السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رأيت الله عز وجل وطلب منى أن أجرى صدقة جارية عندما أموت ماذا تعنى هذه الرؤيا هل معنى ذلك أنى سوف أموت قريبًا؟ التأويل: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: أنه يمكن أن يرى الإنسان ربه فى المنام ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة، لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير) الشورى، فليس يشبهه شيء سبحانه وتعالى فلا شبيه له ولا كفو له. وذكر أيضًا أنه قد يرى المؤمن ربه فى المنام فى صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحًا لم يره إلا فى صورة حسنة وإذا كان فى إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله فى هذا فقال ويمكن أن يسمع صوتًا ويقال له كذا وافعل كذا ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئًا من المخلوقات، لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى. وذكر ابن سرين من رأى المولى عز وجل وهو يتكلم معه دل على أنه عند الله عزيزاً لقوله تعالى (وقربناه نجيا) وسئل أى الرؤى أصح عندك قال إن يرى الإنسان ربه -وقال البغوى رؤية الله فى المنام جائزة - وفى هذه الرؤيا لم تصف لنا الهيئة التى رأيت المولى عز وجل عليها. ولكن رؤيا المولى عز وجل تختلف باختلاف السرائر فلأهل الطاعة والإيمان لمن رآه بلا كيف ولا كيفية مثل ما ورد فى الأخبار فذلك يدل على البشرى وتحقيق أمنية فى الدنيا وسلامة الدين ورؤية المولى عز وجل فى الآخرة ذلك إن كنت على حسن حال. وإن كنت الآن فى بعد عن الله وبعد عن الطاعة فهذه الرؤيا تبشرك بالتوبة والرجوع إلى الله وإن كنت تقصد أن المولى عز وجل كلمك من وراء حجاب فذلك رزق وزيادة مال وقوة دين وإن كنت تقصد أن الله كلمك بغير حجاب والكلام موجه إليك فهذه ليست رؤيا وهى باطلة لانقطاع الوحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) ولذلك تكون الرؤيا باطلة ولكنها تدل على الخلل فى الدين. ومن يرى الله تعالى فى صورة يصفها ويحددها فإن رؤياه من الأضغاث، ومن رأى الله سبحانه وتعالى مصورا فى مكان فإن الرائي ممن يكذب على الله تعالى أو ينسب إليه ما لا يليق به، ومن رأى المولى عز وجل يعظه أن يعمل عملاً صالحاً فيه رضا كإخراج الصدقة كما ورد فى هذه الرؤيا فذلك تذكير لك بالرجوع إلى الله وعدم التمادي فى المعاصي - والله تعالى هو الحق وقال تعالى (قوله الحق) الأنعام 73. وكلامه هو الحق والصدق المبين وكونه سبحانه وتعالى يطلب منك صدقة قبل موتك فهذا دليل على بعدك الشديد عنه سبحانه وتعالى ويريد منك التوبة إليه والصدقة هنا المقصود بها تزكية النفس وتطهيرها لقوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فسبحانه وتعالى وهو الغنى عنا يدعونا إلى التوبة ولو تبنا لتاب علينا وكفر عنا السيئات ولو كانت مثل زبد البحر.
والرؤيا تدل على رفع البلاء والنصرة لك، ورؤيا المولى عز وجل أيضًا ظهور عدل ورفع ظلم وزوال هم وأمن وأمان وخير وفرج وفرح وتحقيق مراد وارتفاع شأن وحب الناس لك، وقوة دين وتوفيق فى أعمال الخير وزيادة رزق والمال رزق والسعادة رزق والصحة رزق والعافية رزق والذرية رزق.. والله أعلم.. وأدعو الله أن يرزقك خير هذه الرؤيا اللهم آمين. ********************** أرسل رؤياك نفسرها فى الحال للتواصل مع الشيخ عبدالحى العسكرى على صفحة "المصريون" على "فيس بوك"