قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية, إن الأوضاع في مصر أصبحت قاتمة للغاية وتبعث على اليأس, خاصة في ظل ما سمته اضطهاد كافة أشكال المعارضة. وأضافت الوكالة في تقرير لها في 12 مايو أن أحدث دليل على تدهور الحريات في مصر بشكل غير مسبوق, هو إلقاء القبض على جميع أعضاء فرقة "أطفال شوارع" الغنائية, والتي اشتهرت بنشرها أعمالا فنية ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد الأوضاع الحالية في البلاد. وتابعت " تم إلقاء القبض على أفراد هذه الفرقة الساخرة, بتهم تنوعت بين إهانة مؤسسات الدولة والدعوة للاحتجاج ". وأشارت الوكالة إلى أنه تم أيضا إلقاء القبض على حوالي 1300 شخص خلال الاحتجاجات على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية, وتم الإفراج عن معظمهم بعد ذلك. واستطردت " تردي الأوضاع في مصر أصاب الشباب تحديدا باليأس، خاصة أن أي شكل من أشكال المعارضة أصبح جريمة يعاقبون عليها". وخلصت الوكالة إلى القول إن "التطور الأخطر أن مصر أصبحت لا تعرف التسامح وقبول النقد, وهو ما يزيد المشهد في البلاد تعقيدا", حسب تعبيرها. وكانت شبكة "بلومبرج" الأمريكية, قالت أيضا إن الأوضاع في مصر تزداد سوءا, وإن هناك مخاوف واسعة من أن البلاد تسير نحو الانهيار, حسب زعمها. وأضافت الشبكة في مقال لها في 8 مايو, أن بعض الخبراء الأمريكيين حذروا من أن ما سموها انتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة, ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في مصر, وستضر أيضا بالمصالح الأمريكية في المنطقة على المدى الطويل. ونقلت عن المحلل كول بوكنفلد، الذي يعمل في "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط"، قوله :"إن الأزمة في مصر مقلقة للغاية في ضوء تزايد الانتهاكات والإرهاب وتردي الأوضاع الاقتصادية, لدرجة أن كثيرون أبدوا مخاوفهم من أن البلاد تتجه نحو الانهيار, في حال عدم معالجة هذه الأوضاع المتأزمة سريعا". واستطردت الشبكة " إدارة الرئيس باراك أوباما غيرت مؤخرا حساباتها فيما يتعلق بالأزمة في مصر, خاصة بعد تزايد العمليات الإرهابية في البلاد, تحديدا في سيناء". وأشارت "بلومبرج" إلى أن إدارة أوباما اختارت دعم النظام الحالي في مصر, وعدم ربط المساعدات للقاهرة بسجلها في حقوق الإنسان. وكانت وسائل إعلام مصرية كشفت قبل أيام عن إلقاء القبض على أعضاء فرقة غنائية ساخرة تسمى "أطفال شوارع"، لاتهامهم بالتحريض على مؤسسات الدولة. وحسب "أسوشيتدبرس", تتكون هذه الفرقة من 6 شباب يجتمعون في أحد الشوارع، يُمسك أحدهم بهاتف محمول، ويقوم بالتقاط "فيديو سيلفي" له مع الباقين، يغنون ويسخرون من واقع المجتمع، ومن ثم ينشرونه عبر صفحتهم على "فيسبوك". و"أطفال شوارع" وصفوا أنفسهم عبر صفحتهم، بأنهم "شباب يعملون بالمسرح، قرروا تصوير فيديوهات في الشوارع بأفكار مجنونة مضحكة"، كما أن الفرقة تحاول الوصول بالمسرح إلى الناس الذي لا يستطيعون الذهاب إلى المسرح، وخاصة الأماكن الأكثر فقرًا, حسب تعبيرهم. وشرعت "أطفال شوارع" منذ مطلع العام الحالي في تقديم أعمالها عبر مقاطع فيديو قصيرة تتناول موضوعات فنية واجتماعية ورياضية, وأخيرا سياسية، عبر تجميع عبارات إذاعية أو غنائية شهيرة بأسلوب جماعي وإلقائها بشكل ساخر بهدف إيصال رسائل تعبر عن موقف الفرقة تجاه قضية ما. وخلال أربعة أشهر قدمت الفرقة 17 مقطع فيديو تزايد عدد مشاهدات بعضها حاجز مليوني مشاهدة، حسب ما جاء في صفحتها, وتطرقت الفرقة مؤخرا إلى القضايا السياسية مثل سد النهضة وبعض التجاوزات الامنية, لتنتهي بنشر مقطعين ساخرين بالتزامن مع الاحتجاجات على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.