يبدو أن الحكومة المصرية تتجه لاستخدام "خطب الجمعة" لحث المواطنين على ترشيد استهلاك المياه، وتحذيرهم من الآثار السلبية المترتبة على بناء سد النهضة الإثيوبي. وقال وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي، إنه خاطب وزارة الأوقاف بشأن تخصيص خطبة جمعة حول ضرورة ترشيد استهلاك المياه وتأثير ذلك على توفير المياه للمزارعين الآخرين مما يسبب أذى لهم. وأكد الوزير أنه يقوم حاليا ومعه قيادات الوزارة بحملة لترشيد استهلاك المياه عن طريق تقليل الزراعات المستهلكة للمياه بشراهة، وذلك من منطلق الحفاظ على مياه نهر النيل من الهدر، مؤكدًا أن هناك قرارًا بتحديد زراعات الأرز وذلك لتوفير المياه وتقليل الفاقد. وأشار الوزير إلى أن هناك اتجاهًا قويًا داخل الوزارة لتحديد زراعة "الموز" وذلك لأنه يستهلك المياه بشكل كبير، لافتًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد تحديد بعض الزراعات لتوفير كميات كبيرة من المياه. ويتخوف خبراء من نقص المياه المتوقع خلال فترة ملء خزان سد النهضة، إذ قال خبير المياه الدكتور أحمد الشناوي، إن نقص المياه المتوقع بعد ملء خزان السد قد يتجاوز ال 10 مليار متر مكعب، ما يعني أن مصر قد تشهد جفافا خلال تلك الفترة ويظهر ذلك واضحا على المحاصيل. واعتبر الشناوي، أن وجود سد النهضة الإثيوبي يعني هلاك الأجيال القادمة من المصريين، واختفاء العديد من المحاصيل الزراعية وهو ما بدا واضحا في تصريحات وزير الموارد المائية والري الذي أكد صراحة أن هناك اتجاه لمنع زراعة "الأرز والموز". وأضاف: الفقر المائي واضمحلال الحضارة المصرية الفرعونية واختفائها وانقراض المحاصيل الزراعية ومئات الأنواع من الحشرات والحيوانات المفيدة للبيئة والتربة جميعها ستحدث خلال الأيام القادمة . وتبني إثيوبيا سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة تابعة لقبيلة "بني شيقول" وهي قبلية أغلبها مسلمين وتتميز بالاحتفاظ بالعادات والتقاليد الإسلامية، حيث يغلق هذا السد المسافة الواقعة بين جبلين في المنطقة، وجهزت أديس أبابا 16 توربينا لتوليد الكهرباء من السد قامت بتشغيل 3منها حتى الآن، فيما خصصت لمصر والسودان بوابتين أسفل جسد السد لتمرير المياه وقت الجفاف.