الغضب يتفجر في كل مكان وقطار العصيان يمتد من محافظة إلي أخري والذي لا يري من الغربال أعمي حقيقة ولا يمكن أبدا أن نتجاهل الربط بين ما يحدث الآن في مصر من بورسعيد إلي المنصورة إلي المحلة إلي التحرير إلي الاسكندرية والله أعلم إلي أين اليوم أو غدا لا يمكن تجاهل الربط بين ذلك وبين دعوة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد جورج دبليو بوش "سفاح العراق" حول الفوضي الخلاقة فهي فوضي عندنا وخلاقة عندهم. كما لا يمكن أن نفصل ذلك عن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تري فيه الولاياتالمتحدة انه الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي والذي يخطط لانصهار الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي وذلك بعد إعادة توزيع خريطة المنطقة بنفس فكر الاحتلال قبل الحرب العالمية الثانية وتقسيم التورتة بين الكبار وتحريك العبيد "الشرق أوسطيين" بخيوط عرائس الماريونيت. لن أصدق أبدا ان هذا الفكر الاستعماري يريد الخير لبلادنا في الوطن العربي وإلا لمن سيبيعون أسلحتهم التي يجربونها فينا أولا ولا فرق في ذلك بين بوش الأبيض وأوباما الأسود. فالفكر أسود في الحالتين ومن نسي أو يتناسي عليه مراجعة تصريحات أوباما التي كان يتباهي فيها بأنه أسقط النظام الليبي برئاسة العقيد معمر القذافي دون إنزال جندي أمريكي واحد علي الأراضي الليبية وهو يخرج لسانه لسلفه بوش الذي ضحي بآلاف الجنود الأمريكيين في حرب امتدت لسنوات في العراق. فلماذا تضحي بدماء أمريكية غالية طالما تستطيع أن تصل إلي نفس النتيجة التخريبية بضغطة ذر. كتبت قبل ذلك وقلت ان السيناريو الليبي ونظيره السوري هو المقصود حدوثه في مصر التي تقف قواتها المسلحة القوية وأدامها الله علينا قوية دون تحقيق المخطط الشيطاني في الشرق الأوسط. حكمة المشير حسين طنطاوي ومن معه في المجلس العسكري وقت الثورة حالت دون الوقوع في مواجهات مسلحة بين الجيش والشعب وضرب أكبر مثال في الإخلاص للبلد عندما سلمها سلمية لإدارة مدنية بصرف النظر عن كون هذه الإدارة تمثل تيارا بعينه. قد يكون له مصالح خاصة يقدمها علي مصلحة الوطن. نحن الشعب نريد تفسيرا شفافا لما جري ويجري في بورسعيد من يريد نقل المعركة بين الشرطة والجيش المصريين بدلا من الجيش ضد الشعب كما كان مخططا قبل عامين؟ ومن هؤلاء الملثمون الذين يرتدون الشال الفلسطيني الذين أطلقوا النار علي الطرفين؟ نحن الشعب.. السلطة الأولي في البلاد.. ونريد أن نعرف.