حرص أبناء الإسكندرية من جميع الأطياف علي التوافد علي الكنيسة "المرقسية" لتقديم واجب العزاء في شهداء حادث كنيسة القديسين حتي ضاق السرادق المقام في ساحة الكنيسة بالمعزين وهو ما اضطر الكثيرين إلي الخروج بعد فترة وجيزة لإعطاء الفرصة للآخرين لإيجاد مكان يجلسون فيه.. وقد قامت الكنيسة بتخصيص قاعة للنساء لتلقي العزاء بعيداً عن مكان جلوس الرجال. ساد القاعة السواد والحزن والبكاء تأثرا بالحادث وظلت بعض السيدات تروي قصص الحادث الأليم وما شاهدوه لحظة الانفجار لتواجدهم بمكان الحادث أو لفقدهم لعزيز بينما اختلف الحال قليلا في سرادق الرجال الذي ألقي الموعظة فيه الأب "باترس". كان أول الوافدين للسرادق اللواء "عادل لبيب" محافظ الإسكندرية ومعه رئيس المجلس المحلي وأعضاء المجلس ثم أعقبه علي الفور اللواء "عبدالسلام المحجوب" عضو مجلس الشعب ووزير التنمية المحلية وكان في استقبال المعزين الأنبا كيرولس آخامينا" أسقف دير ماري مينا والبطريرك "لويس مرقص" وكيل البطريرك.. وأيضا أعضاء مجلسي الشعب والشوري من الأقباط.. وحرص علي الحضور علي رأس وفد رسمي "عادل زكا" مطران الكاثوليك اللاتيني. و "أنطونيو غطاس" وكيل الأقباط الكاثوليك وأعضاء الكنيسة الانجلية. بالاضافة الي قناصل الدول الأجنبية وأعضاء مجلسي الشعب والشوري عن الحزب الوطني. والدكتور "محمد سعيد الدقاق" أمين الحزب الوطني الذي حضر ومعه وفد من هيئة مكتب الحزب الوطني لتقديم عزاء رسمي بأسم الحزب. وقد امتدت ساعات العزاء بالسرادق المقام داخل الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل للساعة العاشرة مساء لتتجاوز الموعد المحدد له. نظرا للاقبال الشديد. حيث توافد الآلاف من المصريين لتقديم واجب العزاء. قد شهدت منطقة محطة الرمل إجراءات أمنية مشددة منذ ظهر أمس.. وقد حضر العزاء القمص مقار فوزي راعي كنيسة القديسين والذي أكد ل "المساء" راحته الشديدة لسيادة المحبة بين ابناء الشعب الواحد. والتي تجلت في توافد كل فئات الشعب لتقديم واجب العزاء لاخوانهم من مكلومي الحادث الاليم. ويوافقه الرأي القس روفائيل عزمي راعي كنيسة الملاك بالعجمي مؤكداً انه بقدر سعادته تعزية المسئولين بقدر ما اسعده كثيرا تعزية ابناء شعب مصر. مشيرا إلي انه يشعر بحق بأننا شعب واحد. فمنذ اللحظة الاولي عند خروجه من كنيسة الملاك متوجها للمرقسية.. وقعت عيني علي أحد اخوته المسلمين رافعا لافتة كتب عليها "إما نعيش سويا أو نموت سويا". أكد اللواء "عادل لبيب" محافظ الإسكندرية علي أن حادث "القديسين" قلب مصر في مختلف المحافظات لبشاعته ولكنه في نفس الوقت أكد للعالم ان مصر علي قلب رجل واحد أننا كما قال الرئيس "محمد حسني مبارك" سنضرب رأس الأفعي. أما الدكتور "محمد السعيد الدقاق" أمين الحزب الوطني "فقال.. الارهاب يحتاج لمواجهة حاسمة فمن حمل القنبلة الآثمة لم يفرق بين قبطي ومسلم ولكنه أراد أن يجلب الحزن والأسي لمصر ليلة العيد ومع استقبال العام الجديد ولكننا سنبقي جميعا مصريين ومحبين لمصر ووحدتها. يؤكد "محمد مصيلحي" رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد علي أن الارهاب لا وطن له ولا دين ولن نسمع بأن تعود عمليات الارهاب لمصر مرة أخري فنحن أقباط ومسلمين نسيج لوطن واحد وسيظلون هكذا. أما اللواء "محمد عبدالسلام المحجوب" عضو مجلس الشعب عن دائرة الرمل ووزير التنمية المحلية فقد أكد علي أن الاجهزة الأمنية في مصر قوية ولديها القدرة علي ضبط كل من يتورط في أي عملية ارهابية وأن ماحدث في مصر بعيدا عن شعب مصر ودخيل عليها. وبصبر شديد تحمد برلنتي كمال أم الشهيد بيتر سامي 17 سنة الله قائلة: هو الآن في الجنة في السماء. وهذا ما يعزيني فهو يتمتع بمكانة عظيمة وأنا أعلم أن لي شفيعا في الجنة.. ولقد زاد من قوتي ان كل المصريين من حولي.. المسلمين قبل المسيحيين. وتشير نادية إبراهيم إلي انها لم تتخيل ان يكون من قتل ابنة اختها "تريزا" مصريا. فالمصريون مسلمون كانوا أو مسيحين يمتازون بالمحبة وليس الكره ولا يوجد أي دين يحض علي الكراهية. تشير جانيت فوزي صابر إلي عزيزة عبدالعال وماجدة صبري محمد قائلة: هؤلاء هم جيراني من المسلمات جاءوا لتقديم واجب العزاء لي في وفاة اختي زاهية والتي لم يتم العثور علي جسدها حتي الآن. انهم يواسونني منذ اللحظات الاولي ولم يتركوني ابدا. وهو ما يثبت لمن قام بهذا العمل الدنيء اننا سنظل إلي الابد في تضامن ومحبة. من جانبه أكد الشيخ ماهر القرقاصي إمام مسجد سعد الدين ان ماحدث لم يقصد به مسيحياً أو مسلما بقدر ما كان المقصود منه احداث صدع في الشعب المصري. وضرب أمن مصر واستقرارها. إلا ان مصر سوف تظل متماسكة أبية رغم حقد الحاقدين وحسد الحاسدين وسيظل أهلها في رباط إلي ان تقوم الساعة. ويوافقه الرأي القس زكريا راعي كنيسة كيلوباترا مؤكدا ان المسيحيين والمسلمين إخوة منذ الف واربعمائة عام عائلات متداخلة تعيش في مكان واحد. فلا يوجد عقار واحد إلا ويسكن فيه المسلمون والمسيحيون وهذه هي مصر بلد الأمن والأمان. يشير المستشار محمد عادل الدوياتي رئيس اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية بالاسكندرية إلي أن الحادث الاليم قد أظهر المعدن الحقيقي للشعب المصري.