العشوائيات والمناطق غير الآمنة صداع يؤرق الحكومات المتعاقبة في مصر.. تطوير هذه المناطق مازال حلماً يداعب ساكنيها حتي يتخلصوا من الاهمال والفوضي والأمراض والجرائم وغيرها من الافات.. ومن هذه المناطق حكر عباس حسيب بحي الوراق وجزيرة الذهب بحي جنوبالجيزة. مؤخراً وافقت الوكالة الألمانية علي تقديم منحة قدرها 6 ملايين يورو "48 مليون جنيه" للمنطقة وتم اتخاذ الاجراءات النهائية لتوقيع بروتوكول تطوير جزيرة الذهب وحكر عباس بين الوكالة ومحافظة الجيزة وتحديد أولويات التطوير بازالة الحكر ونقل سكانه إلي المدن الجديدة وبناء مستشفي حكومي ومجمع مدارس بجزيرة الذهب. "المساء" تفقدت حكر عباس الذي يتجاوز عمره 100 عام ويقطنه أكثر من نصف ميون نسمة ويفتقد أدني مقومات الحياة الآدمية ويضيق بسكانه الذين يعيشون في منازل تضم 8 غرف لا تتجاوز مساحة الواحدة 3 أمتار ناهيك عن تهالكها وضيق مداخلها وإيوائها للفيروسات والأمراض. أما جزيرة الذهب فهي اسم علي غير مسمي. ولاتزال في طي النسيان وتفتقد المستشفي الحكومي حتي يعالج أهلها أو مجمع مدارس لتعليم أبنائها.. ولاتزال تنتظر تدخل المسئولون لوضعها علي خريطة الانقاذ والتطوير!! يقول حمام أحمد أحد السكان حكر عباس: مدخل المنطقة ضيق جداً لا يتسع لدخول سيارة إطفاء أو إسعاف اذا وقعت كارثة. مما يسفر عن وقوع ضحايا كما حدث من قبل عندما اندلعت حرائق بالحي.. ونشعر بأننا في وادي والمسئولين في وادي آخر. تقول نجلاء فتحي "أرملة وربة منزل" أعيش في المنطقة منذ 30 عاماً وأنجبت 3 أبناء. ونقطن في منزل متهالك وآيل للسقوط مكون من 6 غرف لا تزيد مساحة الغرفة علي 9 أمتار "3*3 أمتار" أشبه بحياة القبور وأخشي ان يسقط المنزل علينا من وقت لآخر. أضافت: ليس لدي مورد رزق سوي معاش زوجي الذي لا يزيد علي 300 جنيه لا تكفي لترميم الحجرة التي نعيش فيها. ولا توجد سوي دورة مياه واحدة للمنزل كله تكفي لجميع ساكنيه وهي غير آدمية بالمرة وليس هناك صرف صحي.. وتطالب بنقلهم إلي مساكن أخري بديلة خارج منازل الحي القديم. تلوث وأمراض يقول سيد زكي عوض "نجار مسلح": أعيش وأبنائي التسعة في غرفة واحدة بالحكر. وقمت ببناء غرفة علوية ليتزوج فيها ابني الذي عجزت عن شراء شقة له. ونحن معرضون للاصابة بأمراض خطيرة ناتجة عن تلوث المكان. بالاضافة إلي ان أبنائي معرضون لجرائم عديدة كالسرقة والاغتصاب نتيجة غياب الأمن.. ونحن في انتظار ان يفي المسئولون بوعودهم إما بنقلنا لأماكن أخري أو بناء شقق جديدة مكان حكر عباس. وتشكو روايح أبوزيد "ربة منزل" صعوبة الحياة بالمنطقة وتقول: المنازل آيلة للسقوط والأسقف خشبية لا تحمي من مياه الأمطار. والسلالم متآكلة ومازلنا نفتقد الحياة الآدمية الكريمة التي وعدنا بها الرئيس مرسي. والمياه لا تصل إلينا إلا بصعوبة شديدة ولا تأتي إلا ليلاً. وتقول كريمة عبدالخالق "ربة منزل": علي الرغم من ان الحكر يطل علي النيل بالوراق فاننا لا نشعر بجمال المكان. فالمنطقة معرضة للانهيار وشرفات المنازل ضعيفة ونتوقع سقوطها في أي لحظة ودورة المياه مشتركة بين 6 غرف كل غرفة تؤوي ما بين 10 و 12 فردا وهي تشبه المراحيض العامة التي تنبعث منها الروائح الكريهة غالبيتها مفتوحة بشكل دائم لتهالك أبوابها. يقول ممدوح ابراهيم "موظف": وصول الخدمات الينا حلم صعبا نتمني تحقيقه بعد ان قامت المحافظة تطوير المنازل غير الآمنة لكن ليس هناك أي بوادر للتطوير.. فإلي متي نعيش هذه الحالة المتردية؟! أما شريف فرحات "مقاول ورئيس جمعية حكر عباس الخيرية" فيقول: جمعنا تبرعات من رجال أعمال منذ 15 عاماً وأنشأنا جمعية حكر عباس الخيرية المشهرة برقم 826 لسنة 1986 وتتكون من مبني يضم 11 طابقاً تضم عيادة مجانية ومركزا تعليمياً لأهالي الحكر ودار مناسبات ودارا لتحفيظ القرآن ومسجداً لخدمة أهالي الحكر.. لكن للأسف نفدت أموال التبرعات قبل استكمال أغراض الجمعية وناشد المسئولين ورجال الأعمال التدخل لانقاذ هذا المشروع الخيري الذي يخدم أكثر من نصف مليون نسمة. كما تجولت المسا ء في منطقة جزيرة الذهب التابعة لحي جنوبالجيزة فوجدتها بحاجة إلي تطوير حقيقي. يقول فريد شوقي "صاحب محل وأحد سكان الجزية: لا يوجد بالمنطقة بأكملها سوي مدرستين للتعليم الاساسي "مدرسة جزيرة الذهب وأنس بن مالك" تخدمان نحو 5 ملايين نسمة ولم يطرأ عليهما أي تطوير يذكر منذ مدة طويلة ويرجع تاريخ انشائهما لعام 1990. وهما آيلتان للسقوط وحوائطهما متآكلة ونخشي سقوطهما علي أبنائنا بين الحين والآخر. أما مازن عبدالسلام "موظف من أبناء المنطقة" فيقول: لايوجد مستشفي حكومي تيخدم أهالي الجزيرة. ويوجد مستشفي خاص يبعد عن المكان بنحو ساعة ونصف الساعة ولا نستطيع دفع تكاليف العلاج فيها. ونطالب المسئولين بسرعة انشاء مستشفي يخدم الأهالي ومدرسة للتعليم الاعدادي والثانوي وترميم المدرستين القائمتين حاليا نظراً لتهالكهما. المحافظ يعد ونقلنا هموم أهالي جزيرة الذهب وحكر عباس إلي محافظ الجيزة د. علي عبدالرحمن فقال: سيتم البدء في تطوير منطقتي حكر عباس بحي الوراق وجزيرة الذهب التابعة لحي جنوبالجيزة فور استلام المنحة التي قدمتها الوكالة الألمانية والبالغة نحو 6 ملايين يورو وسيتم توقيع بروتوكول التعاون مع الوكالة في غضون أيام قليلة وتم اجراء دراسة ميدانية للأماكن المراد تطويرها ذات الأولوية العاجلة وتقررت إزالة جميع منازل حكر عباس المطلة علي ضفاف النيل مباشرة بعد نقل السكان لمساكن بديلة بالمدن الجديدة لم يتم تحديدها حتي الآن وتتم إزالة المنطقة تماماً وفق خطة محكمة وضعها خبراء هندسيون في اطار تطوير المحافظة والارتقاء بها. أما جزيرة الذهب فسوف يتم بناء مجمع مدارس "ابتدائي- اعدادي- ثانوي" وبناء مستشفي حكومي يقدم خدمات صحية مجانية لأهالي الجزيرة بالتعاون مع اللواء أحمد هاني مسئول تطوير العشوائيات بالمحافظة ووضع خطط عاجلة لتطوير المناطق غير الآمنة طبقاً لدرجة خطورتها مثل حكر عباس بحي شمال الجيزة وساقية مكي بحي جنوبالجيزة. أشار محافظ الجيزة إلي أنه سيتم توقيع بروتوكول تعاون مع الوكالة لتطوير مناطق عزبة حرب أوائل العام المقبل.