قال إسحاق لفانون، السفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر، إن العلاقات بين إسرائيل ومصر أصبحت أكثر قوة على الصعيدين الأمني والعسكري عن ذي قبل، بعد 5سنوات من الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 11 فبراير 2011. وأضاف في مقال له بعنوان: "مصر وإسرائيل... علاقات ثنائية كاملة" نشرته صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، أن "الكثير من الأصوات الإسرائيلية تثني على العلاقة الوطيدة القائمة بين القاهرة وتل أبيب، في المجالين الأمني والعسكري، وبالفعل ربما تكون هذه العلاقة الأكثر توطيدًا وقوة عما سبق". وتابع: "تفسير هذه العلاقة القوية هو الوضع السيئ والخطير في الشرق الأوسط بسبب الحرب ضد الإرهاب الجهادي في شبه جزيرة سيناء بشكل خاص، إلا أن هذا وجهًا واحدًا فقط للعملة"، لافتًا إلى أن "الوجه الثاني للعملة هو جانب لا يتم التحدث عنه كثيرًا بشكل علني، ألا وهو عدم وجود مضمون في العلاقات الثنائية بيننا وبين القاهرة". وأشار إلى أنه "في فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلت العلاقات المصرية الإسرائيلية من المضمون، وذلك بسبب سعي مبارك ورغبته في العودة لأحضان العالم العربي بعد فترة نبذ فيها هذا العالم القاهرة في فترة حكم السادات"، لافتًا إلى أن "مبارك برر سياسته تلك بسبب عدم وجود أي تقدم في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية". وذكر أن "الرئيس الأسبق سمح للإخوان المسلمين بالسيطرة تقريبًا على كل النقابات المهنية وهؤلاء حظروا أي تعامل مع إسرائيل، كما فرض مبارك حصارًا على الدبلوماسيين الإسرائيليين الذين خدموا في القاهرة، وغضت تل أبيب الطرف عن هذا الأمر". واستدرك: "اليوم، وبعد 5 سنوات من سقوط مبارك، لم تتحسن العلاقات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب بل ساءت أكثر، رغم أن الإخوان المسلمين لم يعودوا يشكلون كيانا معرقلا للعلاقات بين الدولتين". وأوضح أنه "منذ هجوم المتظاهرين المصريين على السفارة الإسرائيلية في سبتمبر 2011 لم تجد تل أبيب أي مبنى بديلاً، والسفارة ليس لديها أي إمكانية في إجراء اتصال مباشر مع أي عنصر رسمي مصري إلا بواسطة قسم إسرائيل في وزارة الخارجية المصرية". واستطرد: "ما زالت القاهرة تمنع أيضًا زيارة رجال الثقافة والأدب الإسرائيليين لها، كما لا توجد علاقات تجارية أو زراعية باستثناء اتفاقية الكويز، والتي تحقق منها مصر أرباحًا، بل وتريد إجراء تغييرات بها تضر بإسرائيل". ومضى لفانون قائلاً: "أريد أن أذكر أن إسرائيل وافقت فعليا على تغيير الملحق العسكري لاتفاقية السلام مع مصر وذلك كي تسمح للأخيرة بإدخال قوات مقاتلة وسلاح لسيناء، لمحاربة الإرهاب هناك، وماذا أعطتنا القاهرة في المقابل، لاشيء، وإسرائيل لم تطلب منها شيئًا. وذكر أن "سفارة القاهرة في تل أبيب لا تعاني من أي حصار عليها أو تضييقات من قبل إسرائيل أو مقاطعة وحظر تعامل معها، وكل الأبواب مفتوحة أمام هذه السفارة للاتصال بأي مسؤول ترغب في إجراء اتصال به". وختم: "هناك حالة من عدم التوازن وعدم المعاملة بالمثل في العلاقات بيننا وبين المصريين، صحيح أن الصلة الاستراتيجية معهم جيدة لكنها غير كافية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية، لابد أن يكون لهذه العلاقات مضمون يعزز النواحي الاستراتيجية ولا يضعفها".