عندما قرر الله سبحانه و تعالي خلق أدم بعد أن إنتهي من خلق السماوات و الارض أرسل احد الملائكة وامره بقبض حفنة من تراب الارض ..فلما عاد اليه خاوي اليدين سأله لماذا فقال هممت بأخذ الحفنة فاستغاثت بك الارض و قالت إتق الله في فتركتها خشية منك ..وتكرر المشهد مع الملك الثاني ولكن مع الملك الثالث عاد الي الله بحفنة التراب ..فلما سأله سبحانه و تعالي ماذا فعلت ..قال عندما قالت لي الارض إتق الله في رددت عليها بان تتقي هي الله في ان اعود دون ان انفذ امر الله ...واخذت حفنة التراب ..فعين الله هذا الملك ليكون عزرائيل ملك الموت الذي لا يمنعه اي شيئ عن تنفيذ امر الله. حضرتني هذة القصة و انا انظر الي احوال مصر فهل نحن ننفذ ولو 10٪ مما نحن مكلفون به ...و الله لا ! فلو سعينا لتنفيذ ما جعلنا الله مستخلفين فيه علي الارض ولو بنسبة قليلة لإنصلح حال العباد ولسادت الفضيلة بين الناس.. ولكن نسينا الامانة و حملناها للحكومة و الرؤساء والامن .. و حلف الناتو.. و الاممالمتحدة.. وتراجعنا لمقاعد المتفرجين وتعللنا بعجزنا و ضعفنا وصدقنا ما اوهمنا به أعدأونا...طالما ان هذا الوهم يبعدنا عن المخاطر و يجعلنا دائماً في السليم وصدقنا المثل القائل » عيش ندل تموت مستور « ! كل عامل و موظف اذا سعي لتنفيذ ما هو مكلف به و يتقاضي عنه اجره ولو بنصف قوته لكفت ايدينا عن تسول الدعم و الاقتراض ...ولكن تفرغ العمال للمطالبات فلا صوت يعلو فوق صوت المظاهرة والمطالبة بتحسين الاجور التي يتقاضونهاعلي عمل لم يودوه واعجب هذا الامر قيادتهم فشجعوهم و أقروا بالحقوق الظالمة لبلطجة العمال فتاهت الحقوق و ضاع الوطن . اذا اكتفي الطالب بدوره كطالب و أخلص في تلقي العلم واستفاد من اساتذته لتقدمنا بدلاً من المطالبة بتغيير الاساتذة لأنهم من العصر البائد وطالبنا بتصحيح الدرجات في الامتحانات لأن الاساتذة يضطهدون طلاب الثورة عندها فقط يمكن ان ينصلح حال التعليم ولكن كيف نضيع الوقت ونستغل الجامعات في امور تافهة لا تعود علينا إلا بالخراب في اموالنا و أنفسنا . اذا شعر كل مصري انه مستأمن علي مصر كما هو مستأمن علي عائلته لخاف الله فيها وعمل من اجلها ولاختفت مظاهر التسيب والرشوة والوساطة من مكاتبنا وربما انعدل حال المرور وانصلح حال الزراعة وخاف الناس من يوم يأتيهم ملك لا يعصي امر الله فلا يستطيعوا معه الفصال و النقاش ...ولكن هو امر الله و لا راد لأمره . لو فكر كل منا في اننا أعميت بصائرنا و حملنا الهم لمدة 30 سنه من نظام خاف من امريكا و اسرائيل اكثر من الله لعرفنا اننا في نعمة الان ولابد ان نحمد الله عليها لا ان نقف علي النواصي باليفط و الطبول مطالبين بالمزايا قبل العمل ومتمسكين بالعطايا قبل الالتزام و للأسف إن من الحكومة من يستجيب لهذه الطلبات الغير مبررة حتي صارت الامور والطلبات بها من الفجور و التجاوز ما يضرب به الامثال فكيف بالله عليكم نسمح بتظاهر اهالي من اجرموا في حق الشعب وهربوا المخدرات او اغتصبوا الاعراض ..كيف نسمح لهم بأن يكون لهم حتي حق التظاهر هم ليس لهم الا حق واحد حق طلب الغفران من شعب مصر علي ما ارتكبوه من آثام ...كيف نسمح لسائقي الميكروباص بالتظاهر اعتراضاً علي المخالفات و هم سبب كل المأسي في شوارعنا ولو كان الامر بيدي لكانت مخالفة الميكروباص بعشرة اضعافها لأنها مثل الحسنات يذهبن سيئات عفاريت الاسفلت . في الامثال الشعبية المصرية الكثير من العبر فالمثل العامي » لو جمل شاف قتبه كان وطي عليه قطمه « ..اليس هذا حال شعبنا لو كل منا شاف عيوبه و إتقي الله فيها قبل ان يري مساوئ الاخرين لكنا احسن شعب و لكننا انشغلنا بالاخر و نسينا أنفسنا ...فأنسانا الله الخير ..واخيراً فكلمة لو هي حرف شعلقة في الجو و لو تفتح باب لعمل الشيطان علي رأي اخواننا السلفيين ..وانا لا ارضي أن افتح باب جديد للشيطان . فالابواب كلها مفتوحة له و لا ينقصها بابي !