دعوة مخلصة أوجهها إلي كل مصري ومصرية بأن يختلي إلي نفسه لبضع دقائق.. ويسأل ماذا قدم لمصر طوال عامين؟!.. ولماذا تخاذل في عمله حتي أصبح وكأنه في إجازة طويلة؟!.. ولماذا تفرغ للمطالبة بحقوقه ونسي الواجبات المستحقة عليه؟! حتي وصلنا إلي ما نحن عليه الآن؟!.. ويسأل نفسه بمنتهي الصراحة ماذا يمكنه أن يقدم لتعويض ما فات؟! أعتقد وبمنتهي الشجاعة ان الاجابة علي الأسئلة الأولي ستكون "لا شيء".. فقد تفرغنا جميعاً إلي المطالبة فقط ونسينا أن هناك وطناً ومواطنين يحتاجون لكل قطرة عرق وجهد!! لقد نسينا مع كثرة المطالب "نحن" وارتكزنا جميعاً إلي "أنا ومن بعدي الطوفان".. فهل هكذا تبني الأوطان؟! علينا أن نسارع بالتوبة ومساعدة بلادنا التي لن تبنيها إلا سواعدنا.. ونقدم اعتذاراً لمصر عما فعلناه في حقها!! ولابد أن نعود إلي رشدنا وإلي العمل والانتاج ونتحد حول هدف واحد وشعار واحد.. بناء مصر التي طالما حلمنا بها.. وقمنا بثورة من أجل ذلك.. فنحن نريد مصر الحديثة الجميلة ونعيد قيمنا وأخلاقنا.. فمصر وطن سيتسع الجميع.. ويحتضن كل من يقيم علي أرضه. كل المطلوب فقط من الحكام أن يرشدوا الشعب ويضعوا الخطط القريبة والبعيدة لتحقيق الهدف.. والشعب من جانبه سيلتف حولهم وينفذ هذه الخطط.. أما العشوائية فلن نجني من خلفها إلا التخلف والتدهور مثلما نحن الآن!! من السهل جداً الهدم.. ومن الصعب البناء والارتفاع.. وعلينا أن نعود شعباً واحداً.. كما كنا طوال سبعة آلاف سنة.. فقد سئمنا الانقسام الذي آل إليه حالنا منذ عامين فقط.. وكفانا ترديد مصطلحات جعلتنا نعود للخلف مئات السنين.. وعلينا أن نتأكد اننا مصريون وأن يضع كل فرد منا فوقه شعارا واحدا فقط "مصر بلدنا كلنا" وليس بلداً لطرف دون آخر أو فئة أو حزب.. وبغير اتحادنا فعلي الدنيا السلام.. والمصريون معروف عنهم الاتحاد عند مواجهة الشدائد.. ولهذا فلابد من العودة إلي اتحادنا.. حتي لا يلفظنا التاريخ وتلعننا الأجيال القادمة!!!