أعقبت الأزمة التى تعرضت لها جماعة الإخوان المسلمين، طرح ثلاث مبادرات (شخصية وحزبية) فى محاولة منهم لرأب الصدع داخل الجماعة، التى تعانى من صراع داخلى بين ما يعرف ب"القيادة الشبابية " و"القيادات التاريخية" على إدارة الجماعة. الأولى أعلن الدكتور جمال حشمت، القيادى البارز بالجماعة، وعضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان، عن مبادرة فى بداية الأزمة ودعوته للشيخ القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين للبحث عن حلول للأزمة، وتشكل لجنة للتحقيق من خارج التنظيم يرأسها الشيخ القرضاوى يكون بها عضوان يختار أحدهما كل فريق لوضع الأمور فى نصابها ومحاسبة المخطئ مع الكف عن الحديث الإعلامى حول الخلافات التى هى محل تحقيق من أطراف الخارج فقط لمدة شهر ثم تعلن قراراتها بالشكل الذى ترتضيه اللجنة وتكون ملزمة لكل الأطراف، إلا أن البعض شدد على ضرورة الوجود التركي. وقال حشمت، فى هذا الشأن إن هناك مساعى تبذل لحل أزمة الإخوان، مطالبًا بوقف القرارات والبيانات المتبادلة، لنجاح تلك المساعي، مشيرًا إلى أن المبادرة سالفة الذكر بقيادة القرضاوي، تتماشى مع ما أوصى به الشيخ محمد الراشد، وقيادات الداخل والخارج فى شهر أكتوبر الماضي، تؤكد أن تنفيذ قرارات الإيقاف والحل والاستبعاد ليست من الحكمة فى شيء بل هى توتير للأجواء وإصرار على التفرد بالإدارة بعيدًا عن لم الشمل والحوار". وأَضاف قائلاً: "نعم نحن مصرين على وحدة الصف وتجاوز الخلاف لأنه ليس ترفًا بل ضرورة الجميع ينتظر رؤيته والتفاعل معه". وحول مستقبل المساعى لحل أزمة الإخوان فى ضوء وقع القرارات والاستقالات، ناشد حشمت القادة والأفراد، الإنصات إلى صوت العقل، وترك المساعى تسير فى طريقها، وتجنب إثارة مشاكل جديدة، والتركيز على ما هو أهم ويفيد الجماعة وقبلها الوطن الذى ينتظر ثورة تخلصه من النكسات التى يحييها منذ سنتين تحت حكم الانقلاب العسكري"-حسب قوله. الثانية وفى إطار محاولة التهدئة أطلق القيادى الإسلامى البارز بمصر "إبراهيم الزعفراني"، فور وقوع الأزمة مبادرة نصها جلوس قيادات التنظيم العالمى(هيئة تنفيذية) للإخوان المسلمين، وكل قيادات الإخوان المسلمين وقيادات الجماعات الإسلامية فى الأقطار العربية والإسلامية، ورئيس وأعضاء الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والشيخ يوسف القرضاوى، ويوسف ندا (مفوض العلاقات الدولية السابق بالجماعة) وكمال الدين إحسان أغلو(أمين عام منظمة التعاون للدول الإسلامية الأسبق)، وراشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية بالتوسط العاجل بين القيادات الإخوانية المصرية لرأب الصدع الذى حدث بينهم" على مائدة حوار لوضع رؤية لتدارك المشكلة. ويؤكد الدكتور محمد سودان، القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية ل "الإخوان المسلمين" وجود محاولات جادة فى هذا الشأن لمحاولة التوصل لحلول للأزمة المتصاعدة مع الجميع. شدد سودان، فى تصريح خاص ل"المصريون" على أهمية اللجنة المكونة من الشيخ يوسف القرضاوي، والغنوشي، ويوسف ندا، وأغلوا، بين الطرفين لإطفاء نار الفتنة. الثالثة بينما طرح المبادرة الثالثة 44 نائبًا سابقًا عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لحل أزمة الصراع الذى تشهده الجماعة. وحدد النواب فى مبادرتهم عددًا من الثوابت أهمها ضرورة الإسراع برأب الصدع، والتعجيل بتشكيل هيئات شورية لكل المستويات الإدارية، إضافة إلى سرعة الانتهاء من اعتماد رؤية استراتيجية تتسق مع ما أسموه بالثورة، وكذلك ضمان تمثيل مناسب للشباب والمرأة فى كافة المستويات. ودعا النواب فى مبادرتهم إلى استبعاد كل من أمضى فى موقعه دورة انتخابية، وسرعة إجراء انتخابات جميع فروع الرابطة التى تجاوز مسئولوها 4 سنوات. وشدد النواب فى مبادرتهم على ضرورة إجراء انتخابات تشمل مجلس شورى ومكتب إرشاد، ومجلس رابطة جديد، ومكتب خارج جدد. وأشار النواب، إلى أنهم تقدموا بهذه المبادرة منذ 40 يومًا للجنة الإدارة العليا دون أن يتخذ فيها قرارًا وهو ما دعاهم لنشرها إعلاميًا . وقال الدكتور محمد جابر، أحد النواب الإخوان المشاركين فى المبادرة الثالثة: "إن مبادرة نواب الحرية والعدالة لحل الأزمة الداخلية عاقلة ومعتدلة" مناشدًا جميع القيادات بالإصغاء لها بالعقل والتعاطى معها بالحكمة إنقاذًا للموقف وإعلاء للمبادئ والقيم فوق الخلافات والتشبث بالرأى. ودخلت أزمة الإخوان الأسبوع الثانى وهى تعد الأزمة الثالثة من نوعها خلال عام بعد أزمتى مايو وأغسطس، حيث شهدت الأزمة الثالثة بيانات متصاعدة، عقب إعلان مكتب "الإخوان المسلمين" فى لندن إقالة "محمد منتصر" من منصبه كمتحدث إعلامى باسم الجماعة، وهو ما نفاه الأخير. وانقسمت الجماعة على إثر هذه الأزمة لفريقين، الأول يضم محمود عزت نائب المرشد والقائم فعليًا بعمل المرشد بتعليمات من محمد بديع مرشد عام الجماعة المحبوس حاليًا على ذمة عدة قضايا، ومعه محمود حسين أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسئول عن الجماعة فى الخارج. والثاني، فيتزعمه عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذى يعتبره الشباب بمثابة المرشد حاليًا فى مصر، وتعاونه مجموعة كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني، ويتولى مسئولية التنسيق الإعلامى لهم محمد منتصر المتحدث السابق باسم الجماعة.