راودهم حلم الثراء والعيش الكريم فاختاروا طريق التهلكة لعلهم يجدون مصدر رزق يضمن لهم حياة مستقرة, ركبوا الأمواج واختاروا الهجرة هربًا من بلادهم التي لم تحنو عليهم، باحثين عن بصيص من أمل متمسكين بحبال متهالكة، ممنين أنفسهم بأن الحياة ستبتسم لهم وأن الرياح ستأتي بما تشتهيه السفن فخاب ظنهم فهلكوا، وتناثرت أشلاؤهم على شواطئ مطروح. ارتفع عدد الجثث المتحللة ومجهولة الهوية، التى قذفتها الأمواج بشواطئ مطروح، على مدار الأسبوعين الماضيين، إلى 24 جثة لرجال ونساء، وذلك بعد عثور الأهالي وقوات حرس الحدود والبحرية على 14 جثة، خلال ال5 أيام الماضية في مناطق متفرقة على امتداد شواطئ مطروح، وتم نقل الجثث إلى مشرحة مستشفى مطروح العام، تمهيداً لنقلها إلى مشرحة كوم الدكة بمحافظة الإسكندرية.
أكد اللواء هشام لطفى، مدير أمن مطروح، أن هذه الجثث لا علاقة لها بالطائرة المصرية المختفية، كما يشيع البعض.
وكشف خلال تصريحات له بداية الأسبوع الماضي، عن أنه تم العثور على 7 جثث ل5 رجال وسيدتين، على شواطئ مطروح أو داخل مياه البحر، كما عثر نهاية الأسبوع الماضى على 3 جثث، ليرتفع إجمالى عدد الجثث المعثور عليها على مدار أسبوعين إلى 24 جثة وجميعهم مجهولو الهوية، وفى حالة تحلل واختفاء الملامح.
وأضاف مدير أمن مطروح، أنه من المرجح أن تكون هذه الجثث لمهاجرين غير شرعيين، غرق مركبهم فى عرض البحر داخل المياه الدولية، قبل فترة طويلة، ودفعت الأمواج بعض الجثث فى اتجاه شواطئ مطروح.
وقال "لطفى"، إن بعض الجثث عثر عليها على الشاطئ، والبعض الآخر عثرت عليها قوات البحرية داخل مياه البحر، وعثر على جميع الجثث ترتدى الملابس، ولا يوجد معها ما يدل على هويتها، ولم يعثر إلا على صورة جماعية متهالكة في ملابس إحدى الجثث، ويصعب التعرف على مَن فيها.
وأشار مدير أمن مطروح إلى أن الجثث عثر عليها فى أوقات وأماكن متفرقة، مثل منطقة رأس الحكمة وسيدي حنيش وعلم الروم شرق مدينة مرسى مطروح وبشواطئ مدينة سيدى برانى غربى مرسى مطروح، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ونقل جميع الجثث إلى مشرحة كوم الدكة بالإسكندرية، تحت تصرف النيابة العامة لاتخاذ اللازم.