* سيدتي: صدقيني إذا قلت لك إن مشكلتي ليست صغيرة.. فبقدر هذا الصغر فهي مهمة جداً بالنسبة لإنقاذ حياتي.. نعم أخشي أن أقبر في مقبرة الزواج بدلاً من أن أنهل من شهد السعادة التي أسمع عنها.. عندما يكون الزوجان متحابين. عمري 19 عاماً.. دبلوم تجارة.. خُطبت لابن خالتي مدرس لغة عربية.. لكنه لا يعمل مدرساً. بل يعمل في مجال المقاولات.. شعوري تجاهه لا يختلف عن شعوري نحو أخي.. لكن أسرتي وافقت عليه.. وقالوا سوف تحبينه بعد الزواج.. خاصة أنه يحبني.. هكذا قالوا.. فوافقت ووجدت هذا الحب الذي يزعمونه غير موجود.. فهو لا يتصل بي ولا يخرج معي عندما يزورنا.. فهو يحمل ملامح ابن الصعيد الجامدة.. يبتسم قليلاً.. مادي جداً.. أشعر أنه مختلف عما حلمت به كشريك لحياتي.. حاولت تغيير الوضع.. جاءت النتيجة دون فائدة.. ماذا أفعل وزواجي بعد شهر.. هل أتزوجه وأعاني قساوته وجفاف مشاعره.. وإن كنت ألمح في عينيه غير ما يبديه لكنه لا ينطق به... بالله عليك ماذا أفعل قبل أن أصبح أسيرة في بيت لا يقوم إلا علي المادة؟! **عزيزتي: المودة هي النار التي تصهر الزوجين ببوتقتها.. لتجعل منهما روحاً واحدة. يتقاسمان السراء والضراء.. ولولا هذا الخيط الرفيع من المودة والاحترام مادامت علاقات زوجية كثيرة.. لكن يا عزيزتي هناك بعض الأمور لعلك لا تدركيها وإن كنت قد أشرت إليها منها البيئة المختلفة التي نشأ فيها خطيبك كابن تربي في أحضان الصعيد.. والرجل الشرقي يكن العواطف الجياشة تجاه محبوبته لكنه يخجل من بثها إليها.. فما بالك بمن تربي تربية جامدة صارمة.. هناك أطر محددة لملامح الرجال لا يجب أن يخرج عليها.. وعندها يكون الحب تصرفاً أكثر منه قولاً.. وهذا ما تشي به عيناه التي تحدثت عنها بأنك ترين بهما ما تتمنيه.. نعم هو يحبك ولكنه منتظر حتي تصبحين حليلته. فالخطبة ليست زواجاً. وهو يعرف هذا بحكم التقاليد التي نشأ عليها.. وأيضاً لأنك ابنة خالته فلن ينتهك تلك العلاقة بكلمات قد يخجل منها فيما لو حدث شيء ولم تتم الزيجة.. لذلك أقول لك لو أنك لا تعترضين علي شيء في شخصيته.. كالدين والأخلاق.. فلا تخسريه.. فهو محب لكن من خلال الأطر التي حدثتك عنها.. وكونه لا يخرج معك ولا يتصل كثيراً. فهذا شرحته لك.. تبقي مسألة أنه مادي.. هذه أيضاً يجب أن يكون لها حدود.. بمعني لو كان بخيلاً.. أو شحيحاً فمن حقك الرفض لأن التعامل مع الرجل البخيل صعب جداً. أما إن كان يتحدث عن مكسبه وخسارته.. فهذا شيء طبيعي أن يشركك في حياته.. كلمة أخيرة يا عزيزتي.. السعادة تصنعها المرأة بذكائها وحنانها.. فهلا مددت له يد العون حتي تصنعا معاً بيتاً سعيداً تنهلا من شهده ولا تنتظري دائماً أن يقدم لك كل شيء.. فلقد بادر واقترن بك في علاقة شرعية.. فهيا بادري بزرع حديقة حياتك بالمودة التي يتولد عنها الحب والسعادة.. فكري جيداً قبل أن تخسري عريساً سوف يكون لك السكن والصديق.. واعلمي أن حب الكلمات لا يدوم.. وإن لم تجدي ما يسعد قلبك ويدفعك نحوه فلا داع للمغامرة بحياتك.. وسأنتظر ردك. وربما تقولين لي قد تزوجنا.. فمبروك مقدماً. *** همسات: الصديقتان.. وفاء وأمل نعم الموعد مازال قائماً.. فأهلاً بكما وتحياتي.