* قالت: هل تسمحين لي بالتحدث عن مشكلة صديقتي المقربة مني؟ أجبتها: أين صديقتك ولماذا لم تأت هي نفسها لتتحدث عن مشكلتها؟ قالت: صديقتي مريضة.. تعاني إحباطاً نفسياً.. خاضعة للعلاج النفسي مما دفعني للجوء إليك لمساعدتها.. ولدي كل تفاصيل المشكلة. صديقتي عمرها 38 عاماً متزوجة ولديها أطفال.. زوجها رجل ممتاز.. ولا ينقصه شيء.. وهذا حديثها الدائم عنه.. حياتها كانت تسير هادئة سعيدة حتي ظهر هذا الشيطان الآدمي.. صديقنا في العمل وصديق زوجها أيضاً.. وقد كانت هناك قصة حب بينهما ولم يتكلما عنها ولم يخططا لاستمرارها.. ثم تزوج هو وتزوجت هي بزوجها الحالي ونجحت في حياتها.. بينما فشل هو ثلاث مرات وبعد أن أصبح مطلقاً لثالث مرة عاد يحوم حولها ويتقرب منها.. يسمعها الكلمات الرقيقة المعسولة المغلفة بالمخدر الذي يخدر الضمير مرة ومرات حتي استجابت له وتجددت العلاقة بينهما مع علمها بتعدد علاقاته وغرامه بالنساء إلا أنها عميت عن هذا. ومع إنبعاث هذا الحب من جديد في قلبها انصرفت عن منزلها وأولادها شيئاً فشيئاً. مكالماته اليومية تعودت عليها حتي أدمنته كما تدمن المخدرات وفي ذروة العلاقة التي بينهما وبعد أن طالبها بأن تطلق من زوجها ليتزوجها ابتعد عنها بل وتهرب منها وتنكر لها أيضاً وإذا ما طالبته بما اتفقا عليه يتهرب وبفظاظة.. قال لها أنت سيدة متزوجة أرجعي لزوجك.. رجته ألا يتركها هكذا فجأة وأن عليه الانتظار حتي تتعود علي بعاده مرة ثانية ولكنه قطع معها كل شيء. شعرت صديقتي بالإهانة وتأكد لها أنه كان يعبث بعواطفها ففكرت في الانتحار أو الانتقام منه وقد استطعت إقناعها بالذهاب للطبيب النفسي وفعلاً ذهبت وهي الآن هي تحت إشرافه الطبي لكنها انقطعت عن العمل ولا تريد أن تذهب خوفاً من أن تراه. وساءت علاقتها بزوجها الذي يتهددها بأنه إن لم يفهم سر حالتها النفسية وعدم رغبتها في الذهاب لعملها سيتصرف بشيء تندم عليه فهو لا يعلم بمرضها النفسي ولا تستطيع أن تخبره ولا تقوي علي طلب الطلاق. والآن هل لديك شيء تقوليه لصديقتي الحزينة والتي يكاد الحزن يقتلها لما تعرضت له من خديعة.. أخشي أن تقدم علي الانتحار ولك الشكر. بدون توقيع ** لن أكون قاسية علي صديقتك فيكفيها ما هي فيه.. فقد يكون عقاب النفس أمضي من عقاب الآخرين وصديقتك يا عزيزتي ليست في حاجة لطبيب نفسي بل في حاجة ماسة لإرادة قوية تطرد بها هذا النذل من حياتها وأن تندم بقوة علي كل يوم قضته وهي تفكر فيه أو في عواطفه المزيفة الخادعة وإن كان هناك ضرورة للطبيب النفسي فأولي به هذا الدونجوان الحقير الذي يقتات علي موائد غيره كالشيطان فقد فشل في زيجاته الثلاث وهذا بالطبع لعيب فيه. ولظنه أنه يستطيع امتلاك كل النساء فكما تقولين إنه مغرم بمطاردة النساء. مثل هذا الرجل عادة تكون نهايته سريعة وحياته خربة وداخله مسكن للأشباح والحقد علي أي علاقة ناجحة ودائماً ينظر لما في يد غيره ويظل يلهث كالكلب لا يشبع أبداً. هذا الذئب من يحتاج أن يخضع للطب النفسي وأظن أنه أراد تخريب حياتها فقط فقد كانت ناجحة وسعيدة.. لديها أولاد وهذا يؤرقه ويذكره بفشله.. كما يؤرق الشيطان صلة الإنسان بربه.. فسعي بما يملك من مهارة في اصطياد الفريسة وكانت صديقتك فريسة جاهزة باعت عقلها لشخص لم يكن في حياتها ولعلها أرادت أن تسترجع معه سنوات العمر والتي تظن بعض النساء أن أزواجهن قد سلبنهن بعض الحقوق ومنها أن تكون مشتهاة لكل من يراها ويمطرها بمعسول الكلام. والمشكلة هنا أصبحت ثلاثية الأبعاد.. البعد الأول: هذا النذل لم يراع صداقته لزوجها ولا حق الزمالة.. والثاني: الزوجة الضعيفة التي لم تقاوم رغبتها في أن تعود تلك الفتاة المحبوبة المرغوبة.. والثالث: الزوج الذي بخل عليها بما يشبع أذنها من كلمات الغزل ورقة المعاملة.. إنه مثلث الخيانة الشهير وستجدينه يتكرر مرة بخيانة الزوجة ومرة بخيانة الزوج وغالباً الطرف الثاني الخارجي يكون صائداً ماكراً رجلاً كان أو امرأة. نعود لصديقتك أولاً: هي قد لا تستطيع ترك عملها الذي تراه فيه كل يوم ولذا عليها تجاهله تماماً.. وتحمد الله أنها لم تطلق وإلا كانت مصيبتها أكبر.. وعليها أن تكفر عن خطئها تجاه زوجها وبيتها. أقول لك يا عزيزتي إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له بشرط الندم وعدم العودة لما كانت عليه والإكثار من الصلاة والاستغفار واللجوء إلي الله. عليها أن تعود وترتمي في أحضان أسرتها وتحاول تعويضهم وتغلق أذنها وقلبها في وجه هذا الخائن وإن لم تستطع وكانت حالة زوجها المادية ميسورة بحيث تكفيها وأولادها تستطيع أن تدعي عدم رغبتها في العمل وأن تجلس في المنزل وترعاهم وهذا الدور لا يقل أهمية عما تفعله أي امرأة عاملة. أقول لها أيضاً عليها أن تثق في رحمة الله ولا داعي لفكرة الانتحار أو أن تحمل وزر قتل نفس لأنها مذنبة هي الأخري باستجابتها ولم تجبر وإن خدعت. عليها بالندم والعودة وسوف ينتقم لها الله ولكل فتاة وسيدة غرر بها هذا الشيطان وله أقول: البر لا يفني والذنب لا ينسي والديان لا يموت.. افعل ما شئت فكما تدين تدان.