«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قسوة وجفاء أهلي خلوني أحترف الحب
نشر في بص وطل يوم 14 - 11 - 2012

منذ صغري أحس نفسي غريبة الأطوار خجولة جدا، عانيت السخرية من قبل أهلي وكانوا بيقولوا لي إنتي معقدة جامد قوي، لحد ما بدأت أحس نفسي بالفعل غريبة، كان همّي الدراسة والبعد عن المحرمات وشايلة هم أهلي، عشان كده كنت بابعد عن صحباتي كمان عشان ماروحش أرتكب حاجة حرام من علاقة محرمة.
وماما دايما بتعاملني بقسوة بس بابا بيعوضني من ساعة ما كنت صغيرة عندي فراغ عاطفي جامد جدا، وكان عندي لدغة في لساني صرت ماتكلمش كتير عشان ماحدش يضحك عليّ، وأختي اللي أكبر مني حلوة أكتر مني وكلهم كانوا يقارنوني بيها ويضحكوا عليّ، وده خلاني أبتعد عن التجمعات الاجتماعية..
وكمان لما كان عمري 5 سنين حصل لي تحرش من أحد محارمي، وكان بيمارس ده أكتر من مرة وخبيت عن أهلي، ولما وصل عمري 20 سنة راح بابا -أعز ناسي- اتحرش فيني بس بشكل خفيف..
تحملت وصبرت 4 سنين وبسبب ذلك تركت أعز صديقاتي وبعدت عنها لأني كنت أعاني ضغوط نفسية ومادية، ومن بعدها في يوم من الأيام كنت مقهورة من بابا إنه يستغل واحدة بنت برئية.. لقيت رسالة خاصة من منتدى علمي فتحتها فكان شاب عرض عليّ وظيفة، والله ما راح بالي للتعارف ولا غيره رحت أكلمه عن وظيفة وبس.
لكن بعد فترة صار يكلمني وصرت أكلمه، كنت بالاقي فيه حنان ودلع وأمان، كان رجل يعني لي كتير عشقته وما زلت أعشقه وكنت أترجاه إنه لا يبعد عني، بس هو كان متزوج وتركني وكانت صدمة أخرى قوية رابع رجل يضحك عليّ، اتنين من محارمي وأنا صغيرة وواحد وأنا كبيرة ومن حبيبي اللي ضحك عليّ..
بعدها مرضت مرضا شديدا وارتكبت غلطة أخرى، كتبت مشكلتي في منتدى فوجدت شابا عرض عليّ أنه أخصائي نفسي ويساعدني وصدقته وجلست أفضفض له كأنه طبيبي، وبالفعل ارتحت الحمد لله أخبرته عن كل شيء فأصبح بمثابة صديق وأخ وطبيب، ولكن الكارثة الكبرى أنه أحبني رغم ظروفي؛ ابتعدت عنه كثيرا ولكنه أحبني وكان يشفق على حالي، وأعجب فيني بعد ترك حبيبي الأولاني لي وجفاء أهلي كل ده تعويضه لاقيته في هذا الرجل.
كنت ألمح له أن يتزوجني بعد أن صرت أعشقه وأحن إليه وبدأت أطالبه بالزواج صار يتهرب، الصدمة المرة دي كانت صعبة وكنت باسكت لأن القلب لساه مجروح جرح على جرح، ومن بعدها قررت إني أتزوج، جاني خاطب من معارف بابا ولكنني رفضت لأني أكره جماعتي وأكره أقاربي ومعارف بابا، لأني شفت منهم أشياء ما تنشاف وسجلت في مواقع زواج والحمد لله كنت قوية..
ولم أعط لأحد فرصة إلا شاب مثقف وغني حلف إنه جاد وعجبني جدا، وارتحت معاه، وأهم من كده صرت إنسانة مادية، فكرت أخرج نفسي من دي المشاكل وأتزوجه، طيب مو طيب مش مهم.. المهم إني أتزوجه في النهاية.
واكتشفت إنه إنسان جنسي لأبعد الحدود لكنه جاد، وأنا عشان ما أفقده وأخرج من مشاكلي صرت ألبي كل طلباته، فكان يكلمني كلام جنسي بحجة إنه يعلمني لأني خطيبته وأصبحت أتجرأ معاه بس عشان ما أخسره، وكان هدفي الزواج لكي أخرج من المشاكل اللي أنا فيها وأستر على نفسي بالحلال.
وبعد ما كلمت أهلي إنه ييجي يخطبني مرض مرضا شديدا وبعدها تعافى ولكن ما زال في العلاج، ورجع وأخبرني بأنه ما زال صادق معي ولكنني أتهرب منه لأني أشعر أنه جنسي فقط لا غير، وأنه له زوجة سابقة طليقته ما زال يواصلها ولكنه لا يريد أن يعترف، وعندما أسأله لا يرد!
ماذا أفعل؟ هل أوافق عليه رغم أني مترددة لكي أخرج نفسي من ظروفي هذه؟ علما بأن أهلي الآن الحمد لله أصبحوا أفضل من الأول من حسن التعامل و... إلخ، ووالدي يحبني كثيرا الحمد لله ويلبي كل طلباتي ويخاف عليّ بس أنا فقدت الثقة؛ كيف أنسى الماضي؟ أصبحت جريئة نوعا ما، فبدل ما كنت خجولة وبريئة أصبحت بكل سهولة أرد على أي شاب من موقع زواج بغرض الزواج وأنا أعلم أنه كاذب، وبعد هذا كله ندمانة.
أحيانا تجيني حالات أنسى عقلي والله وأفقد صوابي وأصبح زي المجنونة؛ أتصل على أي واحد من اللي في حياتي وضميري يأنبني جدا، صحيح أنا الحمد لله ابتعدت عنهم كلهم بس أي لحظة أضعف وأنسى عقلي وأروح أكلم أي واحد فيهم، بعدين أندم ندما شديدا..
كيف أعالج حالتي وكيف أستقر وأتغلب على الرغبة العاطفية الشديدة والجنسية التي أصبحت تجيني من بعد ما الشاب اللي كان يبغي يتزوجني علّمني؟ هل مواقع الزواج صادقة أم كاذبة؟ هل أواصل البحث عن شريك حياتي عن طريق المواقع أم لا جدوى من ذلك؟
أنا الآن ندمانة وأشعر بالقهر عندما يكون أقاربي حولي ويمسكوا عليّ أني لم أتزوج إلى الآن، وهم لا يعلمون لماذا أتهرب من الزواج وما الذي أعاني منه وما ظروفي.
أكره الرجال لأن الرجال أنانيين تافهين جنسيين فقط لا غير.. أحلم وهمّي حاجتين:
1- أريد أن أجمع مال كثير لكي لا أحتاج إلى أي رجل في الدنيا، ويكون لي بيت خاص فيني فلا أريد أن أعتمد لا على أهلي ولا على زوجي، ورغبتي العاطفية والجنسية أشبعها بأي رجل بالحلال بس باختياري أتزوجه متى شئت وأطلقه متى شئت، فأهلي يقولوا لي ده مو بيتك والزوج يقول ده بيتي وفي أي لحظة يقدر يطلقني وروحي بيت أبوكي أجل أنا مالي بيت! وعشان كده يحقروا المرأة ويهينوها ويظلموها ويستخدموها لأنفسهم لا غير لأنها ضعيفة ولأنها محتاجة لرجل.
2- أحلم برجل حنون مثقف خلوق طيب متدين يحبني ويحب روحي قبل جسدي لا يفارقني أبدا، يدلعني كريم ينفق عليّ ويعاملني بطيبة وحنية من غير قسوة ولا تشديد، يحترمني ويعزني ويقدرني لا يظلمني ولا يضحك عليّ ولا يخونني..
أنا مقهورة جدا وأحس بحرقة قلبي، في صغري استخدموني ورموني وراحوا اتزوجوا، بابا ضايقني ويحب زوجته (ماما)، وحبيبي حبني اتسلى فيني ولكنه تركني عشان زوجته، والرجل الطيب اللي وعدني بس بعد عني وفي أي وقت يتزوج واحدة غيري اللي فكرت فيه إني أتزوج رجل عنده زوجة سابقة ربما يرجع لها في أي وقت..
أنا ما عندي رجل يخاف عليّ ويحميني ويترك أحد عشاني، كلهم أخدوني تسلية ورموني، كلهم يبغوا يتسلوا فيني ويستغلوا برائتي وطيبتي وضعفي، وأنا عشان ظروفي ومشاكلي أضعف وكل مرة أتوهم إنه يمكن ده يتزوجني ويكون حبيبي الحقيقي.
المشكلة إنه شهادتي ومجال عملي مختلط، فاتهرب من الشغل عشان ما فيني أتحمل مضايقات واستغلالية رجال تانيين، بس أظل في البيت لوحدي كمان ده مو حلو، ومحتاجة إلى فلوس أحيانا، وكمان أهلي وبالذات أمي تعايرني إني جالسة في البيت عاطلة بس أفتكر رجال بره وقلة حيائهم أنقهر.
أصبحت مادية أبغى مادة فقط، العاطفة أنهيتها من قلبي، مع أم فاشلة ومعاملة قاسية وأب ضيعني، وصحباتي تركوني، أحيانا لأتفه سبب يثار غضبي بس إن ماحدش حاسس فيني ظلم قهر خداع، نفسي في أسرع وقت أموت وأدخل الجنة وبس وأرتاح، أرجو مساعدتكم لعل إجابتكم تغيّر تفكيري.

pinkshort


صديقتي العزيزة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما تحدثتي فيه ليس بأمر غريب بل هو أمر متكرر ويقع فيه كثير من البنات اللاتي تعرضن للشعور بالقهر أو الخديعة، فيؤدي ذلك إلى تنشيط مشاعر الضعف وقلة الحيلة التي تتربى عليها الأنثى.. فهي في بيت الأسرة قد تكون مقهورة ولا تتربى مثل الذكور، فهناك الكثير من الممنوعات من الخروج والأصحاب.. إلخ، مما يعني تقييد الحرية، وتتفاوت الأسر في هذا السلوك التربوي فهناك من يفرطون في الشدة بحيث يتضخم شعور قلة الحيلة لدى البنت وما أن تسير في مراحل النمو والتطور الطبيعي..
ثم تبدأ العاطفة تجرّها إلى الجنس الآخر في مرحلة المراهقة وما تلاها، حتى يحدث نوع من الصراع بين الرغبة في الارتباط بالآخر، والخوف من القهر الذي لا يعوضه إلا شعور البنت بالاستقلال المادي، الذي يجعلها تشعر بأنها قادرة على الاستغناء عن الآخر في أي وقت، فهي تستطيع أن تتحمل مسئولية نفسها..
وفي الغالب تكون هذه الصراعات كامنة ولا تظهر على السطح وغالبا ما يتحقق الاتزان بين الميل الفطري للارتباط بالآخر والرغبة في الشعور بالاستقلالية.. لكن ماذا حدث معك؟ في واقع الأمر تعرضك للتحرش من محارمك في طفولتك مع قسوة الأم أدى إلى تضخم الشعور بالضعف الأنثوي وقلة الحيلة.. وكاد يسقطك فيما نسميه بالعبث العاطفي والذي قد يؤدي إلى العبث الجنسي فيما بعد، لولا أن لك ضميرا يقظا يخشى الله ويبعدك عن المحرمات..
فما هو العبث العاطفي الذي كدت أن تقعين فيه؟ وكيف أبعدك ضميرك عن ذلك؟ العبث العاطفي ظهر في وقوعك في علاقة عاطفية من خلال المنتدى الذي عرض عليك أحد الأشخاص من خلاله فرصة العمل.. حقيقة لم يكن ببالك وقتها التعارف لكن استطاع أن يوقعك في حبه لأنك باحثة عن الدفء العاطفي، وتعمّقت علاقتك معه وأطلقت العنان لعاطفتك حتى أنك وصفت شعورك تجاهه بالعشق، وكذلك الآخر الذي أخبرك أنه أخصائي نفسي فبحتِ له بمكنون نفسك وفضفضت بلا قيود..
وهذا هو العبث العاطفي أن يجرنا الحرمان العاطفي لأن نتوهم أن أي شخص اقترب منا أصبح الحبيب الذي ليس له مثيل، وأنه من سيعوضنا عما فاتنا وأنه من سينقذنا مما نحن عليه من الألم والحرمان، وقد تتكرر الصورة وتعيد نفسها وفي كل مرة يحدث المحظور وتظهر الحقيقة وتنتهي العلاقة مع ما تخلفه من الحزن والألم..
لكنك أفقت بفعل ضميرك اليقظ ووجّهك تفكيرك إلى أن الزواج هو المخرج الوحيد من كل هذه الآلام، وهذا تفكير صائب ولا يشوبه إلا أن يكون مجرد رد فعل انفعالي خالي من التروي والحكمة، فالزواج حياة وأسرة ومسئولية وينبغي ألا يكون قرارا انفعاليا، كما أن قرار الزواج لديك اصطدم بمشاعر قلة الحيلة التي حدثتك عنها، فما كان منك إلا أن تفعلي ما نطلق عليه في علم النفس بتكوين رد الفعل المعاكس أو المضاد، وهو محاولة لا شعورية لأن توهمي نفسك بأنك لا تبحثين عن العاطفة وأنك أصبحت مادية وأنهيت العاطفة من قلبك، وهذا خطأ ووهم كبير.. فما الحل إذن؟
الحل يا عزيزتي يكمن في إعادة ترتيب الأفكار، فأنتِ تفكرين بشكل جيد لكنك لا تستطيعين ترتيب أفكارك، فمتى قمنا بترتيب الأفكار نستطيع أن نخلق التوازن بإذن الله بين العاطفة والرغبات الجنسية الطبيعية والاستقلالية والشعور بالقوة وقهر مشاعر قلة الحيلة التي تتربى عليها الأنثى.. فكيف ترتبين أفكارك إذن؟
حدثي نفسك كما يلي:
1- لقد عانيت في طفولتي كثيرا من قسوة الأم وتحرش المحارم وأشعر بأنني أفتقد الكثير من مشاعر الحب والدفء الأسري.. هذا أمر الله وقضاؤه، ولكنني اجتزت ذلك وأنهيت تعليمي وأستطيع أن أعمل وأحقق الكثير من الإنجازات في حياتي.
2- عاطفتي ورغباتي تتأجج بين الحين والحين.. هذا أمر طبيعي ربما أكون مفرطة في مشاعري وأبحث عن الحب والرومانسية وهذا ليس عيبا.. لكن يجب أن أروّض مشاعري حتى تجد القناة الشرعية لتصريفها، فأنا أتجنب المحرمات وأخشى الله.
3- لن أقتل عاطفتي، فمن يعطيه الله طفلا ينهكه لا يقتله بل يهذبه.. إذن سأهذب مشاعري.. لن يقودني قلبي للوقوع في مشاعر حب قد تكون مزيّفة، فلن أسمح لأحد أن يضحك على عقلي بكلمات من الإعجاب.. وإذا شعرت بأنني سأقع في الحب أستطيع أن أمسك زمام نفسي ولا أفرّط في الحديث مع أي شخص عن حياتى الشخصية.. تذكري أن غموض المرأة يزيد من جاذبيتها.
4- لقد اعترفت بعاطفتي وأنني رومانسية.. لكنني أخشى من المستقبل وأن يتحكم فيّ رجل ويقهرني.. إذن لا بد أن يكون لي كياني وعملي ومصدر دخلي، وهذا لا يعني أنني سأضع نصب عيني طوال الوقت أن الرجال خائنون وليس لهم أمان، ولكن أفعل ذلك من أجل ثقتي بنفسي.. تذكري أن أحد مقومات نجاح الزوجة في حياتها أن يكون لها كيان وثقة بنفسها تستمدها من شعورها بأنها قادرة على إدارة شئون ذاتها.
والآن.. ما دمت تفكرين بالزواج فتعلمي كيف يكون الاختيار.. ولقد ذكرت جملة أعتقد أنها تلخص ما تريدين من شريك الحياة.. (أحلم برجل حنون مثقف خلوق طيب متدين يحبني ويحب روحي قبل جسدي لا يفارقني أبدا، يدلّعني كريم ينفق عليّ يعاملني بطيبة وحنيّة من غير قسوة ولا تشديد، يحترمني يعزني يقدرني لا يظلمني ولا يضحك عليّ ولا يخونني).
إذن أنتِ تعرفين جيدا ماذا تريدين من الزوج المنتظر.. حقيقة بعض الأمور في الزواج لا يكون حسابها بالمسطرة، لأن القبول يحدث بأمر الله، لكن لا بد من وضع خطوط عريضة لو نقص إحداها أعتقد أن السعادة لن تتحقق.. ومن أهم هذه الخطوط العريضة أن يعي الطرفان أن الزواج علاقة عاطفية قائمة على المودة وليست على الجوانب الحسية فقط، فمن تحدثتي عنه وأنه لا يفكر إلا بالجنس بهذا الشكل أعتقد أنه أحادي النظرة ولا يعرف الكثير عن مقومات السعادة في الحياة الزوجية، لكن لا بأس أن تعرفي أكثر عن باقي صفاته واهتماماته.. لكنك ذكرت أنه مطلّق ولا يعترف بذلك ولا يصح أن نبدأ الحياة بالخداع..
والآن أعتقد أنك لو استطعت أن تحدثي نفسك بصدق في كل ما سبق تستطيعين النزول للعمل وأنت واثقة من نفسك وواثقة من أن أحدا لا يستطيع استغلالك أو مضايقتك.. أعتقد أن عملك الآن وبناء مستقبلك المادي سيساعدك كثيرا في اجتياز مشكلتك فلا تتردي.. واطمئني إلى أن الله يحفظ لك رزقك في زوج تحلمين به ما دامت مخافة الله تحول بينك وبين المعاصي.. وفقك الله.

لو عايز تفضفض لنا دوس هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.