هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي تتسم بالغموض وتعدد احتمالات دوافعها مما يؤدي إلي تشعب جهود البحث والتحري وإطالة أمد الكشف عن أسرارها أو التوصل إلي هوية "الجاني" فيها. وإن كان المرجح في هذه الجريمة أن تكون السرقة هي الدافع وراء ارتكابها.. إلا أن هناك احتمالات أخري متعددة.. وأن "الجاني" فيها وإن كان مجهولاً حتي الآن.. إلا أنه ليس بعيداً عن "المجني عليها" وهو بالتأكيد شخص معروف لديها.. وهذا ما تؤكده العديد من القرائن والأدلة.. لكن من هو!! فهذا ما يجري التحري عنه وفحصه من خلال علاقات "المجني عليها" وأيضاً خلافاتها وخصوماتها ومدي ثرائها.. والتأكد من وجود سرقة من مسكنها من عدمه. بدأت فصول الكشف عن الجريمة ببلاغ من "سائق" بإحدي قري مركز كوم حمادة إلي مأمور المركز باكتشافه مقتل والدته سعدية عبدالنور بطعنة بالظهر داخل مسكنها.. فتم إخطار مدير أمن البحيرة.. وأسرع رئيس مباحث المركز إلي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة "العجوز" مسجاه علي ظهرها فوق سرير النوم مرتدية كامل ملابسها ومصابة بجرح نافذ بالظهر من الجهة اليمني.. ويحتمل إصابته للقلب.. ولم يكتشف وجود آثار عنف لدخول مسرح الجريمة. تحرر محضر بالواقعة.. وأخطرت النيابة التي انتقلت إلي مكان البلاغ وأجرت معاينة لمسرح الجريمة.. وقامت بمناظرة الجثة وأمر بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة والأداة المستخدمة في إحداثها وإن كانت الإصابة التي لحقتها هي سبب الوفاة من عدمه وبيان إن كانت هناك إصابات أخري أم لا!! كما أمرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص مكان الحادث ورفع البصمات لبيان إن كانت هناك بصمات غريبة عن أصحاب الشقة من عدمه وفحصها إن وجدت.. وطلبت سماع أقوال "المبلغ" عن الحادث.. وفي نهاية تحقيقاتها صرحت بدفن جثة "العجوز" وكلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها وضبط وإحضار "الجاني" أمام النيابة مع سلاح الجريمة للتحقيق والقصاص منه. علي الفور أعد مدير إدارة البحث الجنائي بالبحيرة فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية.. ورجحت تحرياته الأولية أن تكون السرقة وراء الحادث.. وراح رجال المباحث يفحصون إن كانت "المجني عليها" قد قامت بإجراء أي تصليحات أو صيانة بمسكنها خلال الفترة الماضية وفحص العمال المترددين عليها بالإضافة لفحص المشتبه فيهم من المسجلين خطر سرقات متنوعة بالمركز والباعة الجائلين المترددين علي قريتها. كما راح فريق آخر من رجال المباحث يفحصون علاقات العجوز القتيلة بجيرانها وأولادها وأيضاً فحص خلافاتها المادية وخلافه وإن كان لها خصومات ثأرية أو وجود نزاعات علي ميراث أو عقارات وأراض.. خاصة أن دخول "الجاني" إلي مسكن "المجني عليه" لم يكن عنوة مما يرجح معرفتها به. بسؤال "السائق" ابن القتيلة عن ظروف اكتشاف الجريمة قرر أنه عند عودته إلي منزله الذي يقيم فيه بمفرده فوجئ بوالدته القتيلة مسجاة علي ظهرها علي سرير بإحدي حجرات المنزل غارقة في دمائها.. واكتشف إصابتها بطعنة في الظهر من الجهة اليمني وأن والدته البالغة من العمر 58 عاماً كانت بمفردها بالمنزل.. ولم يتهم أو يشتبه في أحد بارتكاب الحادث.. فراح رجال المباحث يفحصون علاقته بوالدته وبيان إن كانت بينهما خلافات مادية أو نزاع علي ميراث أو رغبته في مبالغ مالية منها أو رفضها لأي طلبات له من عدمه!!! علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مضنية وحثيتة فحصوا فيها كافة الاحتمالات وكل التحريات التي تجمعت بين أيديهم عن المشتبه فيهم وعلاقات "المجني عليها" وخلافاتها.. إلا أن كل هذا لم يوصلهم إلي أي خيوط تكشف غموض الجريمة أو تحل الألغاز التي تحيط بها.. لتستمر الأسرار حول الجريمة.. ويبقي "الجاني" مجهولاً.. حتي الآن!!!