كشفت مصادر مسئولة بجماعة "الإخوان المسلمين"، عن التوصل لاتفاق يقضي بوقف التراشق الإعلامي والتصريحات بين طرفي الصراع داخل الجماعة، والتي طفت عقب حوار محمود حسين، الأمين العام، وما تبعه من جملة استقالات وخلافات بين الجناح الشبابي والتاريخي للإخوان. وخلال الأيام الماضية، توقفت الجبهتان عن التصعيد، وتوقفا عن إصدار البيانات والتي اقتصرت على ممثل الجناح الشبابي للإخوان محمد منتصر، بينما اكتفى "إخوان سايت" التابع للقيادات التاريخية بإصدار بيانات فردية للقائم بأعمال المرشد محمود عزت في الغالب. وبسؤال المصدر الإخواني، الذي طلب عدم نشر اسمه عن السبب وراء ذلك، أكد ل"المصريون"، أن "هناك محاولات لرأب الصدع، واتفاق على التوقف عن التصريحات بين الطرفين". ودخلت أزمة تفاهمات الإخوان شهرها الثاني, وهي تعد الأزمة الثالثة من نوعها خلال عام بعد أزمتي مايو وأغسطس، حيث شهدت الأزمة الثالثة بيانات متصاعدة تتحدث عن أزمة في إدارة التنظيم الأكبر في مصر، والذي تأسس عام 1928. وأعلن مكتب "الإخوان المسلمين" في لندن إقالة محمد منتصر من منصبه كمتحدث إعلامي باسم الجماعة، وهو ما نفاه الأخير. وانقسمت الجماعة على إثر هذه التفاهمات لفريقين الأول يضم محمود عزت نائب المرشد، والقائم فعليًا بعمل المرشد بتعليمات من محمد بديع مرشد عام الجماعة المحبوس حاليًا على ذمة عدة قضايا، ومعه محمود حسين أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسؤول عن الجماعة في الخارج. أما الثاني فيتزعمه عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذي يعتبره الشباب بمثابة المرشد حاليًا في مصر، وتعاونه مجموعة كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني، ويتولى مسؤولية التنسيق الإعلامي لهم محمد منتصر المتحدث السابق باسم الجماعة. وفي الآونة الأخيرة طرح عدد من قيادات الإخوان عدة مبادرات منها مبادرة الدكتور جمال حشمت القيادي البارز بالجماعة، والذي دعا للشيخ القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للبحث عن حلول للأزمة. كما أطلق القيادي الإسلامي البارز بمصر إبراهيم الزعفراني، فور وقوع الأزمة مبادرة نصها جلوس قيادات التنظيم العالمي (هيئة تنفيذية) للإخوان المسلمين، وكل قيادات الإخوان المسلمين وقيادات الجماعات الإسلامية في الأقطار العربية والإسلامية، ورئيس وأعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ يوسف القرضاوي، ويوسف ندا (مفوض العلاقات الدولية السابق بالجماعة) وكمال الدين إحسان أغلو (أمين عام منظمة التعاون للدول الإسلامية الأسبق)، وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية بالتوسط العاجل بين القيادات الإخوانية المصرية لرأب الصدع الذي حدث بينهم على مائدة حوار لوضع رؤية لتدارك المشكلة. وبسؤال المصدر عن مصير المبادرات التي تم طرحها, أكد وجود محاوله لتفعيلها، مشيرًا إلى أن "جميع الإطراف ارتضتها إلا الشيوخ"، في إشارة إللا القيادات التاريخية. وحول الاستقالات الأخيرة، أكد المصدر استقالة 4من مكتب إدارة الأزمة من الخارج، وهم المهندس أيمن عبد الغني، زوج ابنة خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، والمهندس محمد البشلاوي، وعبد الحافظ الصاوي، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب "الحرية والعدالة"، وطاهر عبد المحسن، من عضوية المكتب الإداري للإخوان بالخارج، وعلق قائلاً: "كانوا في مكتب الأزمة لكن ولاؤهم للقدامى والحمد لله أنهم ذهبوا".