رأت الكاتبة الإسرائيلية سامادرا بيري، أن تصويت البرلمان بسحب عضوية النائب السابق توفيق عكاشة يعد تصويتًا على معاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن أغلب أعضاء المجلس يرفضون التطبيع معهم. وقال "بيري"، في تحليل بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن التصويت بطرد عكاشة جاء بإجماع 496 عضوًا، وامتناع أو رفض 17 عضوًا، وهو الأمر الذي يشير إلى أن معاهدة السلام تأتي على مستوى القصر الرئاسي فقط. ورأت "بيري"، أن الرئيس السيسي فقط هو من يستطيع إنقاذ توفيق عكاشة، "لكن المرء لا يمكنه التيقن من بذله جهودًا في هذا الصدد، بالنظر إلى أن الأخير، بفمه الكبير داس بوقاحة على سلطة القصر الرئاسي وسخر من قمة الهرم. وأشارت، إلى لقب "نائب التطبيع" الذي أطلق على عكاشة خلال جلسة التصويت على عضويته البرلمانية، وإعلانه بيع فضائية الفراعين، متعهدًا بتسديد كافة ديونه، وترك منزله بالقاهرة، وإغلاق كافة خطوط هاتفه المحمول. وبحسب بيري، فقد تم إخبار عكاشة أنه لو أغلق "فمه الكبير" ستكون هناك فرصة ضئيلة أمامه للعودة إلى البرلمان. وأضافت: "الحقيقة أن عكاشة ليس عامل جذب، فقد اكتسب صورة الناطق باسم الحكومة، والمهرج الذي يرغب في الدعاية الذاتية مهما كانت التكلفة، حتى لو من خلال تلويحه بحذاء قذر على الهواء". واستطردت "عكاشة تحدث بلهجة لاذعة ضد القادة العرب، وزملائه في البرلمان، وكان متيقنًا أن كل شيء يجوز له حتى تم قذفه خارج البرلمان". بعض الصحفيين الاستقصائيين عقدوا رابطًا بين عكاشة الذين وصفوه ب"العميل الصهيوني"، وقضية تجسس ضربت مصر منذ 50 عامًا. وبحسب الكاتبة، فإن القضية شهدت تورط أحد أقارب عكاشة في الانضمام للموساد، وأن ذلك كان فكرة فيلم "الصعود إلى الهاوية". توفيق عكاشة تباهى بزيارتين سريتين لإسرائيل، وأعلن تخطيطه لزيارة تل أبيب ومقابلة بنيامين نتنياهو. وتابعت: “الجانب الجيد من قصة عكاشة أنها فتحت جراح العلاقات بين مصر وإسرائيل، وسلطت عليها الرادار، وغم مرور 40 عاما على زيارة السادات "التاريخية" إلى إسرائيل، والتعهد بكسر الحاجز النفسي في مصر ما زال الوضع عالقًا كما هو". ولفتت إلى أن الأشخاص الذين ضبطوا بممارسة "التطبيع" أجبروا على الاعتذار، مع تقديم تعهدات بعدم تكرار تلك "الخطيئة". الصالونات السياسية المصرية، والكلام للمقال، مزدحمة بنظريات مؤامرة مفادها أن ما حدث مع عكاشة ما هو إلا "تجربة" من تنظيم الحكومة باستخدام عكاشة، من أجل اختبار إذا كان الوقت قد حان لأخذ العلاقات مع إسرائيل فيما يتجاوز المسائل الأمنية، ومعرفة رد الفعل إذا دعي مثلا الرئيس الإسرائيلي أو رئيس الوزراء نتنياهو إلى القاهرة. وأفادت أن مثل هذه الدعوة تعتبر ضرورية، لا سيما من جانب تل أبيب، للتيقن من أن التطبيع ليس شيئًا ما يستحق المعاقبة، على حد قولها. وواصلت: "لقد تلقينا الإجابة، السلام سوف يسود فقط بين القيادات. الرئيس السيسي الذي زار اليابان وكوريا مؤخرًا كان سريعًا في الإعلان أن مصر ملتزمة بالاتفاقيات مع إسرائيل، ولم يتفوه بكلمة مع أو ضد عكاشة". وتابعت: "إسرائيل تتفهم أن السيسي لا يستطيع تحمل الدخول في شجار مع البرلمان الذي يعقد مقارنات بين طرد عكاشة والمناقشات الإسرائيلية بإقصاء نواب عرب في الكنيست".