من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد نستطيع أن نعيد صياغة هذا البيت.. فنقول: من لم يمت بالمزلقان مات بقطاره تعددت الأسباب والموت واحد والمناسبة بالطبع حادث قطاري البدرشين الذي راح ضحيته 134 مواطناً ومواطنة ما بين قتلي ومصابين وكأن السكة الحديد اخذت تعهداً علي نفسها بأن تخفف من كثرة التوالد في مصر. بعد أن فشلت كل وسائل تنظيم النسل التي تكلفت مئات الملايين من الجنيهات. وفشل شعار "حسنين ومحمدين" حتي أصبح تعدادنا الآن 90 مليون مواطن.. والقادم أكثر هولاً. لم يمض أكثر من شهر ونصف الشهر علي حادث مزلقان الحواتكة بأسيوط الذي راح ضحيته 51 طفلاً و17 آخرون لنفاجأ بحادث البدرشين الذي فجعنا بنفس فجيعة المزلقان. هذا قضاؤنا وقدرنا ولا راد لقضاء الله.. فنحن نكتفي بالتوكل علي الله ولا نعمل بقول الله تعالي "يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم" صحيح المثل يقول "لا يمنع حذر من قدر".. ولكن هناك قول آخر يقول: "اعقلها وتوكل" فالتوكل علي الله لا يعني التواكل. وكم سمعنا بعد الحادث الأول أقوالاً كثيرة عن تأمين المزلقانات وصدرت تصريحات لرئيس هيئة السكة الحديد ولوزير النقل الجديد وكلها تؤكد ان مثل هذه الحوادث لن تتكرر وأننا بدأنا عهداً جديداً من العمل الجدي الذي لا يعرف التسيب ولا التساهل. وسيتم توقيع الجزاءات الرادعة علي المقصرين. والحقيقة أننا فوجئنا بالأمس بإحالة عامل مزلقان "الموت" الي محكمة الجنح. ومعه ملاحظ بلوك الحواتكة بتهمة القتل الخطأ.. واستبعد قرار الاحالة 11 متهماً آخرين أبرزهم رئيس هيئة السكة الحديد المقال ونائبه.. واقتصر القرار علي هذين العاملين. ولو كان سائق الأتوبيس حياً لانطبق عليه ما انطبق علي هذين العاملين. هل هناك فرق بين ما كان يتم في عهد النظام السابق وما يتم حالياً في ظل النظام القائم.. المسئولية يتحملها الصغار فقط.. أما الكبار ووعودهم حول التطوير والتحديث وضبط الأمور. وعدم تنفيذ شئ من هذا كله فلا مسئولية عليهم وهم أبرياء براءة الذئب من دم الحمل. علي الأقل في عهد النظام السابق تم اقالة وزير النقل في حادث قطار دمنهور.. أما النظام الحالي فقد نفض يده من مغبة الحادث. وأعلن الدكتور هشام قنديل ان الحادث لا يستدعي استقالته أو اقالة وزير النقل. والسؤال: متي يمكن استقالة رئيس الوزراء واقالة وزير النقل؟! هل ننتظر- والعياذ بالله- كارثة مدوية يروح ضحيتها عدة آلاف كما حدث بالنسبة للعبارة السلام 98 التي ابتلع البحر خلالها أكثر من ألف مواطن ومواطنة. هل تغير النظام؟! وهل قامت ثورة شعبية كاسحة لتعيد لمصر سلامها وأمنها وهيبتها وقدرها؟! أعتقد أننا مازلنا ندور في محيط نظام رفضه الشعب الذي لم يشعر بتغيير في حياته الي الأفضل.