استعان النظام السابق بوزارة من أهم الوزارات من وجهة نظر الكثيرين وهي وزارة الثقافة.. التي عليها عبء النهضة بالمجتمع وتوعيته وتثقيفه ونشر المعرفة وكذلك الحفاظ علي تراثنا الثقافي والمعرفي داخليا وخارجيا. ولأن هذا ضد الأنظمة الفاسدة ولأن التخلف والجهل يمهد سبيلهم للسيطرة .. اعتمد النظام السابق سياسة وضع الرجل غير المناسب في هذا الموقع وهذا يضمن هدم الثقافة بقدرة فائقة وبدون صدام مع المثقفين الصداع الدائم للأنظمة ومن هنا كان تدجينهم وحصارهم في حظيرة الفساد الثقافي من الأمور ذات الأهمية وجاء فاروق حسني ببطانته وظلت سنوات تعدت التأبيدة وبعد ثورة يناير حلم كل مثقف بالتغيير ولم نكن نتوقع أن يكون الفكر الثوري الجديد مولودا مبتسرا فترك الأمر لنوبات تغيير لخمسة وزراء ثقافة جميعهم من عباءة النظام السابق.. بالإضافة لذلك وهو الأسوأ أنهم لا يملكون مشروعا ثقافيا لتنمية المجتمع الذي جرف ثقافيا كل منهم جاء ليحصل علي لقب وزير ويجمد المشهد فترة حمله للحقيبة الثقافية.. يبقي الحال علي ما هو عليه في شقين الأول الطريقة التي يختار بها الوزير علي طريقة أهل الثقة والثاني تجميد المشهد ككل من سبق . وعلي ذكر المشهد الوضع الآن به من التحدي السافر للمثقفين من قبل الحكومة ورئيسها د. قنديل ما ينبيء بكارثة في الوسط الثقافي فهناك حالة غليان تشي بالإنفجار القريب والقصة التي بدأت منذ تدخل الجنزوري رئيس الوزراء السابق لدي هشام قنديل رئيس الوزراء الحالي. لأخذ صابر عرب لوزارة الثقافة بدلا من د. أسامة أبوطالب الذي ابلغوه ثم اعتذروا له الثانية صباح يوم حلف اليمين وكانت المفاجأة عودة د. عرب وكأنها مكافأته علي ما تم تخريبه في دار الكتب والهيئة العامة للكتاب ثم حصوله علي جائزة الدولة التي شكل لجان تحكيمها قبل مسرحية "خارج وراجع بعد ما أخد الجائزة" تلك المسرحية الهزلية التي أثارت غضب المثقفين. ثم مئات الشكاوي من العاملين وقضايا ضده كل هذا لا أثر له الا اعلان رئيس الوزراء اكثر من مرة بتغييره ثم يعدل عن قراره ثلاث مرات ينشر اسم وزير الثقافة فيمن سيخرجون ولا يحدث حتي أن المثقفين يسألون هل هناك سر يمسكه الوزير ويهددهم به ليبقوا عليه؟.