يعتبرالافتتاح الذي سيقام يوم الأحد المقبل لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بأرض المعارض بمدينة نصر، هذا الحدث الثقافي الكبير أول نشاط دولي يقام في مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث يفتتحه رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري، ويتضمن المعرض العديد من الأنشطة المستحدثة مثل إنشاء مخيم لإبداع الطفل، ومعرض للفنون التشكيلية. ويعقد المحور الرئيسي للمعرض تحت عنوان "عام على ثورة يناير" إضافة إلى محور "كاتب وكتاب"، كما سيشمل محور "المقهى الثقافي.. شهادات من ميادين التحرير المصرية". أعلن رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد مجاهد أن 745 ناشرا يمثلون 29 دولة عربية وأجنبية سيشاركون في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال43. وقال مجاهد في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس اتحاد الناشرين المصريين أمس الثلاثاء بمقر الهيئة: "إن 17 دولة عربية ستشارك في المعرض احتفاء بثورات الربيع العربي، بينما تشارك 12 دولة أجنبية بفعاليات مهمة"، مشيرا إلى أن هناك 32 ناشرا أجنبيا، و215 ناشرا عربيا، و498 ناشرا مصريا سيشاركون بالمعرض، بينما يشارك في سور الأزبكية 93 كشكا لعرض الكتب". وأوضح أيضا أن معرض الكتاب سيغلق أبوابه يومي 25 و 26 يناير للمساهمة في احتفالات ثورة 25 يناير على أن يستأنف نشاطه يوم 27، مؤكدا أن التوقف لمدة يومين لن يؤثر على المدة المخصصة للمعرض.
وأشار مجاهد إلى أن المعرض هو أول نشاط دولي يقام على أرض مصر منذ اندلاع الثورة في 25 يناير 2011، منوها إلى أن البرنامج الثقافي للمعرض حفل بالعديد من الأنشطة المستحدثة مثل إنشاء مخيم لإبداع الطفل ومعرض للفنون التشكيلية يقام للمرة الأولى ضمن إطار معرض الكتاب وذلك بالتعاون مع ائتلاف فناني الثورة.
وقال مجاهد إن مخيم الإبداع سيعنى بمناقشة الرواية المصرية وسيحوي شهادات روائية بين جيل الرواد والجيل الجديد، بالإضافة إلى أمسيات شعرية للشعراء العرب، لافتا إلى أن هناك 13 مائدة مستديرة ستتناول مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية. وأعلن مجاهد عن جائزة جديدة لأفضل 10 إصدارات جديدة في عام 2011، بحيث تشمل مجالات الرواية والقصة والشعر والكتابة العلمية والتراثية والسياسية، مشيرا إلى أن النشاط الثقافي لليوم الأول "22 يناير" سيكون لضيف الشرف وهي دولة تونس، بينما سيقام في اليوم الأخير لقاء مفتوح مع وزير الثقافة المصري شاكر عبدالحميد.
وقال: "إن التمثيل العربي كبير بفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب مقارنة بنظيره الأجنبي، لأن فكرتنا أساسا هي الاحتفال بثورات الربيع العربي"، منوها إلى أن التيارات السياسية المصرية ستمثل جميعها في ندوات وفعاليات المعرض، وشدد على أن القوى الثقافية والسياسية وائتلافات الشباب اتفقت جميعها على ضرورة إقامة المعرض في موعده وعلى إنجاحه بشتى الطرق.
وحول اعتذار الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن المشاركة في المعرض، علق مجاهد: "تحدثت مع هيكل واعتذر لسبب موضوعي وليس اعتراضا على المعرض، رغم أن اعتذاره خسارة فادحة لنا".
وبشأن وجود رعاة للمعرض، أوضح مجاهد أنه لم يكن هناك رعاة للمعرض في دوراته السابقة، مشيرا إلى أن معرض القاهرة الدولي هو أعرق وأكبر معرض بالشرق الأوسط وأن هناك عروضا لرعاية المعرض لكنها لا تليق بقيمته ولذلك تم رفضها جميعا.
وأضاف أنه لم تعد هناك موانع من دخول الجمهور من اليوم الأول للمعرض، خاصة للاستمتاع بالفعاليات الثقافية التي تقام جميعها على مدار اليوم.
ومن جانبه، أشاد رئيس اتحاد الناشرين محمد رشاد بجهود وزارة الثقافة لإقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب في موعده وحتى لا يخرج من الخريطة الدولية، وصرح: "لدينا تفاؤل كبير لنجاح هذا الحدث المهم، ومن مؤشرات هذا التفاؤل إقبال الضيوف العرب على المشاركة في المعرض".
وناشد رشاد رئيس الوزراء كمال الجنزوري بتخفيف أعباء الناشرين وإعفائهم من إيجارات أرض المعارض، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب في هذا الشأن من خلال وزير الثقافة شاكر عبدالحميد.
ومن جهته، قال رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض أحمد صلاح زكي: "إن المعرض كان مقررا أن يقام في قاعة المؤتمرات لكن بجهود الوزارة أعيد إلى أرض المعارض، مما شكل تحديا لنا، حيث إنها أرض تخلو من البنية الأساسية وتم تجهيزها الآن لاستضافة هذا الحدث الكبير ومن ثم أصبحت جاهزة لاستضافة الفعاليات القادمة". يذكر أن الدول العربية المشاركة في المعرض هي الإمارات والسعودية والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان والمغرب والجزائر وليبيا وفلسطين والأردن واليمن وسوريا، ولبنان والعراق والسودان، بينما تحل دولة تونس كضيف شرف على المعرض.
أما الدول الأجنبية المشاركة فهي بريطانيا والصين وتركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية وروسيا الاتحادية وبولندا والدانمارك والهند.
وسيقدم المعرض ندوة بعنوان "في وداع خيري شلبي" و "في وداع إبراهيم أصلان" كما يقدم أعمال صلاح جاهين الكاملة للمرة الأولى ومسرحيات صلاح عبد الصبور، وضمن المحور الرئيسي "عام على ثورة 25 يناير" سيناقش المعرض دور الفكاهة والسخرية في الثورة وأثر الفضاء الإلكتروني في صناعة الثورة وثورة 25 يناير وعقد اجتماعي جديد وأزمة صياغة الدستور ووثائق الأزهر والوفاق الوطني وأحزاب وائتلافات ما بعد الثورة والعلاقات المصرية الإفريقية بعد الثورة وبرلمانات الربيع العربي.