كشفت صحيفة ذا صن، تفاصيل سقوط ليفربول أمام اليونايتد بهدفين لواحد في المباراة التي جمعتهمان ضمن قمة الدوري الإنجليزي، موضحة أنه رغم أن محمد صلاح لا يزال الهداف التاريخي لليفربول في مواجهاته أمام مانشستر يونايتد برصيد 16 هدفًا، إلا أن مستواه في المباراة الأخيرة لم يعكس ذلك السجل، حيث بدا بعيدًا عن فاعليته المعتادة رغم محاولته القوية على المرمى. وبينما لا يزال صلاح أحد أبرز نجوم الفريق، بات واضحًا أن مركزه داخل المنظومة الهجومية لم يعد محصنًا كما في السابق. في ظل بحث ليفربول عن هدف التعادل، قد يُعذر المدرب آرني سلوت لاعتماده المستمر على صلاح، حتى لو لم يكن في أفضل حالاته. تكررت مثل هذه الحالات سابقًا مع عدد من النجوم الذين جددوا عقودهم بشروط مالية ضخمة، لتُطرح بعد ذلك تساؤلات حول مدى الدافع والطموح لديهم بعد توقيع تلك الصفقات. ليفربول ضخ استثمارات كبيرة في خط الهجوم خلال المواسم الأخيرة، وربما أكثر مما ينبغي، ما أدى إلى تراجع الوضوح في أدوار اللاعبين وتسبب في بعض الارتباك التكتيكي. وفي هذا السياق، لم يعد صلاح اللاعب المحوري الذي تدور حوله كل التحركات الهجومية كما كان في السابق. مع تطور شكل الفريق ودخول أسماء جديدة في الخط الأمامي، تبدو الحاجة ملحة الآن لإيجاد توازن واستقرار في التشكيلة الهجومية، يضمن تحقيق الانسجام المطلوب واستعادة الفاعلية التي طالما ميّزت ليفربول. ولا ألكسندر إيزاك ، الذي فسح المجال قبل ذلك. أغلى لاعب كرة قدم في بريطانيا، لم يسجل سوى هدف واحد فقط في سبع مباريات، وأهدر فرصته في مواجهته المنفردة مع سين لامينز في الشوط الأول . تخلى إيزاك عن أبسط قواعد الاحتراف ليُعلن إضرابًا ويفرض انتقاله بقيمة 125 مليون جنيه إسترليني، لكن ذلك كلفه لياقته البدنية ووقت لعبه وأهدافه، كما كلف ليفربول نقاطًا. وقاد روبن أموريم فريقه مانشستر يونايتد إلى تحقيق مفاجأة كبرى بفوزه على ليفربول في أنفيلد يوم الأحد، في مباراة كانت مليئة بالتقلبات والتكتيكات المثيرة. عانى مانشستر يونايتد من بداية صعبة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يظهر أي تحسن ملحوظ في أدائهم إلا بعد فترة التوقف الدولي التي تخللت المباريات الأخيرة. ورغم عدم التفاؤل الكبير قبل اللقاء، خصوصًا وأن الفريق لم يحقق أي فوز في أنفيلد منذ يناير 2016، تمكن يونايتد من تحقيق انتصار مفاجئ بنتيجة 2-1 في مباراة مثيرة. تعددت الخيارات التكتيكية التي اتخذها أموريم في المباراة، رغم وجود بعض الجدل حول اختياراته. كان أبرزها دفعه بهاري ماجواير في التشكيلة الأساسية بعد غياب طويل، إلى جانب الاعتماد على كاسيميرو، الذي لعب 90 دقيقة مع منتخب البرازيل في مباراتي كوريا الجنوبية واليابان، بينما دخل ماتيوس كونيا بديلاً لبنجامين سيسكو. وكان استبعاد سيسكو، الذي سجل أهدافًا مؤخرًا، بمثابة مخاطرة خاصة أنه كان يقدم مستويات جيدة، إلا أن أموريم أصر على أن ذلك كان بهدف تجنب المواجهات الهوائية ضد فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي. على الرغم من هذا التغيير، قدم الفريق أداءً جيدًا في الشوط الأول وكان قريبًا من زيادة تقدمه في أكثر من مناسبة. قام كاسيميرو بدور محوري في وسط الملعب، بينما كان ماجواير في أفضل حالاته دفاعيًا وهجوميًا. ورغم بعض الأخطاء الدفاعية، أبرزها إسقاط ليني يورو، فإن ماجواير كان قادرًا على إدارة الموقف بشكل جيد. من جانب ليفربول، تعرض الفريق لانتقادات بسبب أخطاء دفاعية واضحة، أبرزها الخطأ الذي ارتكبه فان دايك في الهدف الأول الذي أحرزه أماد، حيث فشل في التعامل مع الكرة بشكل صحيح، مما منح مبيومو فرصة التسجيل. فان دايك، الذي كان من المفترض أن يقود الدفاع، أخطأ في تقدير العديد من المواقف، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على أداء الفريق. أما كودي جاكبو، فقد كان من بين اللاعبين البارزين في صفوف ليفربول، ونجح في تسجيل هدف التعادل لفريقه، وهو هدفه الرابع ضد مانشستر يونايتد. ومن المثير أن جاكبو كان واحدًا من الخيارات التي نظر فيها مدرب يونايتد السابق إريك تين هاج قبل أن يختار الفريق تعزيز صفوفه في مراكز أخرى. فيما يتعلق بالهجوم، كان محمد صلاح بعيدًا عن مستواه المعتاد، حيث أهدر فرصة سانحة للتسجيل، مما يعكس تراجعًا ملحوظًا في أدائه هذا الموسم. ومع أن صلاح لا يزال هداف الفريق ضد يونايتد، فإن أداءه الأخير أثار تساؤلات حول مدى قدرته على أن يكون الفاعل الرئيسي في هجوم الفريق. على الرغم من الانتقادات التي توجه إلى بعض لاعبي ليفربول، خصوصًا في الخطوط الدفاعية والهجومية، أظهر مانشستر يونايتد تطورًا ملموسًا تحت قيادة أموريم، الذي نجح في تطبيق خطة متوازنة سمحت لفريقه بالسيطرة على المباراة. بعد بداية موسم غير مثالية، بدأ يونايتد يظهر بصورة أفضل، وهو ما يعكس أهمية التغييرات التكتيكية التي أجراها المدرب.