هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد .. من الجرائم المثيرة التي تتعدد فيها الاحتمالات وتختلف ورائها الدوافع بين الانتقام .. أو السرقة بالإكراه أو الخلافات سواء كانت شخصية أو مالية .. وكل هذه الاحتمالات تضفي علي الجريمة نوعاً من الغموض والإثارة التي تحير رجال المباحث بالمنوفية. تأتي هذه الجريمة أيضاً في إطار الفوضي التي تعم المجتمع بشكل مفزع ودفعت البعض إلي الانتقام الشخصي وتنفيذ القانون بايديهم مستغلين حالة الفوضي بالبلاد والغياب الأمني .. ويأتي انتشار هذه الجرائم في الوقت الحالي في ظل الانفلات الاخلاقي الذي دفع ضعاف النفوس إلي ارتكاب جرائمهم في ظل انعدام الضمير وغياب الوازع الديني وكأنهم أصحاب الأمر والنهي فيما يحدث من علاقات ويفضلون الدم في حل المشكلات. "الضحية" في هذا الحادث البشع دفع حياته ثمناً لهذه الاحتمالات العديدة .. وهو "عامل في مزرعة بإحدي القري بمركز السادات .. عثر علي جثته مصابة بجرح ذبحي بالرقبة بالإضافة إلي العديد من الطعنات والجروح المتفرقة بأنحاء الجسد .. التي ترجع أن الانتقام كان الدافع وراء الحادث. أما "الجاني" في هذه الجريمة فمازال مجهول الهوية يسعي رجال المباحث بالمنوفية للكشف عن شخصيته بالتحري وسماع أقوال العاملين بالمزرعة وصاحبها وفحص خلافات القتيل سعياً للتوصل إلي الدافع وراء الجريمة أولاً .. وبالتالي يكون من السهل التوصل إلي مرتكبها وتقديمه للعدالة للقصاص منه وأن كانت الترجيحات تشير إلي السرقة كانت وراء الجريمة التي يرجع أن تكون من الداخل أيضاً. بدأت فصول الكشف عن الجريمة عندما تقدم "السائق" محمود أبوالقاسم ببلاغ إلي مأمور مركز شرطة السادات ببلاغ قال فيه إنه اكتشف مقتل "العامل" رضا علي داخل السكن بالمزرعة عند حضوره للعمل في الصباح .. فأسرع رئيس مباحث المركز إلي مسرح الجريمة الكائن بمزرعة خاصة علي طريق الأكسدة السادات. تبين من المعاينة أن القتيل يبلغ من العمر 45 عاماً وعثر علي جثته مسجاة علي ظهرها بمسكنه بالمزرعة مصاباً بجرح من الرقبة ممتداً إلي الأذن اليسري بالإضافة لجرح قطعي بالصدر والعديد من الطعنات المتفرقة بمنطقة البطن وجرح قطعي آخر بفرورة الرأس من الخلف .. ويرقد وسط بركة من الدماء .. فتم التحفظ علي مكان الحادث وتحرير محضر بالواقعة. تم اخطار النيابة التي انتقلت إلي مكان الحادث وقامت المعاينة مسرح الجريمة وانتدبت خبراء المعمل الجنائي لرفع البصمات من مكان الحادث بحثاً عن أثار لمرتكبي الواقعة وتصوير الجثة لفحص كيفية ارتكاب الحادث .. وأيضاً فحص منافذ السكن لبيان كيفية الدخول والخروج ووجود عنف بها من عدمه .. كما قامت بمناظرة الجثة والاصابات التي بها .. وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها .. وبيان ما بها من إصابات والأداة المستخدمة في إحداثها .. وفحص إن كانت هناك اصابات أخري غير ظاهرة وكيفية حدوثها. أيضاً طلبت سماع أقوال : "السائق" المبلغ عن الواقعة والعاملين بالمزرعة والخفير الليلي والمدير المسئول عنها .. بالإضافة إلي صاحبها .. وفي نهاية التحقيقات صرحت بدفن جثة "العامل" بعد الكشف الطبي عليها .. والتحفظ علي مكان الحادث لحين انتهاء التحقيقات .. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها والدوافع المحركة للجاني لارتكاب الجريمة .. وسرعة ضبطه واحضاره أمام النيابة مع أداة الجريمة للتحقيق. أعد مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي بالمنوفية فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية .. رجحت تحرياته أن الانتقام قد يكون الدافع وراء الجريمة .. وراح رجال المباحث يفحصون علاقات المجني عليه بالعمال في المزرعة وإدارتها وأيضاً علاقاته بالجيران وأهله وأسرته وجيران محل سكنه .. وفحص خلافاته المالية وإن كانت له خصومات ثأرية ومشكلات قد تدفع إلي الجريمة وإن كان هناك نزاع علي أرض أو ميراث أو خلافه. لم يستبعد رجال المباحث أيضاً أن يكون الانتقام جاء بدافع الشرف .. فراح رجال البحث الجنائي يفحصون إن كانت له خلافات نسائية أو علاقات عاطفية وسمعته بين الجيران في محل عمله ومسكنه .. وأن كانت له علاقات خاصة حدث فيها خلاف انتهي بارتكاب الجريمة. لم يستبعد أيضاً رجال المباحث أن تكون الجريمة جاءت نتيجة حادث سرقة وأن "الجاني" حاول سرقة المزرعة أو "القتيل" لسرقة أمواله .. وراح فريق البحث يتحري عن وجود سرقة بالمزرعة من عدمه .. وأيضاً يفحص المشتبه فيهم من المسجلين خطر سرقات متنوعة بالمركز والمراكز والقري المجاورة له .. بالإضافة إلي فحص العاملين بالمزرعة أيضاً. علي مدي أيام وليال من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث بالمديرية والمركز جهوداً مضنية وجثته .. فحصوا فيها كافة الاحتمالات .. إلا أن ما تجمع بين أيديهم .. لم يظهر خيطاً يقودهم إلي كشف غموض الحادث .. أو اماطة الغاز دوافعها .. ليبقي "الجاني" مجهولاً .. حتي الآن!!!