صدرت مجلة "حريتي" عن دار التحرير للطبع والنشر لأول مرة في فبراير عام 1990 تحت شعار 7 مجلات في مجلة واحدة.. لأنها كانت تضم 7 أبواب رئيسية.. سياسية واقتصادية واجتماعية وفنية ورياضية.. إلي جانب الاهتمام بشئون المرأة والطفل ورسائل القراء. وكان للمجلة استقبال حافل من القراء حققت من خلاله أرقاماً قياسية في التوزيع. وحجزت مكاناً أساسياً ومهماً في سوق المجلات المصرية والعربية. وللحقيقة والتاريخ فإن صاحب فكرة اصدار هذه المجلة واختيار اسمها كان هو الكاتب الصحفي الاستاذ سمير رجب رئيس مجلس إدارة المؤسسة في ذلك الوقت.. وقد تولي رئاسة تحريرها في عامها الأول باعتباره رئيساً لمجلس الإدارة قبل أن يصدر مجلس الشوري قراره بإسناد رئاسة تحريرها لي في مارس 1990 واستمرت رئاستي لها سبع سنوات حتي عينت رئيساً لتحرير المساء عام .1998 وخلال هذه السنوات السبع تعاون في تحريرها معي والكتابة فيها نخبة من نجوم الصحفيين في مقدمتهم الكاتب الصحفي الكبير الاستاذ محمد العزبي والراحلان الاستاذان عدلي برسوم وعلاء دوارة.. والزملاء والزميلات الأساتذة محمد نور وصالح ابراهيم ونجوان محرم وعصمت حامد وماجدة موريس وناجي قمحة ومني نشأت ومؤمن الهباء وأحمد عمر وسامح محروس.. وانضم إليها بعد ذلك كاتباً السيد البابلي. لم يكن قد تم تعيين محررين بالمجلة عندما توليت مسئوليتها سوي اثنين أو ثلاثة علي ما أذكر.. هم الزملاء والاساتذة عبدالفتاح عباس رئيس التحرير الحالي ونورا خلف نائب أول رئيس التحرير ومدحت رزق المشرف الفني علي المجلة. وقد عملت علي تدعيمها بمجموعة من الشباب الذين كانوا قد التحقوا بها تحت التمرين وسعيت لتعيينهم.. وأذكر منهم الزملاء والزميلات سيد عبدالمنعم وحاتم هلال وسامية بكري وغادة الديب ووائل سعد نواب رئيس التحرير حاليا وأحمد صلاح وحنان الغزاوي وناهد حسن.. ثم انضم إلي أسرة تحريرها بعد ذلك جيل جديد من الشباب. كانت المجلة شابة وفتية وأصبح اسمها رنانا في سوق الصحف والمجلات المصرية.. فقد نبغت في كل الفنون الصحفية واتسمت بالجرأة. وعبرت عن مشاكل المجتمع بكل الصدق والموضوعية.. ويكفينا جرأة وشجاعة أننا في العهد الذي كانت فيه الجماعات الإسلامية مكتومة ومكبوتة أجرينا أول وآخر حديث صحفي مع زعيم إحدي هذه الجماعات الذي كان يتحصن في إمبابة.. والتي اعتبرتها هذه الجماعة جمهورية مستقلة لها.. وشن هذا الرجل هجوما شديداً علي الشرطة.. وكادت المجلة تصادر لولا تدخل الأستاذ سمير رجب لدي وزارة الداخلية. تولي رئاسة تحرير المجلة بعد ذلك الزميل الاستاذ محمد نور لمدة تزيد علي 12 عاماً.. ثم الزميلة الاستاذة مني نشأت لمدة عام واحد تقريبا.. ثم حاليا الزميل الاستاذ عبدالفتاح عباس.. وظلت علي مدي هذه السنوات تواصل نجاحها حتي قامت ثورة 25 يناير.. فلحقها ما لحق الصحافة المطبوعة عامة والمجلات خاصة من عثرات مادية عرقلت انطلاقها وتقلصت صفحاتها إلي أدني عدد.. وقد حاول الزميل عبدالفتاح عباس أن ينهض بها في حدود الامكانات المتاحة له.. ومازال يحاول. وللأسف الشديد فإن مجلس الشوري أوصي بدمج مجلة "حريتي" وصحيفة شاشتي وصحيفة الرأي في اصدار واحد تحت حجة توفير النفقات.. وهي توصية - في ر أيي - في غير محلها.. فما أسهل ان تأخذ قراراً بإغلاق صحيفة وبدلا من أن نعمل علي دعم هذه الاصدارات الثلاثة وإعادتها لأداء رسالتها الاعلامية والتنويرية بكفاءة نستسهل هذا الحل. القرار الآن في يد الدكتور مصطفي هديب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر والزملاء أعضاء مجلس الإدارة وقيادات التحرير في المؤسسة.. إما أن تتخذوا القرار الصعب بالابقاء علي هذه الاصدارات ودعمها.. وإما أن تتخذوا القرار الأسهل بالاغلاق أو ما يسمي الدمج. فرق كبير بين من يبني وبين من يهدم.. وبين من يضيء شمعة لتنير الطريق.. وبين من يطفئ شمعة ليسود الظلام. آخر المقال: "حريتي" اسم تلألأ في سوق الصحافة المصرية 23 عاماً كاملة.. حرام والله ان يختفي هذا الاسم بجرة قلم.