عدد من السكارى والمنفلتين وبعض من الشباب المحبطين نتيجةً لسياسات اللجوء الأوربية التي لا تراعي حقوق الإنسان الواردة في ميثاق الأممالمتحدة مثل حرية التنقل واختيار محل السكن بل واكتساب او التخلي عن الجنسية خصوصا في حالة الحرب والأزمات السياسية والطبيعية.. هاجموا تجمعاً نسوياً في كولونيا الألمانية بمناسبة احتفالات رأس، ومع ان الإعتداء الهمجي على النساء لم يسفر عن ضحايا مع ما رافقه من عنف الشد والجذب والتدافع للمئات من الأفراد وانما اقتصر على التحرش الجنسي وبعض السرقات الصغيرة لما يمكن ان تحمله اية امرأة في مثل هكذا مناسبة وهو عادة متاع شحيح، الا ان دنيا دعاة الحضارة والقيم الإنسانية الأوربية المزعومة قامت ولم تقعد. لا زال الشارع الألماني مصدوماً ويعتقدون ان الشعور المعتاد بالأمن أصبح من الماضي، بل ان مكان الاعتداء اصبح أشبه ما يكون بنصب تذكاري توضع عليه ورود التضامن، ورغم ان مجموعة من المهاجرين قاموا بمبادرة لطيفة وزعوا خلالها الورود والبسمات على النساء في محطة قطار برلين تعبيرا عن التضامن وتنديداً لالإعتداء فإن مصادر الأخبار لا زالت تعتقد بإن الحادث ينذر بصعوبات امام المهجرين واللاجئين الهاربين من جحيم الحروب التي يتحمل الغرب وأمريكا وزرها الأكبر.
بلدية كولونيا عقدت اجتماعا طارئاً وأعلن قائد شرطتها استقالته من اجل استعادة ثقة الشعب بالشرطة كما قيل. الحزب الإشتراكي الديمقراطي والحزب المسيحي الإجتماعي بدآ بممارسة الضغوط على على ميركل لتعديل سياسات اللجوء الخانقة أصلاً. المفوضية الأوربية تلقت دعوات من مختلف الأعضاء لقد اجتماعات طارئة. دول الربط بين تركيا واوربا ، سلوفينيا ، سلوفاكيا، صربيا ، بلغاريا هددت بغلق حدودها في حالة توقف ألمانيا عن استقبال المهاجرين ، وحذر رئيس وزراء سلوفينيا ميرو سيرار من ان الإتحاد الأوربي برمته سينهار.
البابا نفسه تطرق الى صرخة الذين يفرون من الوحشية الغاشمة والبؤس المدقع ولكنه لم يَنسَ المخاوف المتعلقة بالأمن وحذر، يوم الإثنين، 11 ك2 / 2016، من ان تدفق اللاجئين الكبير يهدد بالتأثير بشكل طاغ على القيم والعادات الأوربية، ومن الواضح ان هذه التعبيرات إيحاءات مهيمنة على قداسة البابا من حادث كولونيا.
اخير وصل الأمر الى جريدة شارل أبدو الفرنسية لكي تصور كيف ان الطفل الغريق السوري الشهير ألذي تطوعت امواج البحر لنقل مأساته ومأساة اقرانه الى العالم الأعمى ، كيف انه كان سيتحول الى وحش لمطاردة النساء لولا ان البحر اقدم على كتف انفاسه وأنقذ الأوروبيات ذوات الحفظ والصوت من شره.
أمس الاثنين 18 ك2/2016 أعلنت منظمة العفو الدولية إن اللاجئات يواجهن مشاكل عديدة كالتحرش الجنسي والاعتداء والاستغلال أثناء رحلتهم إلى الدول الأوروبية، وذكرت المنظمة أنها أجرت في إطار دراستها لقاءات مع 40 سيدة ذهبن إلى ألمانيا والنرويج عبر الأراضي التركية ثم اليونان أكدن تعرضهن للعنف والابتزاز وإرغامهن على ممارسة الجنس المسؤولين عن الأمن والمهربين أو حتى مع لاجئين آخرين ، حسب ما جاء في تقرير المنظمة.
وأوضحت "أمنستي" في بيان أن جميع النساء شعرن بأنهن مهددات ودون أمان أثناء انتقالهن إلى أوروبا، وشددت رئيسة الاستجابة للأزمات على أنه من العار أن هؤلاء النساء لا تزال حياتهن في خطر على الأراضي الأوروبية.
هكذا نراهم يغزوننا في بلداننا ويقتلوننا ويسلطون علينا حكاماً قتلة وفاسدين للإجهاز على ما تبقّى منا، واذا ثرنا تآمروا مع عملائهم لوأد احلامنا في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم، ويلاحقون الناجين منا والفارين من الجحيم ويعتدون على نسائنا الذليلات الأسيرات لديهم .. وبعد كل ذلك ، هم الإنسانيون المتحضرون ونحن الهمج المتخلفون، فتخيل يا رعاك الله. علي سليم عمر علي. https://www.facebook.com/AleeSaleemOmar