة فقط هى التى تعمل وتخدم المدينة بأكملها، مضيفا أنه لا يوجد اهتمام بالنظافة سواء فى طرقات المدينة او السلالم أو حمامات الطوابق. وفى نفس الإطار قال الطالب سمير عبد القادر، إن أهم مشكلة بالمدينة الجامعية هى سوء حالة الطعام بالرغم مما حدث فى جامعة الأزهر من تسمم الطلاب مما يضطر بعض الشباب إلى الأكل بالخارج وان الشىء الوحيد الذى تغير بعد حادث الأزهر هو الخبز فقط . وأشار إلى أن مشكلة الأمن داخل المدينة أصبحت كارثية فى ظل عدم توافر عناصر الأمن والإشراف على الكافية لمنع أى تجاوزات مؤكدًا انتشار المخدرات والأسلحة النارية والبيضاء بين الطلبة وظهورها جهرًا بين الطلاب أثناء المشاجرات مما يدق ناقوس الخطر على حالة المدن الجامعية فى مصر. وفى نفس السياق قالت غحدى الطالبات، إن المشكلة الأكبر فى الجامعات هى جعل السكن بالمدينة الجامعية مرتبطا بالتقدير حيث لا يسكن المدينة فى الفرقة الثانية غير الحاصلين على تقدير جيد وهناك بعض الكليات الدراسة بها صعبة جدا والحصول على تقدير جيد يكون أصعب إلى جانب أن بعض الطالبات ترسب ببعض المواد ويكون حرمانها من المدينة وهناك أخريات لا يستحققن السكن بالمدينة مطالبة بإلغاء السكن بالتقدير ومراعاة ظروف الطالبات.