الدوري وحشنا.. ومباريات الكرة بعدت عنا.. توقفت المسابقة بسبب الأحداث الأخيرة.. اقتربنا من الشهر ولا كلام في مصر إلا عن الثورة.. ثورة الشباب ونتائجها الباهرة.. الثورة التي فجرت الطاقات.. وغيرت الأفكار وأبصرت العقول.. وأهم ما أفرزته وصنعته ثورة الشباب هي الثقة في النفس والأمان في الأرض والشجاعة في القول.. ثم المهم والأهم هو ترسيخ مبدأ حب الوطن .. لذا فإني اسمع اليوم أنيناً مكتوماً ونداء في داخل القلوب.. وسؤال يتردد لماذا لا تعود مباريات كرة القدم ويستأنف الدوري وتعج الأندية بالمباريات وتمتليء المدرجات بالمشجعين بعد ان نضج الجميع.. فلا خوف من شغب الجماهير ولا خوف من أخطاء الحكام وخشية من اعتراض اللاعبين. الكل متعطش لمشاهدة المباريات تحت شعار كلنا نحب مصر .. ومن أجل مصر سوف نتسامح ونغفر ونصون الملاعب ونحمي المدرجات. وإذا كان قرار عودة المباريات في أيدي مجلس الوزراء كما قال لي المهندس حسن صقر فإني أطمئنه وأطمئنهم بأن استئتاف الدوري وعودة المباريات بعد 25 يناير سيكون مختلفاً لأن ثورة الشباب أزالت الخوف.. والغل والحقد من القلوب وأذابت الفوارق بين الناس وأكدت علي المواطنة وحب الوطن. والآن واليوم قبل الغد أنسب وقت لعودة المباريات ولن يكون ذلك ملهاة للشعب كما يتصور البعض ولكن استئناف المباريات سيكون جائزة ثورة قضت علي الفساد والظلم.. وسيكون تأكيد الثقة الجماهير وحبها لهذه الثورة بعد ان عرف كل منا حقه .. وواجبه. فالمواطن الذي حمي بيته وشارعه وحيه من البلطجية قادر علي حماية الملاعب والمدرجات ويرتضي الشغب والاعتراض لأنه أدرك ان هناك ثورة شباب علمتنا كيف نحب مصر.. ونصونها ونعطي كل ذي حق حقه.. وقد يسأل سائل لماذا تعود المباريات ولماذا الإلحاح علي ذلك.. وأجيب.. أمامنا ارتباطات كروية كثيرة أمامنا تصفيات بطولة الأمم الأفريقية .. أمامنا مباريات الأندية الأفريقية المشارك فيها أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي والحرس .. أمامنا بطولة افريقيا للشباب في ليبيا في شهر مارس.. أمامنا الاستعداد للدورة الأوليمبية للمنتخب الأوليمبي. ولعله بعد ان اعترف العالم كله العدو قبل الصديق.. والغريب قبل الشقيق بقوة هذا الشعب وقدرته علي التحول في أسرع وقت وإعادة الحياة في بلده قبل شهر واحد قادر علي الاستمرار في الحفاظ علي منشآته ومرافقه.. وقادر علي استعادة الحياة في جميع توابعها ومنها معشوقته كرة القدم.. فلا تخافوا وانطلقوا.