ينطلق يوم 23 يناير الحالي معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يأتي وسط ظروف سياسية واقتصادية صعبة ومضطربة. لذلك تعد هذه الدورة من المعرض دورة استثنائية تأتي وسط تحديات عديدة ويمكنها - رغم كل شيء - أن تكون بمثابة رسالة إلي العالم أجمع تؤكد أن قوة مصر الناعمة بخير رغم ما يراد لها من سوء بدأت إرهاصاته في العديد من الممارسات. الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب والمسئول الأول عن المعرض لا يغادر مكتبه تقريباً هذه الأيام لمتابعة استعدادات الهيئة لهذا الحدث الدولي الكبير.. ويعقد غداً مؤتمراً صحفياً من داخل أرض المعارض بمدينة نصر لاذاعة التفاصيل الكاملة لدورة المعرض الجديدة. * سألته عن الملامح الرئيسية لمعرض هذا العام؟ ** قال د. أحمد مجاهد إن دورة هذا لاعام تعقد تحت عنوان "حوار لاصدام" والمقصود بالعنوان أن يكون النشاط الثقافي هذا العام موجهاً في أغلبه إلي إدارة حوار بين المثقفين والسياسيين والأدباء من كافة التيارات والاتجاهات سعياً إلي نوع من التوافق والتواصل لا إلي الصدام. * وكيف سيتم ذلك ؟ ** ستكون هناك مناظرة يومية حول موضوع من موضوعات الساعة مثل الدستور والتعديلات الدستورية المقترحة. والتعليم . والثقافة . والفن وغيرها من القضايا الآنية. وسنحاول ألا تأخذ هذه المناظرات الشكل الاعلامي الصاخب. حيث نسعي لأن يكون صوتها هادئاً بهدف الوصول إلي المساحات المشتركة وتنميتها ليتحقق الحوار بعيداً عن الصدام غير المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. * وماذا عن مشاركة الشباب؟ ** هناك أيضا ندوة يومية للشباب يتحدثون فيها عن إبداعاتهم وآرائهم ووجهة نظرهم في الفن والثقافة ومدي اختلافهم مع الأجيال السابقة عليهم. 12 ديواناً شعرياً * وهل هناك إضافة ما بالنسبة لندوات "كاتب وكتاب"؟ ** في كل عام كنا نناقش في ندوة "كاتب وكتاب" 12 رواية و12 كتاباً في مختلف مجالات الكتابة من فن وسياسة وفلسفة وغيرها. وهذا العام سنناقش 12 ديواناً شعرياً جديداً من خلال دراسات لمجموعة من النقاد أغلبهم من الشباب. * هل تعتقد أن الكتاب الورقي مازال سيد الموقف رغم انتشار الكتاب الالكتروني؟ ** هناك تجربة حدثت في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي يعد أكبر معارض الكتب في العالم. حيث كان الاقبال علي الكتاب الورقي متوسطاً وبلغت نشبة شرائه 50% في مقابل 50% للكتاب الالكتروني. وقد أرجعوا ذلك لسببين . الأول الأزمة الاقتصادية. والثاني الكتاب الالكتروني. وأن هناك نسبة كبيرة من دور النشر لم تعد تصدر كتباً ورقية إلا لفئة الشباب تحت ثمانية عشرة سنة. وما فوق ذلك تصدر لهم كتب اليكترونية. * وكيف استفدت من هذه التجربة؟ ** الاستفادة تمثلت في أن هيئة الكتاب سوف تقدم لأول مرة مجموعة من الكتب علي اسطوانات مدمجة منها اسطوانات لكتب الراحل د. ثروت عكاشة وهي كتبه الثلاثة عن عصر النهضة. وكذلك اسطوانة للكتاب "الجرافيتي" الجزء الأول "ثورة علي بساط النيل" واسطوانة تضم الأجزاء الستة التي أصدرتها الهيئة وتضم أعمال الشاعر الراحل صلاح جاهين. أيضاً لأول مرة تنظم الهيئة بالتعاون مع اتحاد الناشرين دورة مهنية قبل المعرض بيومين حول النشر الالكتروني يشارك فيها 30 ناشراً عربياً و70 ناشراً مصرياً. وهو برنامج مهني يعرفهم فائدة النشر الالكتروني وكيف يمكن الانتقال من النشر الورقي إلي النشر الالكتروني. لأن من لن يلتحق بالنشر الالكتروني سيخرج من اللعبة خلال سنوات قليلة. * قدمت الهيئة في العام الماضي جوائز لعشرة مبدعين هل سيستمر هذا الاجراء في الدورة الجديدة؟ ** نعم هناك 10 جوائز في مجالات الشعر والرواية والتاريخ والعلوم الاجتماعية والفن والتراث. وقيمة كل جائزة 10 آلاف جنيه. إضافة إلي ذلك هناك جائزة لأفضل ناشر قيمتها 20 ألف جنيه تقدم الهيئة نصفها ويقدم اتحاد الناشرين النصف الآخر. وقد تعهدنا أن تكون للناشرين الشباب الذين لم يمض علي التحاقهم باتحاد الناشرين أكثر من 10 سنوات. لأن الغرض من الجائزة تشجيع شباب الناشرين وتحفيزهم. * وماذا عن ضيف الشرف ** ليبيا ستكون ضيف الشرف هذا العام. وسوف تأتي بأنشطتها الثقافية والفنية والفكرية وتخصص لها سراي لتقديم هذه الأنشطة التي ستكون بالتأكيد محل حفاوة واهتمام. * وهل أنهت الهيئة استعداداتها للمعرض تماماً؟ ** بالنسبة للبرنامج الثقافي والفني انتهينا من تحديد الملامح الرئيسية للندوات والأمسيات والاحتفاليات وإن كنا لم ننته بعد من تحديد الأسماء كاملة حيث نجري اتصالات مع المرشحين للمشاركة للحصول علي موافقاتهم قبل إدراج أسمائهم في البرنامج الرئيسي. وبمناسبة الأسماء فهناك مسئولون عن الأنشطة وهناك لجان من المثقفين والأدباء تحدد الأسماء بكل حيادية وتجرد حيث ان الإطار العام هو اتاحة الفرصة للتيارات والأجيال كافة وعدم الاقتصار علي تيار أو جيل بعينه. أما تجهيزات المعرض فالعمل يتواصل علي مدار اليوم بحيث يكون المعرض جاهزاً تماماً قبل الافتتاح بأربع وعشرين ساعة علي الأقل. مع العلم بأن هيئة المعارض مسئولة أيضاً عن تجهيز المعرض ونظافته ووضع اللوحات الارشادية وتجهيز دورات المياه وما إلي ذلك. وبصفة عامة فإن كل إدارات الهيئة مسخرة الآن للمعرض الذي يعد الحدث الأهم في الثقافة المصرية.