تمر علينا، اليوم الاثنين، الذكرى الرابعة لمذبحة بورسعيد، الذي راح ضحيته 72 شهيدًا من مشجعي النادي الأهلي على أرضية استاد بورسعيد، في كارثة رياضية لم تحدث في أي ملعب من ملاعب كرة القدم في العالم، وستظل هذه الذكرى باقية في أذهان المصريين لبشاعة مشاهد هذه الكارثة. تعود الكارثة ليوم 1 نوفمبر 2012، عندما كان يلعب النادي الأهلي مع نظيره المصري، وكانت بداية الأحداث عند نزول الجماهير لأرضية الملعب مع عمليات الإحماء والتسخين للاعبي النادي الأهلي قبل بداية المباراة، وتمت السيطرة على الموقف وعادت الجماهير إلى مدرجاتها، ومع إطلاق حكم المباراة صفارته معلنا نهاية الشوط الأول قام العشرات من الجماهير بالنزول مجددًا إلى الملعب. بدا القلق يسيطر على الجميع ولكن سرعان ما تم إدراك المشهد بعودة الجماهير، وتكرر المشهد لثالث مرة عند إحراز النادي المصري لهدف التعادل، حيث كان النادي الأهلي متقدمًا على المصري في هذا التوقيت، ولكن مع إحراز النادي المصري لهدفه الثاني والثالث بدأت الفاجعة بنزول المئات من الجماهير لأرضية الملعب يحملون الأسلحة البيضاء والشوم والعصا، وقاموا بالتوجه إلى مدرجات جماهير النادي الأهلي وقاموا بالاعتداء عليهم مما أسفر عن مقتل 72 شهيدًا. وقال والد الشهيد مهاب صلاح إن المذبحة كانت مدبرة لهؤلاء الشباب الذين ضحوا بأرواحهم من أجل النادى الأهلي الذي يحبونه ويعشقونه، مضيفًا أنه حتى الآن لا يتوقع أن تنفذ أحكام الإعدام بحق المتهمين الذين حكم عليهم في قضية ابنه. وطالب والد الشهيد بالقصاص لابنه الذي مر على استشهاده أربع سنوات، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لا يوجد محاكمة عادلة لهؤلاء القتلة الذين أغلقوا أبواب الاستاد على هؤلاء الشباب وقتلوهم بدم بارد مستخدمين الأسلحة البيضاء وغيرها. وقالت والدة الشهيد محمد أشرف أثناء تواجدها في النادى الأهلي بالجزيرة مع أعضاء الأولتراس وجماهير النادي الأهلي الذين حضروا منذ الثانية ظهرًا لإحياء ذكرى مذبحة بورسعيد أنها تشعر بوجود ابنها الشهيد محمد معهم في هذه الليلة ويشاركهم الأحزان. وأضافت أنها تشعر بالحزن لعدم تنفيذ حكم الإعدام في قتلة ابنها الذي مر على استشهاده أربع سنوات دون تنفيذ حكم قضائى واحد يشعرها بالارتياح. وطالبت المسئولين والسلطة القضائية في الدولة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعدام هؤلاء المتهمين الذين مازالوا ينعمون بالحياة وفي المقابل هي تتجرع العذاب لعدم القصاص لابنها. كانت أولى جلسات محاكمة المتهمين في القضية بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد في 5 مايو 2012، وسط إجراءات أمنية لتأمين أسر الشهداء وأعضاء "الأولتراس"، ونقل المتهمين من محبسهم بسيارات مصفحة. وفي 9 مايو تم تأجيل محاكمة المتهمين إلى جلسة 14 مايو لسماع الشهود وعرض "السيديهات" المحرزة بالقضية. وفي 21 يناير 2013، تقدم النائب العام المستشار طلعت عبدالله، بمذكرة إلى محكمة جنايات بورسعيد، لإعادة فتح باب المرافعات مجددًا. وتمت إحالة 21 من المتهمين إلى فضيلة المفتي لاتخاذ الرأي في 26 يناير2013، وتأجيل النطق بالحكم إلى جلسة 9 مارس المقبل، بقرار من محكمة جنايات بورسعيد، وتمت معاقبة 21 متهمًا بالإعدام شنقًا، و5 متهمين آخرين بالسجن المؤبد لمدة 25 عامًا، ومعاقبة 6 متهمين آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا، ومعاقبة 6 متهمين بالسجن لمدة 10 سنوات، ومعاقبة متهم واحد بالحبس لمدة عام واحد مع الشغل، ومعاقبة 4 متهمين آخرين بالسجن لمدة 15 عامًا، ومعاقبة متهمين اثنين آخرين بالسجن لمدة 5 سنوات، وبراءة بقية المتهمين في القضية وعددهم 28 متهمًا، بينهم 7 متهمين من القيادات الشرطية سابقًا بمحافظة بورسعيد،وذلك خلال جلسات 9 مارس 2013. وقرر المستشار طلعت عبدالله، النائب العام الأسبق، آنذاك، الطعن أمام محكمة النقض على الحكم الصادر من محكمة جنايات بورسعيد في 7 مايو 2013. وقررت محكمة النقض، قبول الطعن المقدم من النيابة على براءة 28 شخصًا في قضية "مذبحة بورسعيد"، كما قررت قبول طعن 34 آخرين محكوم عليهم بالإعدام والسجن المؤبد في جلسة 9 فبراير2014. 22 وفي أبريل 2014، تم تأجيل محاكمة 11 متهمًا، إلى جلسة 18 يونيو المقبل، بقرار من محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار محمد رزق. وفي أبريل 2015، تم تأجيل إعادة محاكمة المتهمين لجلسة 19 أبريل لإتمام المداولة بقرار من محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني. 19 أبريل 2015، تمت إحالة أوراق 11 متهمًا إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لإبداء الرأي الشرعي بشأن إعدامهم في إعادة محاكمة 73 متهمًا، بينهم 9 قيادات أمنية مديرية أمن بورسعيد، و3 من مسؤولي النادي المصري، المتهمين بقتل 74 من "أولتراس أهلاوي" عقب نهاية مباراة الدوري عام 2012، وحددت المحكمة جلسة 30 مايو للنطق بالحكم عليهم وعلى باقي المتهمين، بقرار من محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار محمد السعيد. 30 مايو 2015، تم مد أجل الحكم في قضية مذبحة بورسعيد، إلى 9 يونيو المقبل، مع استمرار حظر النشر في القضية وحبس المتهمين. 9 يونيو 2015، تم إعدام 11 متهمًا في إعادة القضية، إضافة إلى الحكم ببراءة 21 متهمًا، والسجن 15 عامًا ل10 متهمين، و5 سنوات ل14 متهمًا والحبس 5 سنوات مع الشغل والنفاذ ل3 متهمين من بينهم مدير الأمن الأسبق عصام سمك، وبالحبس سنة مع الشغل لمتهم وببراءة باقي المتهمين، وعددهم 20 متهمًا. يذكر أن النادي الأهلي قد فتح أبوابه بالجزيرة لاستقبال المئات من الجماهير الذين حضروا لإحياء ذكرى شهداء مذبحة بورسعيد.