صائد النساء!

* أصبحت وحيدة.. أخضع للعلاج النفسي لهذا وجدتني أسارع بالكتابة إليك فأنا لم أعد أشعر إلا بالتعاسة فقط!!
عمري 38 عاما.. متزوجة ولدي أطفال.. زوجي رجل ممتاز لاينقصه شئ.. كانت حياتي تسير معه هادئة سعيدة الي أن ظهر هذا الشيطان الآدمي.
نعم هو صديق زوجي في العمل وصديقي انا الاخري.. فكانت هناك قصة حب بيني وبينه وانتهت بزواجي وزواجه هو من اخري.. نجحت في حياتي وفشل هو مع ثلاث زوجات.
بعد ان طلق الزوجة الثالثة عاد يحوم حولي .. يتقرب الي يسمعني كلمات رقيقة ومعسولة مغلفة بالمخدر الذي يخدر الضمير مرة ومرات حتي استجيب له.
وتجددت العلاقة مع علمي انه متعدد العلاقات ويغرم بالنساء إلا انني عميت عن هذا ومع انبعاث الحب من جديد في قلبي.. انصرفت عن منزلي وأولادي شيئا فشيئا.. مكالماته اليومية التي تعودت عليها حتي ادمنته كما يدمن المخدر.. وفي ذروة العلاقة بيننا طالبني بأن اطلب الطلاق لنتزوج.. لكن عندما شرعت في تنفيذ ذلك بدأ يتهرب وبفظاظة.. قال لي : انت سيدة متزوجة.. عودي لزوجك.. رجوته الا يتركني هكذا فجأة وقلت له ان عليه الانتظار حتي اعتاد علي بعده مرة ثانية.. لكنه قطع معي كل شئ حتي الاتصال الهاتفي.
شعرت بالاهانة وتأكد لي أنه كان يعبث بعواطفي وانه لم يعد لانه تذكر.. فكرت في الانتقام منه ثم الانتحار.. لكنني فشلت فدعتني صديقتني المقربة للذهاب لطبيب نفساني وفعلا ذهبت وانا الان تحت اشرافه الطبي.. وايضا تركت عملي وعلاقتي بزوجي اصبحت سيئة وهو يكاد يجن ما الذي تغير في وجعلني حزينة مهمومة.. سيدتي اخشي أن انفلت من زمامي وانتحر ارجوك ساعديني.. وبلا قسوة أرجوك.
بدون توقيع
** لن أكون قاسية.. فيكفي ما أنت فيه من عقاب نفسي وقد يكون هذا العقاب أمضي من عقاب الاخرين.. وقد تكونين غير محتاجة لطبيب نفسي بقدر احتياجك لارادة قوية تطردين بها هذا النذل من حياتك وأن تندمي بقوة علي كل يوم قضيته في التفكير فيه أو في عواطفه المزيفة الخادعة.. وان كان هناك ضرورة للطبيب النفسي فأولي به هذا "الدون جوان" الحقير الذي يقتات علي موائد غيره.. فقد فشل في زيجاته الثلاث وهذا بالطبع لعيب فيه ولظنه انه يستطيع امتلاك كل النساء فكما تقولين انه مغرم بمطاردة النساء.
مثل هذا الرجل عادة تكون نهايته سريعة وحياته خربة وداخله مسكن للاشباح والحقد علي أي علاقة ناجحة.. ودائما ينظر لما في يد غيره ويظل يلهث كالكلب الذي لايشبع أبداً.. مثل هؤلاء هم من يحتاجون الطب النفسي.
ياصديقتي أظن أنه اراد ان يخرب حياتك لاأكثر فقد كنت سعيدة وناجحة ولديك اولاد وهذا يؤرقه كما يؤرق الشيطان عندما يجد الانسان علي صلة بربه.. هذا الشيطان الادمي سعي بمهارة الي اصطياد الفريسة وكنت انت الفريسة السهلة التي باعت عقلها لشخص لم يكن في حياتها ولكنها استرجعته فقط كي تستعيد معه سنوات الصبا التي تظن بعض النساء أن ازواجهن قد سلبن بعض حقوقهن ومنها ان تكون مشتهاة لكل من يراها ويمطرها بمعسول الكلام.
المشكلة هنا اصبحت ثلاثية الابعاد.. البعد الأول هذا النذل الذي لم يراع صداقته لزوجها ولاحق الزمالة والثاني الزوجة الضعيفة التي لم تقاوم رغباتها في ان تعود تلك الفتاة المحبوبة المرغوبة والثالث الزوج الذي بخل عليها بما يشبع اذنها من كلمات الغزل ورقة المعاملة.. مثلت الخيانة الشهير هذا ستجدينه يتكرر مرة بخيانة الزوجة ومرة بخيانة الزوج وغالبا يكون الطرف الثاني صائدا ماكرا رجلا أو إمرأة.
أعود اليك .. عليك بتجاهله تماما واحمدي الله انك لم تطلقي والا كانت مصيبتك كبيرة. كفري عن أخطائك تجاه زوجك وبيتك.
وأقول لك ياعزيزتي "التائب من الذنب كمن لاذنب له" بشرط الندم وعدم العودة مرة أخري لارتكاب هذه الجريمة.
عليك بالاكثار من الاستغفار والصلاة واللجوء الي الله والارتماء علي اعتابه لعله يتوب عنك.
عليك بغلق اذنيك عن معسول الكلام وعودي لاسرتك وارتمي في حضنها ولاتسمعي الا حبهم ولاتشعري الا بهمهم.
عليك بالوثوق من رحمة الله فالانتحار يأس من رحمة الله وتأكدي ياصديقتي أن "البر لايفني .. والذنب لاينسي .. والديان لايموت.. أفعل ماشئت فكما تدين تدان".. تأكدي أن الله سينتقم منه فتوبي قبل العقاب.